قرار إنهاء الحرب على اليمن هل هو لجو بايدن؟!
محمد النوباني*
واهم من يعتقد بأن الإمبريالية الامريكية في عهد الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن سوف تتخلى عن توحشها وتصبح بقدرةقادر إنسانية في التعامل مع قضايا الشعوب ومنها القضية اليمنية.
فالحرب على اليمن بدأت في نهاية عهد الديموقراطي باراك اوباما الذي كان بايدن نائباً له،ورغم ان ذلك العدوان كان يبدو في ظاهره عدواناً سعودياً -إماراتياً إلا انه كان في باطنه عدواناً امريكياً -إسرائيلياً لنهب خيرات الشعب اليمني والسيطرة على موانئه وممراته المائية الإستراتيجية وفي مقدمتها مضيق باب المندب.
ومن نافلة القول ايضا انهً لولا الدعم والغطاء الامريكي لتلك الحرب لما وقعت ،أو على الاقل لما استمرت لهذه السنوات ألطويلة ولما سقط كل اولائك الضحايا الابرياء من اطفال ونساؤ وشيوخ وشباب اليم الابرياء.
ولكي لا نبالغ في “انسنة”المجرم بايدن فإن كل ما في الأمر انه كان يدرك اكثر من الاحمق ترامب بأن صمود الشعب اليمني وقواه الحية بقيادة حركة انصار الله قد احبط مفاعيل تلك الحرب والفشل اهدافها وحولها من مغانم ومكاسب للمعتدين وداعميهم إلى اكبر فضيحة إنسانية واخلاقية في التاريخ المعاصر.
ولهذه الاسباب فقد ادرك بايدن بأن إستمرار الدعم الامريكي لتلك الحرب الإجرامية بنفس الطريقة السابقةسوف يحرجه وهو القائل بان مهمته الاساسية ستنصب وتتركز خلال السنوات الاربع القادمة من حكمه على ترميم الاضرار التي الحقتها سلفه ترامب بسمعة الولايات المتحدة الامريكية وبدورها القيادي في العالم على حد تعبيره .
كما يجب ان لا ننسى ايضا بأن إدراك بايدن بأن هزيمة السعودية والإمارات في اليمن هو أمر حتمي حتى لو استمرت تلك الحرب لعشرات السنين من ناحية وبإن هناك معارضة معارضة قوية لتزويد السعودية بالسلاح في داخل الحزب الديموقراطي الامريكي الذي ينتمي إليه بايدن من ناحية اخرىقد شكلا عاملين إضافيين لقراره بالغاء قرار ترامب بتصنيف حركة انصار الله منظمة إرهابية.
ومع ذلك فإن الكلمة الفصل التي ستحدد الموقف الامريكي من الحرب على اليمن ستكون للدولة الامريكية العميقة وليس لبايدن لانها هي التي اسقطت ترامب وهي الحاكم الفعلي لامريكا.
* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع