وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)

بعد “1800” يومٍ من العدوان.. “صنعاء بعيدة” و”الرياض أقرب”..!

نصر القريطي…..
عدوانٌ كونيٌ ليس له مثيلٌ في التاريخ الحديث.. ليس فقط في اجرامه وقذارته وبعده عن كل قيم الانسانية والعروبة والاسلام.. ولكن ايضاً لأنه عدوانٌ اجتمع فيه العرب مع الاعراب والشرق مع الغرب والقاصي مع الداني ليقاتلوا شعباً بأكمله دون ان يكون لهؤلاء الغزاة ومرتزقتهم أيُّ مشروع صادق أو أهداف حقيقية يرغبون في استلابها من بين ايدينا..
السادس والعشرين من مارس عام 2015 شهد انطلاق هذا العدوان الكوني على بلادنا وإذا بهذه الحرب المجرمة ــ التي ظنوها خاطفةً قد تأخذ بضعة أشهر ــ إذا بها تستمر إلى اليوم لتدخل عامها السادس دون ان يكون لدولها وقادتها ومرتزقتها وداعميها وكلُّ مسعِّري نيرانها قضيةً يقاتلون من أجلها باستثناء تنفيذ مشاريع الأمريكان والصهاينة في بلادنا والمنطقة..
وبالعودة لقائمة الأهداف المعلنة حينها لهذه الحرب فقد أكد “تحالف العدوان” أن على رأسها تأتي إعادة “الفار هادي” وزبانيته وشرعيتهم الزائفة الى العاصمة صنعاء.. ومنذ ذلك “اليوم المشؤوم” وجحافل العدوان و”غثاء مرتزقه” ومتحدثوه العسكريون وإعلامه الرخيص والمأجور يرفعون من عبارة “قادمون يا صنعاء” شعاراً لهم ولهذه الحرب البربرية المجرمة..
أكدت عواصم العدوان بأن “صنعاء” هي هدف “عاصفة القتل” التي سمّوها زوراً بعاصفة “الحزم” ولاحقاً الأمل”.. وقال “مسيلمة العاصفة” أن عيني “بن سلمان” و”بن زايد” على العاصمة صنعاء لإعادة من لا شرعية لهم اليها..
اليوم وبعيداً عن كل تفاصيل هذه الحرب وما جرى في “شهورها الستين”.. أين يقف هؤلاء من شعاراتهم وزيفهم وأين نقف نحن..!!
أين منهم “صنعاء” التي قالوا يوماً أنها على “مرمى حجرٍ” من نيران مدفعيتهم وأين هي “الرياض” التي قلنا أنها وما بعدها أهدافٌ مشروعةٌ لنا..
في الوقت الذي توهمت جحافل العدوان وقادته ومرتزقته وداعميه أن “الفاً وثمانمائة يومٍ” من الحرب الجوية والبرية والبحرية قد انهكتنا وقرّبت اليهم “صنعاء البعيدة” إذا بهم يصحون من “سكرتهم” على انباء فقدانهم لجبهة “نهم” وكل جبهات محافظة الجوف” وإذا بهم يشعرون بلهيب نيران أبطالنا وهي تحاددهم في مأرب لا يفصلها عنهم إلا قرارٌ تتخذه صنعاء..
تدخل حرب أعراب الخليج علينا عامها السادس ورجال الرجال يقفون على الحدود السعودية اليمنية ليفتحون جبهةً جديدةً عنوانها العريض “الحرب المباشرة على حدود مملكة الشر” بعد أن كانت الرياض تتخذ من مرتزقتها في مدننا الحدودية معها دروعاً بشرية وجغرافيةً لقتالنا..
اليوم تطوي صنعاء والحديدة وعدن وشبوة ومأرب والجوف وكل مدن اليمن العام الخامس من هذه الحرب الجنونية بكل تواكلهم واتكالنا.. بكل جرائمهم وتضحياتنا.. بكل زيفهم وصدقنا.. بكل فشلهم وانتصاراتنا.. بكل مستنقعاتهم ومعجزاتنا التي لا يتسع لتدوينها سوى كتب الأساطير وقلوب المؤمنين بأن الله ينصر المظلومين ويخزي المتكبرين المتجبرين..
اليوم لا يزال هذا العدوان الكوني الذي يفتتح عامه السادس مستمراً.. ولا تزال صنعاء عاصمةً موحدةً لكل اليمنيين كحالها حينما انطلقت شرارة العدوان الأولى من واشنطن قبل خمسة أعوام..
اليوم لا يزال العدوان ومرتزقته قابعين خلف أوهامهم يرجون بأن يصلوا صنعاء قبل أن يصل اليهم “الموت القادم منها” ليبعثرهم على “مزابل التاريخ”.. ولا يزال “آل سعود” و”عيال زايد” يتحدثون عن أن “عاصمة الجمهورية اليمنية” هي هدفهم التالي فيما باتت اقدام ابطالنا في الجوف ومأرب تدوس على أطراف أثوابهم.