علماء اليمن.. مواقف راسخة وأدوار وطنية في نصرة قضايا الأمة وفلسطين
السياسية:
لم تنل شائعات الأعداء ولا حملات التضليل التي تقودها وسائل إعلام التحالف السعودي الإماراتي وأدواته من عزيمة علماء اليمن، ولم تفت في عضدهم الأكاذيب أو الأراجيف المتكررة، بل ظل موقفهم ثابتاً وراسخاً منذ عام 2015 حتى اليوم.
واجه علماء اليمن، المشروع الصهيوني الأمريكي بصلابة وشجاعة، وأدّوا واجبهم الديني والوطني تجاه المستضعفين، وفي مقدمتهم أبناء غزة وفلسطين، فناصروا الحق في كل الميادين وقدموا أنموذجاً في الثبات والصمود أمام الطغيان والاستكبار العالمي.
وفي مشهد إنساني وتاريخي، احتضنت العاصمة صنعاء الأربعاء المؤتمر السنوي لعلماء اليمن تحت شعار "موقف علماء الأمة تجاه حرب الإبادة والتجويع في غزة ومخطط إسرائيل الكبرى"، الذي نظمته رابطة علماء اليمن بمشاركة كوكبة من العلماء من مختلف المحافظات، إلى جانب علماء من عدة دول عربية وإسلامية، تزامناً مع ذكرى المولد النبوي الشريف.
شاركت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في تغطية المؤتمر، واستطلعت آراء العلماء حول رسالتهم الثابتة تجاه قضايا الأمة والقضية الفلسطينية، وموقفهم من العلماء الصامتين والمتخاذلين.
يقول أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، إن موقف العلماء يأتي امتداداً لموقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً وجيشاً وإعلاماً نصرة للمستضعفين في غزة وكل فلسطين.
وأضاف "موقف علماء اليمن هو حجة على علماء الأمة، من الأزهر الشريف، والزيتونة، والسعودية والخليج والمغرب العربي"، متسائلًا "إذا لم يصدع العلماء بكلمة الحق، فمن يتكلم بدلًا عنهم؟".
ووجه العلامة الحاضري، رسالة لعلماء الأمة، للوقفة الصادقة تجاه ما يجري في غزة، وعدم كتمان علمهم إزاء القتل والتدمير ومحاولات التهجير والتجويع للأشقاء في غزة، لافتاً إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي أزعج الأعداء، النقطة الفاصلة بين الإسلام والأعداء من قوى الهيمنة والاستكبار.
فيما ندد رئيس محكمة استئناف أمانة العاصمة القاضي طه عقبة، بموقف العلماء الصامتين والمتخاذلين والمتقاعسين عن قول كلمة الحق، وهم من يدّعون الإيمان بالله ورسوله، ولم تتحرك لهم ذرة إحساس مما يجري للأشقاء في غزة من مجازر يندى لها الجبين.
وأوضح أن سكان غزة من الأطفال والنساء والشيوخ، يعانون من عدوان وقتل وتدمير وحصار وتجويع وضيق العيش جراء ما يمارسه العدو الصهيوني تجاههم، متسائلًا "ونحن نحتفل بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماذا سيقولون له عندما يلقونه في ذلك اليوم، لن يستطيعوا أن يتفوهوا بكلمة غير الخزي والندامة".
وقال "نحن في اليمن نحمد الله تعالى، على موقفنا المشرف المساند لغزة ونسأل الله الثبات عليه، وأن يخرج مؤتمر علماء اليمن ببيان قوي يزلزل القلوب التي ما تزال صامتة".
بدوره أكد عضو رابطة علماء اليمن الدكتور مجيب مرزح، أن موقف العلماء الآني ليس موقف كلام بالنسبة للعوام، فما بالك بعلماء الأمة.
وقال "الأصل أن يتحول موقف العلماء من مواقف كلام إلى أفعال، لأن المرحلة الراهنة أمام تحد فاصل في مسألة الصراع بين الحق والباطل والخير والشر والإسلام وقوى الكفر من اليهود والصهاينة والصليبيين".
واستنكر الجرائم التي تشنها الصهيونية العالمية على الأمة بصورة عامة، معتبرًا جرائم الإبادة الجماعية في غزة الأنموذج الأول الذي من خلالها سيتمكنون من تصفية قضية الأمة المركزية "فلسطين".
وأضاف "علماء الأمة الإسلامية المجاهدين والصامدين، باقين حصنًا حصينًا على الأمة، وهم حجة على ما سواهم من العلماء الصامتين والذين يخشون أن ينطقون بكلمة الحق أمام الجبابرة والاستكبار العالمي والهجمة الشرسة".
ووصف الدكتور مرزح، موقف علماء اليمن، بالمشرف، ويأتي من باب التذكير لعلماء الأمة الصامتين، الذين لم يتحركوا حتى اللحظة، موجهًا رسالة للعلماء المتخاذلين والخانعين بأن يتقوا الله في أنفسهم ويصدعوا بكلمة الحق ولا يخشون إلا الله.
من جانبه أكد عضو رابطة علماء اليمن الشيخ يحيى النجار، أهمية دور العلماء في الوقفة الصادقة والجادة مع القضية الفلسطينية وأبناء غزة الذين يُذبحون من الوريد إلى الوريد.
وحث علماء الأمة العربية والإسلامية على الاقتداء بموقف علماء اليمن الذين جندوا أنفسهم وتحملوا المسؤولية تجاه إخوانهم في غزة.
ووجه الشيخ النجار رسالة إلى العلماء الصامتين، أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وفي العلم الذي اكتسبوه ولا يكتمونه وألا يطول صمتهم، فالآخرة خير وأبقى لهم، مؤكدًا أن دور العلماء يكمن في تحشيد الناس وتوعيتهم وتبصيرهم بما يُحاك ضد الأمة من مؤامرات والدعوة لهم لتفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله لمواجهة الأعداء.
في حين جددّ عضو لجنة التعبئة الشيخ مقبل الكدهي، التأكيد على موقف العلماء التوجيهي والإرشادي في مواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة من قبل أعدائها.
وقال "العلماء إذا لم يلازم علمهم جهادهم فلا علم، لأنه لا علم إلا بالجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله، العلم والجهاد صنوان، لا يفترقان"، مؤكدًا أن موقف علماء اليمن، موقف جهادي امتدادً لموقف القيادة الثورية.
وأضاف "علماء الأمة هم مسؤولون أمام الله عن كتمان علمهم، فمن كتم علمًا ألجمه الله يوم القيام بلجام من نار، إما أن يؤدوا حق الله في العلم وإلا فإن الله سائلهم في ذلك".
وأشار الشيخ الكدهي، إلى أن العلماء الصامتين عن جرائم غزة وما يجري في فلسطين وما يدور في لبنان ومحور المقاومة، سيُبعثون يوم القيامة وهم يدورون في النار كدوران الحمار في الرحى، مؤكدًا حاجة الأمة الماسة للتعاضد وجمع الكلمة القرآنية والجهادية والمحمدية في مواجهة الصهيونية العالمية القذرة.
من ناحيته، أوضح عضو رابطة علماء اليمن عبدالله المؤيد، أن مؤتمر علماء اليمن السنوي، يأتي في ظل ظروف خطيرة تواجه الأمة إزاء الجرائم التي تقترفها الصهيونية العالمية بحق شعوب الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
ولفت إلى تزامن انعقاد مؤتمر علماء اليمن مع ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام، ما يتطلب تكامل الجهود لتوحيد الموقف اليمني المشرف في مواجهة الكيان الصهيوني وشريكه الأمريكي وأئمة الكفر والنفاق العربي والعالمي.
وقال "هناك مظالم يندى لها الجبين في فلسطين وغزة من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، بأعتى القنابل والتجويع والتعطيش، والأمة متفرجة لم تعمل شيئًا تجاه الأشقاء في غزة"، لافتًا إلى الموقف اليمني المشرف الذي قال وأتبعه الفعل والعمل بالصواريخ والمسيرات.
وطالب المؤيد علماء الأمة بالاضطلاع بدورهم وتحمل المسؤولية تجاه ما يجري من جرائم إبادة في غزة بشكل خاص والأمة بصورة عامة، مضيفًا "المسألة خطيرة إذا لم يتحمل علماء الأمة جميعًا واجباتهم في القول بكلمة الحق وإنكار المنكر والأمر بالمعروف، وإلا فلا معنى للعلم في خضم المظالم التي لم تحدث في التاريخ من قبل".
إلى ذلك وجه عضو رابطة علماء اليمن العلامة عبدالله الخزان، رسالة إلى علماء الأمة للاضطلاع بدورهم في دفع شر العدو الصهيوني، الأمريكي على الشعوب المستضعفة في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن والعراق وغيرها.
وقال "على علماء الأمة أن يتقوا الله تعالى، والصدع بكلمة الحق، قبل فوات الوقت، خاصة والأمة تواجه حربًا شعواء من قبل الأعداء"، مطالبًا الأنظمة العربية والإسلامية بالخروج عن دائرة الصمت وإتباع أقوالهم بالأفعال لإيقاف الجرائم والمجازر في فلسطين وغيرها.
كما أشاد عضو مجلس النواب منصور واصل، بموقف اليمن الثابت والمبدئي مع قضية الأمة المركزية "فلسطين" وإسناد ودعم المجاهدين في غزة.
وقال: "يجب أن يستمر الموقف اليمني، لأن الله تعالى يقول "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"، ولابد من الاستمرار في الموقف الرسمي والشعبي تجاه فلسطين، كما أمر الله تعالى في الوقوف مع المستضعفين والمظلومين".
وشدد واصل على ضرورة تفعيل فريضة الجهاد والصبر والرباط حتى ينال المسلمون النصر، داعيًا علماء الأمة إلى القيام بواجبهم الديني والإنساني والأخلاقي تجاه إخوانهم في فلسطين الذين يتعرضون للقتل والتنكيل والحصار والتجويع من قبل العدو الصهيوني، بدعم أمريكي.
يظل موقف علماء اليمن، منذ انطلاق العدوان حتى اليوم، موقفاً صلباً لا يتزحزح، يجسد مسؤوليتهم الدينية والوطنية في الدفاع عن قضايا الأمة ومواجهة قوى الاستكبار، وقد شكل مؤتمرهم السنوي رسالة قوية إلى علماء العالم الإسلامي بضرورة الاضطلاع بواجبهم الشرعي والصدع بكلمة الحق، نصرة لغزة وفلسطين وكل المستضعفين، ليبقى صوت اليمن شاهداً على الصمود والإباء، وحجة دامغة على المتخاذلين حتى يأذن الله بالنصر والفرج.
سبأ

