السياســـية : تقرير || صادق سريع
"التطور اللافت في قدرات أنظمة الدفاعات الجوية اليمنية، نجح في تحييد "إسرائيل" من شن عدوان على اليمن بهجمات المسيّرات المتقدمة"، هذا ما قاله موقع "مونيتور" الأمريكي.
وأضاف: "أثبت التطور الدفاعي لقوات صنعاء ضد الطائرات المسيّرة فعاليته بشكل كبير بإسقاط عدد كبير من المسيّرات 'الإسرائيلية' والأمريكية المتقدمة فوق أجواء اليمن".
وتابع: "وفرضت الدفاعات اليمنية المتطورة معادلة جوية جديدة على جيش العدو 'الإسرائيلي' وأجبرته بعدم استخدام خيار الطائرات بدون طيار الأحدث في العالم كونه أصبح غير مجدٍ ومحفوفاً بالمخاطر في شن عدوان على اليمن".
وأكد خسارة "إسرائيل" معادلة عسكرية بتعطيل دفاعات صنعاء ميزة المسيّرات التي كانت تفرضها على الخصوم في الحروب الماضية، لانخفاض كلفتها وميزتها على التخفي وتنفيذ ضربات دقيقة، عكس المقاتلات الحربية التي تعرض طياريها للمخاطر.
واعتبر ذلك التطور نقطة تحول مهمة للجيش اليمني المساند لغزة، فرض أعباءً اقتصادية على "إسرائيل" وضغوطاً عملياتية ولوجستية أكبر على القيادة العسكرية الصهيونية.
وفجر 18 أغسطس 2025، شنت "إسرائيل" عدواناً استهدف محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء للمرة الرابعة، بهجوم بحري للمرة الثانية في العدوان الرابع عشر لاستهداف المنشآت الخدمية في اليمن، انتقاماً من موقفه مع غزة.
تطور يفرض واقع جديد!
والحديث لـ"مونيتور"، وهو موقع إخباري أمريكي مهتم بقضايا الشرق الأوسط: "أمام هذا التطور الذي فرض واقع جديد في المواجهة العسكرية، اضطرت 'إسرائيل' إلى تنفيذ هجمات عدوانية بوسائل معقدة ومكلفة عبر المقاتلات الحربية المتقدمة أو إطلاق صواريخ من السفن البحرية".
سؤال أثاره تقرير الموقع عن ماذا يعني تطور الدفاعات اليمنية؟ بتأكيد خبراء "المونيتور":"يعني تفوق عسكري لليمن ليس فقط في تطور قدراته الدفاعية، بل يُعد نصراً عسكرياً إستراتيجياً بعد تمكن قواته المسلحة في تحييد 'إسرائيل' من استخدام ترسانة أسلحتها المتطورة، وتغيير قواعد اللعبة وفرض معادلات عسكرية على قوى أقوى أكثر تسليحاً".
وأعلن اليمن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني، بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
إقرار ونفي أمريكي كاذب
في الشأن ذاته، أقرّ مسؤول عسكري كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بفشل الولايات المتحدة في وقف هجمات اليمنيين في البحر الأحمر ونجاحهم في فرض حصار بحري مؤثر على "إسرائيل" أثّر سلباً على حركة الملاحة والتجارة الإسرائيلية وأدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي - لم يذكر اسمه - لمجلة "مونيتور": "الولايات المتحدة لا ترغب في تصعيد المواجهات بين اليمن و'إسرائيل' لكي لا تعطي اليمنيين ذريعة لتعطيل اتفاق الهدنة بين صنعاء وواشنطن".
وأضاف مقراً "بمشاركة السفن البحرية الأمريكية خلال الفترة الماضية بمحاولات اعتراض الصواريخ اليمنية التي تطلقها صنعاء على الكيان"، نافياً تقديم أي دعم استخباراتي أو لوجستي لـ"إسرائيل" في عدوانها الأخير على اليمن واستهدف محطة كهرباء حزيز في العاصمة صنعاء.
وتستمر صنعاء فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، أدى لإغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: روبيمار في 18 فبراير 2024، توتور في 12 يونيو 2024، ماجيك سيز في 8 يوليو 2025، إيترنيتي سي في 9 يوليو 2025.
يُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة، استهدفت - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".