الإساءة للإسلام تبدأ من الرياض
السياسية || محمد محسن الجوهري*
يقول عبدالرحمن السديس، مفتي الوهابية وأحد المقربين من آل سعود، "بأن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية قطبا هذا العالم" وكان السديس يقصد العالم الإسلامي حصراً، فإذا أساء له القطب الأول تولى القطب الآخر مهمة تثبيط الأمة والتصدي للأحرار والتحريض عليهم وتمويل الاغتيالات بحقهم.
وكل الانتهاكات بحق أبناء الأمة الإسلامية بدأت بانتهاكاتٍ بحق مقدساتها، حيث يقيس الغرب مستوى ردة الفعل لدة الأمة قبل أن يرتكب بحقها المجازر المروعة والتي تحولت إلى روتينٍ يومي بحق العرب والمسلمين، وما كان للغرب أن يقدم على كل ذلك، وهو ما هو عليه من الذلة والخوف من الموت، لولا أن ضمن قادته السيطرة على بلاد الحرمين عبر أدواتهم من آل سعود وشيوخ الوهابية الصهيونية، ومن هناك يتحرك الغرب لضرب المسلمين من قلب بلاد الحرمين.
ولك أن تقيس على كل الأحداث في الواقع المعاصر، فكل من يتصدى لعدوان الغرب يتصدى له آل سعود ودعاة الضلالة المنقادون لهم، والتُهم كثير منها رافضي، مجوسي، إخواني، بل وحتى القرآن بات تهمة في عقيدتهم، فإذا عجزوا اتهموا خصمهم بأنه "قرآني" وكأن القرآن الكريم "سبة" والعياذ بالله، ولكن هكذا هم الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً، بحسب الوصف القرآني الدقيق.
ولعل الاتصالات التي كشفت عنها مؤخراً قناةُ المسيرة تؤكد هذه الحقيقة حول آل سعود وعدائهم للإسلام والمسلمين، فعندما تقدم لزعيم عربي مبلغ 300 مليون دولار مقابل عدم المشاركة في قمة عربية مخصصة لنصرة الشعب الفلسطيني، فهذا هو العداء غير المبرر للأمة، وحتى معاداة الهالك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لإيران ليس إلا لمواقفها المناصر للقضية الفلسطينية، وبعد أن أعادتها ثورتها الشريفة إلى حضن الإسلام، ونفس المصير تكرر في اليمن، فالعدوان السعودي القائم على شعبنا منذ أكثر من عشر سنوات هو محاولة لكسر الإرادة الحرة للشعب اليمني وقمع مسيرته القرآنية المنادية بتحرير الأمة ومقدساتها من هيمنة الغرب الكافر.
وفي فلسطين، بماذا يبرر آل سعود معاداتهم لكل حركة فلسطينية تقاوم العدو الصهيوني؟! فإذا كانت الرياض رفضت نصرة حركة فتح في الماضي وحرضت على قتالها بدعوى العلمانية، فإن حركتي حماس والجهاد إسلاميتين، وليس هناك مبرر ديني لهذه العداوة، كما أن تاريخ المقاومة الإسلامية في فلسطين، وحتى لبنان، يخلو من أي مواقف معادية للنظام السعودي، ولو أن مقاومتي البلدين تراجعتا عن المقاومة للصهاينة فستتراجع المملكة عن تكفريهما، كما فعلت من قبل مع حركة فتح رغم أنها لم تتخل عن علمانيتها وإنما تخلت عن خط المقاومة.
والتفاصيل كثيرة جداً، وكلها تؤكد أن النظام السعودي صهيوني بامتياز، والغريب أن عمالته للصهيونية بالمجان ولا يتقاضى مقابلها أي امتيازات مالية أو غيرها، كما هو حال غيرهم من العملاء والخونة، ففي اليمن -على سبيل المثال- كل فصائل المرتزقة تقف إلى جانب السعودية والإمارات من أجل المال فقط، ولو توقف التمويل الخارجي لعدلت عن خيانتها، كما فعل عفاش بعد خروجه من السلطة، عندما تحالف مع الأنصار انتقاماً من الغرب وآل سعود لعلمه بأن في ذلك الاستفزاز الأكبر لمشروعهم وحتى يعودوا إلى توظيفه من جديد.
وفي عمالة آل سعود المجانية للصهاينة تأكيد على صدق النص القرآني (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً) وهي حقيقة يكشفها الكتاب الكريم للأمة حتى تحذر على دينها ومقدساتها، تماماً كما يحذرها دوماً من أهل الكتاب وكيف أن موقفهم العدواني من الأمة الإسلامية لن يتغير مهما قدم البعض من تنازلات حتى يرضوا عنه، والواقع يحفل بالشواهد الصادقة على ذلك، ومن مصداقية القرآن الكريم وكشفه الدقيق للواقع يأتي الغضب الغربي منه، ويشاركهم في ذلك الحقد الأنظمة العميلة وأولها النظام السعودي.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

