وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)

“قاصف” وازدواج المعايير

أحمد يحيى الديلمي —–

    الارتهان إلى الذات بأفق انتهازي وبُعد استبدادي لا شك أنه يؤدي  إلى اضطرابات نفسية واختلالات سلوكية تحتم الهروب إلى زيف الكلام  وترويج أباطيل كاذبة من أجل الظفر بمصلحة مرجوه وإن على حساب القيم والمبادئ والأخلاق وكل الظوابط القانونية التي يتشدق بها المجتمع الدولي ويعتبرها معيار للسلوك وحماية حقوق الإنسان ، وتأصيل لمفردات السلام وضمان التعايش السلمي بين الشعوب وفق أمواج الدعاية في أمريكا التي لا تمل الحديث عن المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة والاحترام المتبادل ، مع ذلك بمجرد قراءة رد الفعل النزق وبيان الإدانة لما حدث في العند يكشف الحالة البائسة التي وصلت إليها هذه المجتمعات ،  لأنها جعلت المصلحة هي الحقيقة الثابتة وما سواها مجرد أقاويل وشعارات لا تسمن  ولا تغني من جوع ، فما صدر عن الخارجية الأمريكية بقدر ما كشف  عن ازدواج في المعايير والتعاطي الانتهازي مع القضايا الإنسانية والكيل بمكاييل مختلفة فإنه أكد أن القضية لا تتعلق بالكوارث والمآسي الإنسانية ولكنها ترتبط بالمصالح والعلاقات الخاصة ، فكيف إذاً ننظر إلى الواقعة اتي حدثت في معسكر العند وكان هدفها جموع الضباط والجنود وهم في لحظة التأهب للزحف إلى الساحل الغربي ، هذا في نظرهم فعل مُجرم وغير معقول ، بينما آلاف الصواريخ والقنابل التي استهدفت الأطفال والنساء في منازلهم وفي كل مواقع العمل هذا فعل مشروع ومحبب في نظرهم ، إنها قمة المهزلة والمآساة معاً !! هذا التوصيف الانتهازي المجافي لابسط المبادئ والقيم الإنسانية يُعد مؤشر خطير يؤكد أن الإنسانية باتت تُذبح بالقيم التي تنادي للدفاع عنها ، وتتعرض للسحل بنفس  الأساليب الإجرامية تحت مظلة حقوق الإنسان ، إليست حالة إفلاس رهيبة أحاطت بالنظام الدولي بفعل الهيمنة الأمريكية وما تفرضة من قرارات تسخرها لخدمتها الذاتية!!! وهذا هو الخلل الأكبر الذي سيُجبر الدول لأن تبحث عن وسيلة تدافع بها عن نفسها وتحمي حقوقها وخير ما نختم به قو لالله سبحانه وتعالى( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) صدق الله العظيم .

  • اللواء يحيى المتوكل في ذكراه

مرت علينا بالأمس القريب ذكرى استشهاد المناضل البطل ، والوطني الجسور اللواء يحيى محمد المتوكل – رحمه الله – الذي اغتيل بأسلوب غادر وطريقة ماكرة بحسب وصف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عندما نجا من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في السنغال اثناء حضوره مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ، قال ” لم يكن الحادث عرضي بل محاولة لاغتيالي بنفس الأسلوب الذي أتبعه المجرم في اغتيال اللواء يحيى المتوكل واللواء مجاهد أبو شوارب ” هذا للتذكير فقط ، أما الشعب اليمني فلقد حزن كثيراً عندما فقد رجل بحجم ومكانة اللواء يحيى المتوكل فالرجل بالفعل كان من أكثر المسئولين ذكاءً وفطنةً والتزام ، بل وقدرة على استيعاب المشاكل و إيجاد الحلول والتوفيق بين كل الفرقاء المتخاصمين ، وهذا ما جعله يحتل قلوب الناس ويتربع على عرشها بسهولة ، كان صديق للكل من جميع الاتجاهات والمشارب ، قال المناضل الشهيد جار الله عمر عند عودته من النمسا في الوفد الذي رأسه الشهيد يحيى المتوكل ” هذه السفرة فتحت أفاقي على أشياء كثيرة عرفتها في الأخ يحيى المتوكل فالرجل رجل دولة بكل معاني الكلمة ، تصرفاته وسلوكه ومواقفه جعلتني أعرف لماذا يخشاه  علي عبدالله صالح وأفراد أسرته ، لو كان هناك عدل وقانون منصف فإنه الوحيد المؤهل لحكم اليمن ” أكتفي بهذا ، وأقدم اعتذاري الشديد للأخ محمد يحيى نجل الفقيد ومحبيه لأني تخلفت عن حضور إحياء الذكرى السنوية كون الخبر لم يصلني إلا في مساء نفس الليلة ، فله أعتذر  ولكل محبي الفقيد .. والله من وراء القصد ..