السياســـية : تقرير || صادق سريع*


"هجمات الصواريخ والمسيّرات اليمنية المساندة لغزة هي المسؤول المباشر على إغلاق البوابة الجنوبية الوحيدة لـ'إسرائيل' (ميناء أم الرشراش) على البحر الأحمر، وهي سبب أزمة حركة الطيران في الكيان بفعل حظرها الجوي المستمر"، هكذا أكدت شركة "فيريسك مابلكروفت" العالمية.

وقالت: "لا يزال اليمنيون يحتفظون بقدرات عسكرية كبيرة على الرغم من الحملات العسكرية العدوانية، التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا و'إسرائيل' على اليمن".

وأضافت، وهي شركة استشارات عالمية متخصصة في استخبارات المخاطر والإستراتيجية على مِنصتها الرقمية: "القوات اليمنية تمتلك ترسانة صاروخية يصل مداها إلى 2500 كم، تشكّل قوة ردع ضد السعودية والإمارات، ولا هناك قوة تردع اليمنيين".

وتابعت نقلاً عن مالكي شركات التأمين البحري والملاحي العالمية: "لدى اليمنيين دوافع وقدرات هائلة على استمرار استهداف السفن التجارية 'الإسرائيلية' بعد توسيع عملياتهم العسكرية على مستوى البحر الأحمر والمحيط الهندي وما حولهما".

وكانت هيئة الموانئ والملاحة 'الإسرائيلية'، أعلنت الشهر الفائت، إغلاق ميناء 'أم الرشراش' بالكامل بسبب استمرار الهجمات اليمنية والحصار البحري المفروض على السفن 'الإسرائيلية' في البحر الأحمر.

وأعلن اليمن في نوفمبر 2023 إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني، بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

صنعاء تفسد مشروع "الخطوة التاريخية"

في السياق، أقرّت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية العِبرية بأن الهجمات اليمنية والحظر البحري للقوات اليمنية على "إسرائيل" يقوّض جدوى مشروع ربط منطقة 'أم الرشراش' المحتلة بشمال الكيان عبر خط سكك حديدية.

وشككت في الجدوى الاقتصادية للمشروع لصعوبة بنائه التي ستستغرق أكثر من عشر سنوات في ظل استمرار الهجمات اليمنية والظروف الأمنية، وأضراره على منابع المياه والمحميات الطبيعية ومواقع الثروة الحيوانية.

وكانت وزيرة النقل بحكومة الكيان، ميري ريغيف، وصفت، الأسبوع الفائت، خطة مشروع إنشاء خط السكك الحديدية عبر القطارات لربط مستوطنة كريات شمونة بمنطقة أم الرشراش المحتلة بـ"الخطوة التاريخية".

وقالت: "نحن نتقدم بوتيرة متسارعة، وسيتم ربط كل شيء قريباً، بهذه الطريقة فقط سنخفف ضغط الازدحام في خطوط السير على الطرق البرية ونربط بين مستوطنات الكيان"، في اعتراف ضمني مثير بتأثير ضغط الهجمات اليمنية على خطوط السير والإمداد البرية.

وكان معهد "دراسات الأمن القومي INSS"، الإسرائيلي، أقرّ مطلع الشهر الجاري، بتأثير العمليات العسكرية اليمنية على خطوط الإمداد البحرية، ما أدى إلى التسبب بازدحامات واختناقات في الطرق البرية وعرقلة مرور الشاحنات المحملة بالبضائع وزيادة ساعات التوصيل ورفع أجور النقل، وتلك تؤثّر سلباً على المستهلك.

ويستمر اليمن بفرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

ووفق خطة الوزارة الصهيونية، يتوقع أن يحقق مشروع السكة الحديدية زيادة في حجم نقل البضائع من وإلى منطقة أم الرشراش المحتلة كبديل سريع وآمن بعد إغلاق الميناء، وتقليل الضغط على حركة سير الشاحنات الكبيرة عبر الطرق البرية.

في حين أكد خبراء "ذا ماركر" أنه في ظل إغلاق ميناء أم الرشراش المحتل بشكل نهائي بسبب الهجمات اليمنية والحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على حركة الملاحة والسفن الإسرائيلية والمرتبطة بموانئها في البحر الأحمر، فإن ثمن المشروع سيكون باهظاً وغير مجدٍ.

إلى ذلك، أقرّت صحيفة "كالكاليست"، العبرية بهبوط أرباح شركة الشحن الإسرائيلية "زيم" بنسبة 94 بالمائة، بسبب استمرار الهجمات والحظر اليمني على مؤانئ "إسرائيل" وسفنها والمرتبطة بها في البحر الأحمر.

ونقلت عن الرئيس التنفيذي لشركة "زيم" إيلي جليكمان، قوله:" إن" الحاجة إلى الالتفاف بعيداً عن البحر الأحمر يؤدي إلى زيادة في تكاليف الشحن البحري".

يُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".