وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)

ما دلالات خروج مظاهرات رفض التطبيع في معاقل “الانتقالي” باليمن؟

ما دلالات خروج مظاهرات رفض التطبيع في معاقل “الانتقالي” باليمن؟

السياسية – رصد:

يوسف حمود

بينما أظهر ما يُعرف باسم “المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني”، وهو أحد ميليشيا الإمارات المنتشرة في الوطن العربي، استعداده للتطبيع مع “إسرائيل”، يرفع الشارع اليمني صوته غاضباً من تلك الخطوة، رافضاً أي تطبيع مع دولة تحتل فلسطين.

وإلى قبل إعلان الإمارات تطبيعها مع دولة الاحتلال، كان يبدو للبعض أن ما نشرته صحف عبرية عن استعداد الانتقالي للتطبيع، مجرد تسريبات غير دقيقة، لكن ومع إعلان من قيادات في الميليشيا الموالية للإمارات ترحيبها بذلك التطبيع، أصبح يقيناً لدى اليمنيين، أن ذلك أصبح واقعاً، وأن الخطر على جنوب البلاد بات حقيقة.

وأحدث إعلان قيادات الانتقالي ترحيبها بالتطبيع، موجة غضب واسعة، أخرجت مسيراتٍ إلى الشارع، وسط تنديد لأحزاب ومكونات جنوبية، مؤكدة وقوفها إلى جانب فلسطين ضد أي خطوات من شأنها الاعتراف بكيان محتلٍ لأراضيها.

رفض جنوبي

وكان لاحتفال المجلس الإنتقالي الجنوبي، بالتطبيع الرسمي لدولة الإمارات مع إسرائيل، (13 أغسطس) له ردود أفعال غاضة في الشارع الجنوبي، خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها المجلس، حيث خرجت مسيرات مناهضة، في وقتٍ هاجم ناشطون وسياسيون جنوبيون إعلان نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك مباركته بالتطبيع العلني للإمارات مع إسرائيل.

وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، (مقر قيادة الانتقالي)، تظاهرتين شارك فيها المئات، للتنديد بالتطبيع الإماراتي مع إسرائيل، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقام المتظاهرون بدوس العلم الإسرائيلي تحت أقدامهم قبل أن يتم إحراقه في ساحة التظاهرة بمديرية كريتر.

وقال بيان صادر عن التظاهرة، التي دعت لها مكونات جنوبية على رأسها المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، إن “الجنوب ممثلاً بكل أبنائه وبعاصمته عدن، كان دائماً قلعة للقضية العربية وثوارها الأحرار جميعاً، وسباقاً إلى نصرة القضية الفلسطينية بوصفها القضية الأولى والمركزية لشعوب الأمة العربية”.

وأكد البيان أن “جنوب اليمن سيبقى كذلك رغم كل الظروف والأوضاع الاستثنائية، ويقف صفاً واحداً ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ومن يسير في ركبه”.

وفي شبوة، (جنوب شرق)، خرجت تظاهرة مؤيدة للرئيس اليمني ضد الانتقالي الجنوبي، لكنها لم تتجاهل في بيانها وشعارات المشاركين فيها، الرفض الواسع للتطبيع مع إسرائيل، مدينة “كل إجراءات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي”، ومعتبرة ذلك “عدواناً على الشعب الفلسطيني واستهدافا لمركزية القضية الفلسطينية في وعي ووجدان الأمة”.

وكان المجلس الانتقالي، رحب بالتطبيع، وجاء على لسان نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، في 15 أغسطس، قوله، إنه يعتزم زيارة إسرائيل، بشرط توقيع اتفاقية التطبيع بين الأخيرة والإمارات، على عكس موقف الحكومة اليمنية التي أعلنت رفضها لأي تطبيع مع إسرائيل، ودعمها لحق الفلسطينيين في استعادة دولتهم

لن يتقبل أحد

“هذا رأي يخص الانتقالي ولا يمكن تطبيقه على كل الجنوبيين”، هكذا يقول الناشط السياسي اليمني منصور سالم في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، مديناً ما قامت به الإمارات من تطبيع مع دولة الاحتلال.

وأشار إلى أن الشارع الجنوبي بشكل خاص، وهو المعني الرئيسي بما يقومه به الانتقالي، “يرفض بشكل كبير ما يحدث من تطبيع من دول عربية، فكيف سيقبلون من مكون جنوبي أن يعلن هذا التطبيع”.

ويقول: “بعيداً عن اختلافنا نحن كجنوبيين مع الانتقالي الموالي لأبوظبي، لكن فيما يتعلق بفلسطين فهذا خط أحمر، وحتى هناك من أنصار الانتقالي يرفضون هذه الخطوة لأنه يمس ديانتنا الإسلامية ومعتقداتنا”.

ويؤكد أن الإمارات تسعى بكل قوتها على “تطبيق كل ما تقوم به على أرض جنوب اليمن، بعدما وجدت الانتقالي الجنوبي وقياداته منبطحين لقراراتها، وكأن جنوب البلاد أصبحت مستعمرة”، لكنه استطرد بقوله: “مهما حاولوا أن يقوموا به فإن الشعب سيقف لهم بالمرصاد”.

وتابع: “الشعب الجنوبي خلال الدول المتعاقبة التي حكمت منذ عام 1967 وحتى اليوم وهم يناصرون القضية الفلسطينية واحتضنت قديماً قيادات فلسطينيين ووفرت لهم معسكرات تدريب وزودتهم بالمال، وهذا يعني أنه لن يتغير شيء مهما تغيرت السنين”.

اتصالات سابقة

وبينما أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 أغسطس 2020، توصل “إسرائيل” والإمارات إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بينهما، كانت معلومات سابقة تحدثت من وجود خطوات لتطبيع المجلس الانتقالي الجنوبي الممول من أبوظبي مع “إسرائيل”.

ونشرت صحيفة إسرائيلية في 23 يونيو 2020 تقريراً قالت فيه: “خلف الأبواب أُعلِنَ قيام دولة جديدة في الشرق الأوسط، ليس هذا فحسب، إنما ستكون الصديقَ السريَّ الجديد لإسرائيل”.

وتحدثت صحيفة “إسرائيل اليوم، عن “قيام دولة جديدة في جنوب اليمن، ستكون مدينة عدن عاصمتها”، وأشار إلى أن “قيادتها تغازل الدولة العبرية بمشاعر ودية وموقف إيجابي”.

وبحسب الصحيفة، رد عديد من الإسرائيليين بشكل إيجابي على هذا الود وأرسلوا تحياتهم إلى “الدولة المستقلة الجديدة في اليمن”، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتياً- الذي يسيطر على مساحات في جنوب اليمن، خاصةً جزيرة سُقطرى.

وأكد تلك المعلومات موقع “إنتليجنس أونلاين” في تقرير له، الأربعاء 22 يوليو، حيث أفاد بأن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، المدعوم إماراتياً، بات يجري محادثات سرية مع “إسرائيل”.

ووفق الموقع فقد أبدى حليف الإمارات باليمن استعداده لإقامة علاقات مع “إسرائيل”؛ وذلك لتحقيق أهداف اقتصادية وأمنية.

المصدر : موقع الخليج أونلاين

المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع