اليمن: يجب أن تكون هذه الصور بمثابة صاعقة كهربائية
باريس ( صحيفة” “leparisienالفرنسية, ترجمة: أسماء بجاش-سبأ):—————–
رئيس العمليات الإنسانية في منظمة أطباء العالم في اليمن “جوليان ديسارت” يشعر بالقلق إزاء الوضع الحاصل على الأرض، إذ يهيب بالمجتمع الدولي اﻻﺿﻄﻼع بواجبه أمام ما يحدث في هذا الجزء من العالم, حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن الحاصل في اليمن الآن هو أسوأ أزمة إنسانية في العالم, حيث تسبب الصراع المحتدم بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من قبل قوات التحالف العربي المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية في سقوط 10 آلاف شخص.
وقبل كل شيء، يعتمد 14 مليون شخص أي ما يعادل نصف إجمالي عدد السكان على المساعدات الغذائية العاجلة, إذ أشارت التقديرات الصادرة عن منظمة اليونيسف المعنية بشؤون الطفولة إلى أن 80 طفلاً ترتقي أروحهم إلى السماء كل يوم, ومن جانبه, دق رئيس العمليات الإنسانية في منظمة أطباء العالم في اليمن “جوليان ديسارت”, ناقوس الخطر.
مقابلة أجراها الصحفي “نيكولاس بيرود” مع رئيس العمليات الإنسانية في منظمة أطباء العالم في اليمن “جوليان ديسارت”.
الصحيفة: ما هي أكبر المخاطر المحدقة التي يتعرض لها السكان المدنيين في اليمن؟
جوليان ديسارت: يعاني السكان المدنيين من تفشي سوء التغذية الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعدم إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب, وذلك نتيجة إتلاف الأنابيب الخاصة بنقل المياه بسبب عمليات حفر الخنادق التي يعكف على استحداثها المتحاربين, وهذا ما يزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض.
كما خيم الضعف والوهن على شريحة كبيرة من السكان المدنيين حيث قد يؤدي الإصابة بالإسهال إلى الموت, ناهيك عن كون حالة الأطفال مقلقة للغاية وهناك مخاوف من انتشار وباء الكوليرا مرة اخرى بالرغم من وجود 1.1 مليون حالة مشتبه فيها بالفعل.
الصحيفة: كيف كان رد فعلك عندما رأيت صور الأطفال الذين يموتون من الجوع والتي نشرتها صحيفة” New York Times ” أواخر أكتوبر المنصرم؟
جوليان ديسارت: يمكن للمرء منا أن يجد هذه الصور مروعة ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون بمثابة صدمة من خلالها يتم رفع مستوى الوعي, حيث أن الحرب في اليمن تتم خلف أبواب مغلقة، كما أن هذه الحرب لم تلقى التغطية الإعلامية الكافية, لذا فإن هذه الصور تفتح الستار امام الوضع الحاصل في اليمن الذي وجد فيه سوء التغذية والمجاعة بيئة خصبة ومواتية للانتشار.
الصحيفة: ما الذي تأمله من فرنسا بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام؟
جوليان ديسارت: يجب على القوى العظمى أن تتحمل مسؤوليتها أمام ما يحدث في اليمن, بالإضافة إلى الضغط على المملكة العربية السعودية لوقف هذه الحرب, في حين يجب على فرنسا ايقاف صفقات بيع الأسلحة للرياض.
سلطت عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الضوء على النظام السعودي وبالتالي على ما يحدث في اليمن, حيث طرأت تغييرات يمكن وصفها بطفيفة في خطاب الولايات المتحدة الأمريكية, وثم من فرنسا لكننا ننتظر تحرك فعلي بعد أن تجلى أمامنا أن الحل لا يكمن في التدخل العسكري الذي اثبت فشله.
الصحيفة: كيف يتم تعزيز تواجدكم على الارض؟
جوليان ديسارت: نحن نحاول قدر المستطاع العمل على دعم الهيكلية القائمة وذلك لأننا ننتهج نهجا طويل الأجل, إذ نقوم بتمويل المبادرات والموظفين المحليين, بالإضافة إلى دعم فرق الخدمات اللوجستية والطبية, ولكن يوجد أيضاً مناطق تعيش تحت وطأة العمليات القتالية العنيفة جداً, وفي هذه الحالة لا يوجد أمامنا خيار فيها سوى التدخل عن طريق العيادات المتنقلة الخاصة بنا, كما نعمل أيضاً على تقدم الأدوية عن طريق الجو باستخدام الطائرات أو عن طريق البحر باستخدام القوارب, ولحسن الحظ لا يزال بإمكانهم الهروب من الحصار حتى لو كانت السلطات تمنعهم أحيانًا لفترة طويلة.
الصحيفة: هل تعززون من تواجد المنظمة في مناطق اخرى؟
جوليان ديسارت: نعم، نحن بصدد التوسع في بعض المناطق الجنوبية, حيث أرسلنا أشخاصاً إلى مدينة عدن للعمل على فتح مكتب وتعيين موظفين محليين.
يجب أن نكون بعيدين قدر الإمكان عن المعسكرات المختلفة، لكن كما كنا هناك قبل اندلاع الصراع، فنحن محظوظون جداً لأننا مقبولين بشكل جديد من قبل السكان, ومن ناحية أخرى، هناك مناطق يصعب الوصول إليها، كما هو الحال في المناطق المتآخمة للحدود مع المملكة السعودية.
كما أن الوضع مثير للقلق للغاية في الجنوب حيث تتواجد هناك الحركات الانفصالية الخطيرة التي يمكن أن تعمل على تدهور الأوضاع.