السياسية || كتب: المحرر السياسي*

لليمن موقف مبدئي مؤثر في إسناد القضية الفلسطينية، هذا الموقف ليس تكتيكاً مرحلياً بل استراتيجية دائمة وشاملة لا مزايدة فيه ولا تصيّد مواقف.

إنه الموقف اليمني الإيماني الصادق والثابت في دعم أبناء شعب يناضلون من أجل حق الوجود واستعادة أراضيهم المغتصبة.

قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي يعبر في كلماته عن صدق الإسناد اليمني مع هذه القضية ومع الشعب الفلسطيني، الذي يجاهد من أجل حق الحياة والعيش على أرضه بحرية وسلام، في جهاد مشروع دينياً وإنسانياً.

يقول السيد القائد: (العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية ووحشية وإجرام إلى درجة عجيبة تكشف حقيقته الإجرامية.. فلو كان كل مصاصو الدماء الصهاينة وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون عبارة عن وحوش من وحوش الغابة لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة).

والحقيقة المُرة أن التمادي في الإجرام الصهيوني الأمريكي يأتي في ظل انهيار سياسي وقيمي وأخلاقي في النظام العربي، هذا الانهيار أعطى الصهاينة فرصة العمل بأريحية لإبادة الشعب الفلسطيني وبالأخص في قطاع غزة.

لم يسجل التاريخ موقفاً مبدئياً مشرفاً لأي نظام عربي باستثناء الجمهورية اليمنية في اسناد كفاح الشعب الفلسطيني، في حين سيسجل التاريخ المواقف العربية المتخاذلة والمذلة لتعرف الأجيال القادمة حقيقة الأنظمة التي باعت فلسطين ووقفت موقف المتفرج على عملية الإبادة الصهيونية لشعب غزة.

الشيء المؤسف أن المسألة لاتقف عند هذا الحد بل بالغت أنظمة عربية وذهبت إلى التطبيع المهين، وتقديم الدعم للعصابات الصهيونية في تلك الحرب الظالمة على شعب أعزل.

وما يثلج الصدر أن مواقف دولية كثيرة على المستويات الرسمية والمؤسساتية والشعبية وقفت بثبات وصدق مع قضية الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع في استعادة حقه وبناء دولته المستقلة.

منذ قيام الثورة الفلسطينية إلى اليوم لم يسجل التاريخ هكذا تخاذل في نصرة ودعم وإسناد القضية الفلسطينية، إلا بعد أن أفلح النظام الأمريكي والعدو الصهيوني في اختراق الأنظمة العربية التي أصبحت تعمل بإيعازات صادرة من البيت الأبيض وقادة العصابات الصهيونية.

لكن الموقف اليمني الصادق يفضح الأنظمة العربية ويقدمها على حقيقتها أمام شعوبها والتي حتماً لا تروقها تلك المواقف المذلة التي باعت القضية الفلسطينية للعصابات الصهيونية.


سبأ