حديث مع النفس
السياسية:
✍ إيناس عبدالوهاب
جلست لأتحدث مع نفسي عن السنوات التي مرت على بلدي الحبيبة
❤️اليمن ❤️
هاهي السنة الثامنة من ذكرى الصمود طُوت نهايتها وسُتفتح أبواب السنة التاسعة لذكرى…. حولها اليمنيين بقوتهم وتوكلهم على الله وثقتهم به ، إلى ذكرى ✊🏻الصمود .
ومن بين شريط الذكريات مر يوم سبق يوم الصمود بسنوات ، ولكنه باعتقادي يوم مفصلي التقى فيه الصدق والخيانة فعند التعمق في أحداث هذا اليوم وربط خيوطه ، يتضح لك حجم المؤامرات التي كانت تحاك لعقود من الزمن على البلاد ، انكشفت فيه كل الأوراق ، والمتأمل لهذا اليوم تتضح لديه كل الأمور لأنه يوم سقطت فيه كل الأقنعه ؛ لتدفع الثمن أرواح طاهرة ، فكانت هناك أيادي خفية حقيرة ، نفذت واستغلت الأبرياء من الشباب ليحققوا مآربهم ، فمن أجل الصراع على السلطة والفوز بالكرسي اُستخدمت فيه كل الأساليب الحقيرة؛ وتنفيذاً لأجندة خارجية، وتمرير لرغبة دول الاستكبار ، جاءت أحداث الرييع العربي ……
وفي الوقت الذي ذهبتُ بذاكرتي إلى تلك الأحداث ، مر شريط الأحداث أمام ناظري فأنهمرت دموعي حين تذكرت هذا اليوم
– جمعة الكرامة-
فقد عشت أوجاعه بكل تفاصيله ، حيث لم تبعد الساحة عن بيتي إلا بعض أمتار، فأصوات الهتافات ومن ثم أصوات أزيز الرصاص لم يغادر مسامعي، ومع كل ضحية سقطت كانت أنفاسي تتوقف وقلبي يتألم ، أحداث ومأسي كانت تُبث مباشرة على التلفاز ، شباب أعزل بعمر الزهور ،
هتف بحقوقه، وأراد الدفاع عن مستقبله وماضيه وحاضره ، شباب كان كل مطلبه أن يرحل الفساد وأن تتبدل حياة الظنك والذل إلى حياة العز والكرامة ، مطالب حقة في ظل أوضاع صعبة لغالبية الشعب اليمني ، فاستغلهم المتصارعون لتحقيق مآربهم وجعلوا منهم
جسرًا للوصول إلى مخططاتهم كلاً من جهته.
فما كان رد البغاة عليهم إلا ان حُصدت رؤوس الغالبية المتواجدين في تلك اللحظة في ساحة التغيير ، أراد الأبرياء التغيير إلى الأفضل ولكن رصاص الغدر والخيانة حصد حياة الكثير منهم و بشكل مروع ، فقد انهمر عليهم الرصاص كالمطر من كل مكان، و بكل حقد لم يميز المجرمين بين أحد منهم ، تساقطوا الواحد تلو الأخر ، فاختلطت دماء الشهداء من جميع أنحاء ومحافظات اليمن ، رحلوا ليضعوا بين الأسطر تساؤلات كيف جمع الله بين هذه الأرواح ومن كل مناطق الوطن وفي يوم واحد ؟! ولأن القضية حقة ومن بين جميع مناطق اليمن جمعت هذه الأرواح ، ولأن الجاني واحد وأساليبه واحده كان لابد من التأمل .
أن الصراع دائماً سيكون بين الحق والباطل.
فقد رسمت هذه الدماء لوحة تعبيرية صادقة لتغوص في عميق مشاعر كل يمني حر؛ لتحكي لنا حقيقة الإرتباط بكل بقعة من بقاع أرضنا ، وحقيقة التضحية،
فمن كان لا يزال على عينه غشاوة ولم يفرق بعد بين أهل الحق وأهل الباطل،
كان لابد أن يجعل من هذا اليوم مقياس ،
لأن كل الأحداث التي توالت بعده كانت تتجلى فيها الحقيقة أكثر وأكثر ،
وكأن ذلك اليوم يحكي عن الأيام التي سبقت يوم ذكرى الصمود وما بعده فكما لم يروق للمجرمين أن ينتزع الشباب حياتهم من تحت أنياب الكلاب المتأمرين على أحلامهم ،فقرروا قتل أكبر عدد منهم، وظنوا أن بذلك سيكتب نصرهم ،
كان لابد للدماء الطاهرة أن تعلم الأحرار كيف يصنعون المعجزات.. وتكاتفت أيادي الأحرار من كل أنحاء اليمن وبكل روية وحنكة وبقيادة حكيمة توالت الأحداث و انتصر الدم على السيف وتحققت المعجزات وانتصر الأحرار بكل معاني الانتصار ، فلم يروق للمجرمين والمتأمرين أن تقطع أيديهم من اليمن وتكون لأبناء الوطن السيادة على أرضهم وحين بدأ الأحرار سحب البساط من تحت أقدام العملاء وحين أخرجوا كل الغزاة صاغرين أذلاء ،
استخدم المجرمين الورقة الأخيرة وأعلنوا حربهم في ٢٦/مارس / ٢٠١٥م ظانين بذلك أن النصر سيكون حليفهم،
لكنهم غاصوا في مستنقع رذيلتهم وانقلبت الأمور عليهم ، فقد استخدموا نفس الطريقة ولكن بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع فبدل الرصاص استخدم الطغاة الصوايخ وبدل مكان محصور جعلوا من اليمن بأكمله مرمٌا لحقدهم إعتقاد منهم أنهم في هذه المرة سيركعون الشعب اليمني ، فتفاجؤا أن المتوكل على الله والمتمسك بحبله مهما كان حجم الإجرام عليهم لن يركعوا ، وكان النصر حليفه وما زال ، لأنهم أصاحب قضية حقة ، وفي هذه المرة وبشكل أوسع وبنصر أعظم لليمني الحر …
ليكتب الله على الجاني الذل والمهانة ،
ويكتب الله لليمني الحر الشموخ والصمود والكرامة.
اليوم _الوطني _ للصمود _ المركز الإعلامي للهيئة النسائية _ الأمانة
سبأ