"آفَةُ البحار تورمان" خارج نطاق الخدمة
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"ضربات الصواريخ اليمنية في البحر الأحمر أصابت حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري ترومان' بشكل مباشر وأخرجتها عن الخدمة"، هكذا أكدت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.
وقالت: "حاملة الطائرات 'هاري ترومان' لن تُرسل في أي مهام جديدة مستقبلاً، حتى انتهاء برنامج الصيانة الشامل الذي سيستمر لعدة سنوات".
وأضافت: "'تورمان' ستخضع لبرنامج إعادة التزوّد بالوقود وعملية صيانة كبرى، بعد تعرّضها لأضرار كبيرة وتغييرات في القيادة، وخسارة ثلاث طائرات من نوع 'إف-18' في معركة البحر الأحمر بهجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية".
القتال بالسكاكين
بدوره، قال قائد المدمّرة الأمريكية 'يو إس إس توماس هودنر'، القائد كاميرون إنغرام: "المواجهات مع اليمنيين كانت أشبه بـ'القتال بالسكاكين داخل كشك صغير'، بسبب الجغرافيا الضيِّقة في البحر الأحمر التي صعّبت المعركة وجعلتها أكثر تعقيداً".
وأضاف: "المدمّرة 'توماس هودنر' تعرّضت أيضاً، لإصابات أثناء الاشتباكات مع القوات اليمنية، وما حدث في البحر الأحمر خلال 18 شهراً يجب أخذه استراتيجياً بعين الاعتبار".
وتابع: "السفن الحربية الأمريكية واجهت تحدّيات في إعادة تذخير السفن من موانئ صديقة، وهذا بحد ذاته يُشكّل خطر في صراع عالي الوتيرة، وقد استخدمنا صواريخ بملايين الدولارات لاعتراض مسيّرات يمنية لا تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات".
المؤكد في قناعة كابتن البحرية الأمريكية، إنغرام، أن المواجهات في البحر الأحمر من عدة زوايا تشبه القتال في مكان ضيّق ومعقّد يصعب التنبؤ بنتائجه.
والمحسوم، وفق عقيدته الحربية، أن البحرية الأمريكية استفادت من دروس المعركة البحر الأحمر مع القوات اليمنية في التخطيط الجيد في الصراعات البحرية المستقبلية، بعد تمكّن قوات الأخيرة من إخراج الحاملة 'هاري ترومان'، التي تُلقّب بـ'آفة البحار'، عن الخدمة، واستنزاف الذخائر، وإرهاق طواقم السفن الأمريكية.
الاصطدام في جدار اليمن
وتحت عنوان "ترامب يصطدم بجدار اليمن وهرب مهزوماً"، أكد موقع "لابور أوتلوك" البريطاني فشل عدوان أمريكا على اليمن وهزيمة بحريتها في البحر الأحمر.
وقال: "الولايات المتحدة اضطرت في النهاية إلى عقد اتفاق مع صنعاء، وعلى الرغم من تكبّد الأخيرة خسائر مادية وبشرية كبيرة، لكن عدوان واشنطن لم يحقق أهدافه".
وأضاف: "العدوان الأمريكي المكثف على اليمن باسم عملية 'الفارس الخشن'، لم ينجح في تحقيق الأهداف التي أعلنها الرئيس ترامب؛ (وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وعلى 'إسرائيل'، والقضاء على حركة 'أنصار الله'، أو على حدّ تعبير ترامب، إبادة الحوثيين)".
وإذ سخِر الموقع من ادعاءات ترامب بالنّصر على صنعاء، أعتبر إدعاءه تغطية سياسية للهزيمة المؤكدة التي تلقتها قواته في اليمن من قوات صنعاء، وأكد تطور قدرات للأخيرة وتفوّق أسلحتها على ترسانة الأسلحة الأمريكية المتطورة في فرض معادلة الردع.
صنعاء باتت قوة إقليمية
في سياق الحدث، أكدت صحيفة "دايلي صباح" التركية، أن الهجمات التي نفذتها قوات صنعاء على "إسرائيل" والبحرية الأمريكية، حوّلت قوات صنعاء إلى قوة إقليمية رئيسية.
وقالت: "اليمنيون يتمتعون باستقلالية تامة في القرار السياسي، وقد أعلنوا إسناد المقاومة في غزة وفقاً لحساباتهم الإستراتيجية الخاصة، بهجمات الصواريخ والمُسيّرات على سفن 'إسرائيل' في البحر الأحمر وإلى عمقها رداً على عدوانها على القطاع في أكتوبر 2023".
وأضافت: "إن استمرار الهجمات اليمنية المباشرة على 'إسرائيل' وسفن البحرية الأمريكية المساندة لغزة منذ نهاية 2023، مثّلت تحولاً كبيراً، إذ لم ترسّخ مكانة قوات صنعاء كفاعل محلي فحسب، بل كقوة فاعلة في الأطر الأمنية الإقليمية والعالمية".
وتابعت: "لقد أثبتت عمليات قوات صنعاء على قوات البحرية الأمريكية تطوّر قدراتها التكنولوجية والعملياتية، وأظهر اليمنيون مهاراتهم القتالية في حرب غير متكافئة حققوا فيها مكاسب إستراتيجية، كأداة ضغط تفاوضية في المفاوضات الإقليمية".
النتيجة الحتمية - من وجهة نظر خبراء "لابور أوتلوك"- أن ترامب أُجبر في نهاية المطاف، على عقد اتفاق مع اليمنيين، أقل ما يُقال عنه إنه تم تحت الضغط العسكري من قوات صنعاء في معركة البحر الأحمر.
والحقيقة المؤكدة، وفق تقرير "ديلي" التركية، أن صنعاء باتت قوة تتحدّى الوضع الراهن على المستويين المحلي والإقليمي أيضاً، بموقفها في إسناد غزة الذي وسّع نطاق حضورها واندماجها في النظام الأمني على مستوى المنطقة.
الخسائر البحرية والجوية
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية - بفضل الله وتأييده - أسقطت ثلاث طائرات من نوع "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في معارك البحر الأحمر، و26 طائرة أمريكية من طراز "MQ-9" في أجواء اليمن؛ 22 طائرة منها في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" نصرةً لغزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015، واستمر ثماني سنوات.
وقد استهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عُمق الكيان، إسناداً لغزة.