المسيرات المليونية.. التزام ديني وإنساني لليمنيين مع الفلسطينيين ورفضا للعدوان الصهيوني
السياسية – تقرير || منى المؤيد*
لم تثن الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون المحاصرون دولياً منذ عشر سنوات، أبناء الشعب عن القيام بواجبهم في مساندة ودعم إخوانهم الفلسطينيين عسكريا وسياسيا وشعبيا.
حيث تشهد اليمن أسبوعيا وتحديدا كل جمعة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، مسيرات مليونية كبرى لا مثيل لها في العالم يحتضنها ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والعديد من الساحات في المحافظات الحرة، نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة وتنديدا بجرائم العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة.
وتأتي المسيرات المليونية الأسبوعية المتجددة في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات الحرة بالوتيرة نفسها وبثبات الموقف، تلبية لدعوات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله لمناصرة إخواننا في فلسطين المحتلة والمقاومة والشعب اللبناني في الفترة الأخيرة.
الحضور الكبير من كافة فئات وشرائح الشعب لاقى إشادة كبيرة من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأسبوعي الذي القاه الخميس الماضي الموافق 5 ديسمبر 2024م، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية بالقول إن "خروج الشعب اليمني بكل ذلك التفاعل الذي يُعبر عنه الكثير في وسائل الإعلام، وما نراه من مختلف فئات الشعب- يخرج البعض من الجرحى والمعاقين، والشيبان برغم تقدم أعمارهم باهتمام كبير ويعبرون عن خروجهم- ما يعكس حجم المسؤولية التي يتحملونها"، واعتبر ذلك توجها صادقا من كافة أبناء اليمن لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته.
وشدد السيد القائد على ضرورة الاستمرار والنشاط والمصابرة والمرابطة التي تعد من أهم مميزات الخروج وكون ذلك جزء من الجهاد والاستجابة لله تعالى.
موقع "السياسية نت" أجرى استطلاع لآراء بعض المشاركين في المسيرات حول أهمية الخروج المليوني الأسبوعي للشعب اليمني في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات اليمني، لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
بنية متكاملة حيث المسؤولية الدينية
والبداية كانت مع المحلل السياسي الدكتور يوسف الحاضري الذي وصف الخروج المليوني الأسبوعي المستمر للشعب اليمني في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وفي أكثر من ثلاثمائة ساحة وتجمع بباقي المحافظات الحرة منذ السابع من أكتوبر بـ"القوي"، مؤكدا أن ذلك الخروج الحاشد سيستمر، طالما استمر العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وأشار الحاضري إلى أن أهمية الخروج المليوني تأتي في إطار عمل متكامل وفق القدرات والامكانيات التي تمتلكها اليمن لمناصرة إخوانهم في غزة، ووفق المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية والعربية، إلى جانب عمليات القوات المسلحة التي تستهدف مواقع حيوية للكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة فضلا عن الحصار الذي تفرضه على سفن الاحتلال والمرتبطة بالكيان الملاحة الإسرائيلي في البحر الأحمر الكيان الصهيوني، وكذلك إغلاق البحار أمام التجارة الصهيونية وكل من يرتبط بهم، وكذلك التبرعات والإنفاق الشعبي بجانب العمل الإعلامي الواسع الرسمي والشعبي.
وقال "الشعب اليمني لم يكل ولم يمل لأكثر من ستين خروج خلال هذا العام والثلاثة أشهر، وخروجنا الأسبوعي والمتزايد لا نكاد نشعر بأننا قدمنا شيء - لأننا ننظر أنه من الواجب أن نبذل أرواحنا ودماءنا وأجسادنا في غزة وفلسطين؛ نقاتل جنبا إلى جنب مع إخواننا المجاهدين هناك، ولكن كما يقال (معذرة إلى ربك)".
وأكد الحاضري أن خروج اليمنيين والتفاعل المستمر الحي يدل على أن اليمن عصية وشعبها حي ومعطاء وعملي ويمتلك دماء تفور في عروقه، ولا يصمت تجاه مظلومية غزة بل يرسل رسالة للعالم أجمع بأنه لا يقبل هذا الظلم ولو سنحت له الفرصة للقتال والجهاد لما تأخر ثانية نتيجة التربية الدينية القرآنية التي قام بها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه -قائد المسيرة القرآنية.
ولفت إلى أن قائد الثورة لا يكل ولا يمل - كل أسبوع يخرج بخطابه في كل خميس ليرفع المعنويات ويشارك ويرسل رسائل ويوعي ويربي ويوقظ أبناء اليمن من أي غفلة وخمول أو تكاسل من الخروج الأسبوعي.
وتابع "تكامل النجاح اليمني يكمن في خمسة أركان أولها المنهجية القرآنية المتمثلة في القرآن الكريم، وثانيها القيادة القرآنية المتمثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وثالثا الجيش القرآني المتمثل في الجيش اليمني ورابعها العلماء القرآنيون وخامسها الشعب القرآني وهو الشعب اليمني.
القضية الفلسطينية في وجدان اليمنيين
فيما يرى الإعلامي مجاهد التاج، إن الخروج الأسبوعي في اليمن دعماً لفلسطين يعكس عمق تضامن الشعبي اليمني مع الشعب الفلسطيني، ومدى حضور القضية الفلسطينية في وجدان الشعب، ويمثل جهادا عظيما في سبيل الله - لا يقل شأنًا عن الجهاد في جبهات العزة والكرامة.
وأشار إلى أن الخروج المليوني تأكيد بإن اليمن لن يتخلى عن فلسطين وسيبقى على طريق القدس، والاستعداد للمشاركة في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" لتحرير فلسطين، واعتبر أن الخروج المستمر، رسالة للمتخاذلين والمرجفين من أبناء الأمة العربية والإسلامية أن عليهم العمل من أجل مساندة ونصرة أبناء غزة، ويؤكد على أن القضية الفلسطينية قضية تهم الأمة بأكملها.
وأضاف التاج أن الخروج المليوني الأسبوعي، يعكس الوعي السياسي لدى اليمنيين تجاه ما يحدث في قطاع غزة، ويؤكد رفضهم للعدوان الإسرائيلي والدعم الذي يتلقاه من بعض القوى العالمية، ويساعد في زيادة الضغط الدولي على "إسرائيل" والداعمين لها من خلال إظهار أن هناك شعوباً ترفض سياساتها العدوانية وتدعم حقوق الفلسطينيين.
وأردف أن خروج الشعب اليمني في كل جمعة في جميع ساحات المحافظات، يعبر عن مدى التزامه بالمبادئ الإنسانية والدينية تجاه إخوانه الفلسطينيين، والوقوف ضد الظلم والعدوان الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وبالإضافة إلى أنه يسهم في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في وسائل الإعلام -مما يساعد في توعية المزيد من الناس حول العالم بالوضع في فلسطين.
يمن الأيمان في جهاد وثبات
بدوره يرى الناشط الحقوقي وليد المنصور، أن الجماهير اليمنية بخروجها المليوني الأسبوعي، تجسد صلابة موقف اليمن، واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن التضامن والنصرة والوفاء لفلسطين ما هو إلا تأكيد على أن المعركة واحدة، والعدوان على الشعب الفلسطيني واللبناني أو أي شعب عربي مسلم هو في إطار العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأعتبر المنصور أن خروج الشعب اليمني في كل أسبوع، استجابة لله ورسوله، وجهاداً في سبيله وابتغاء مرضاته، ورسالة قوية وواضحة للعالم أجمع، بأن يمن الإيمان والحكمة ماض قدماً وبثبات ومعنويات عالية وجهادية لنصرة القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة ولبنان وسوريا حتى دحر العدو الصهيوني الغاصب في المنطقة.
وأكد أن المؤامرات الأمريكية لن تفلح في التأثير علينا أو تضعفنا وطالما نملك موقف الوعي والقوة، وعبر عن الفخر والاعتزاز بالعمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية والمستوى الكبير الذي وصلت إليه في تطوير القدرات والصناعات العسكرية في القوة الصاروخية والبحرية وسلاح الجو المسير.