مجيب حفظ الله

ما يجري من تحولاتٍ جذرية ثقافيةٍ في المجتمعين السعودي والإماراتي يؤكد بأن من يحكمون الرياض وأبوظبي يريدون أن يقطعوا أي ارتباطٍ لشعوبهم بكل قيوم العروبة وعرى الإسلام.

الانحدار نحو التفسخ والبعد عن ثوابت الثقافة أبجديات الشخصية المسلمة صار هدفاً لابن سلمان وابن زايد بعد أن كان تيار يتسرب على استحياءٍ في سياسات من سبقوهما من حكام الخليج.

إصرار الحاكمين الجديد في عاصمتي السعودية والإماراتية على تفتيت عرى الشخصية العربية والإسلامية في مجتمعيهما يجعل كل استقراءاتنا لحقيقة هؤلاء منطقية بل انعكاساً لصورتيهما على الأرض.

من أبوظبي إلى دبي إلى الرياض يسعى هؤلاء للانحدار بالثقافة المجتمعية إلى الحضيض والمضحك المبكي في الأمر أن هذه الانحطاط وجد له صدىً غير مسبوق في الثقافة الشعبية للمجتمعين السعودي والإماراتي ويبدو انه أمرٌ مرحبٌ به بصورةٍ تنبعث على الأسى.

حينما افتتح محمد ابن زايد معبداً بوذياً على الطريق السريع نحو العاصمة الإماراتية قلنا يومها أن هؤلاء يحاولون أن يعيدوا الأصنام إلى جزيرة العرب التي طهرها منها سيّد البشرية صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من الفٍ وأربعمائة عام.

حينها كُنّا نتحدث عن انحراف ابن زايد وحكام الإمارات وحاولنا أن نغض الطرف عن تحركات شريكه محمد ابن سلمان في أرض الحرمين التي صارت هيئة الترفيه والبحث عن المجون العنوان العريض لما يجري في عاصمة السعودية.

اليوم نرى ابن سلمان يمارس الشذوذ ذاته وكأن هؤلاء يصرون على إعادة جزيرة العرب إلى ما قبل الإسلام ولا مبالغة في ذلك.

تقول صحيفة “إنديا توداي” الهندية بأن الرياض تدرج المفاهيم الهندوسية في المناهج الدراسية السعودية.. ولنضع عبارة “الهندوسية” بين مزدوجين.

الأمر ليس عن المفاهيم النصرانية أو العبرانية أو عن ديانة سماوية بل عن الهندوسية الإثنية.. من تماثيل بوذا إلى المفاهيم الهندوسية إلى أين يريد ابن سلمان وابن زايد أن يعودوا بأعراب الجزيرة..!

تؤكد “إنديا توداي” أن الرياض أدرجت بعض مضامين الثقافة الهندوسية في مناهج الدراسة السعودية كجزءٍ من رؤية ابن سلمان الجديدة لقطاع التعليم.

وتنقل الصحيفة الهندية عن مصادر مطلعة في قطاع التعليم بالمملكة بأن المناهج ستركز على الثقافة الهندوسية ذات الأهمية العالمية بحسب تعبيرها مثل الأيورفيدا واليوجا.

مشيرةً إلى أن الطلاب في المملكة سيتعلمون عن “راما يانا” و”ماها بهاراتا” الملحمتين الشعريتين الخالدتين في الثقافة الهندوسية.

من المؤكد بأننا لا نعرف عن هاتين الملحمتين لكن وصف الصحيفة لهما بأنهما ملحمتين خالدتين في الثقافة الهندوسية يؤكد بأنها خزعبلاتٌ مليئةٌ بالأساطير والشرك والعياذ بالله من هكذا ثقافة يريد ابن سلمان ان يجعلها جزءاً من مناهج التعليم للطلاب في المملكة.

أليس ذاك صورةٌ جليةٌ لسعي هذه المهفوف وشريكه المعتوه لإعادة جزيرة العرب إلى ثقافات ما قبل الإسلام وترسيخ اللاهوتيه كأمرٍ مسلَّمٍ به في المجتمعين السعودي والإماراتي.

تقول الصحيفة الهندية بأن هذا الموضوع لم يعد أنباءً تدور خلف الكواليس فقد نشرت مواطنة سعودية تغريدةً على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أكدت فيها أنها شاركت في امتحانٍ لابنها في فصله الدراسي في قسم الدراسات الاجتماعية ويظهر فيه مفاهيم عن تاريخ الهندوسية والبوذية والـ”راما يانا” والـ”كارما” والـ”مها بهاراتا”.

هذا المشهد هو صورةٌ أخرى لما شاهدناه لمواطن إماراتي وهو يمارس طقوساً دينية للاحتفال بعيد الفصح اليهودي وكأن الأمر يندرج تحت تعدد الثقافات وتسامح الأديان فيما الحقيقة أن ممارسة مثل هذه الطقوس وترسيخ مثل هذه الثقافات في المناهج الدراسية والذاكرة الشعبية هو انحرافٌ عن دين الله فالتنوع الثقافي شيءٌ والانحراف الفكري والعقائدي شيءٌ مختلفٌ تماماً..

حمى الله شعب الجزيرة والأمة من انحرافات حكام السعودية والإمارات ونسأل الله لبلاد الحرمين الخلاص من هؤلاء المنحلين من كل قيم وثوابت وعرى العروبة والإسلام.