سياسي التيار التونسي: اليمن القوة الدفاعية الوحيدة لغزة والأمة
السياســـية : تقرير || صادق سريع
عن دور اليمن البطولي في إسناد غزة عسكرياً ومواقفه العروبية في كبح المشاريع الصهيو- أمريكية، في ظل تواطؤ الأنظمة العربية الواقعة في مستنقع الهوان والذل والصمت المخزي والخذلان المقيت، قال عضو اللجنة المركزية للتيار الشعبي التونسي، عبد الوهاب الشيباني:" برز اليمن كقوة عربية وحيدة تواجه تقدم المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة لإعلان 'إسرائيل الكبرى'".
وأضاف: "لم يبقَ سوى اليمن يقدّم الدعم والإسناد الشعبي والعسكري لغزة، فهو الجبهة الدفاعية الأساسية عن الأمة، باستمرارها في استهداف القواعد العسكرية للكيان الصهيوني والسفن الداعمة له والمرتبطة به".
وتابع لموقع "عرب جورنال": "اليمن يقدم مواقف عربية بطولية مع غزة بعملياته العسكرية المساندة لغزة، في كل مراحل الإسناد والفترات والأسلحة المتناسبة والتصعيد الإسرائيلي، مُعلنًا دائمًا عدم توقف استهداف السفن الصهيونية في البحر الأحمر، إلا برفع الحصار والعدوان على غزة".
وأكد: "كان قرار اليمن لإسناد غزة، قرارًا رسميًا من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبدعم شعبي منقطع النظير، بالمسيرات المليونية أسبوعيًا تملأ الساحات كل يوم جمعة وتدعم قرار القيادة بالمقاومة، كموقف ثابت يكاد يكون الوحيد سياسياً وعسكرياً وشعبياً، في ظل التخاذل العربي عن نصرة قضيتهم وترك العدو يستفرد بغزة".
وكان اليمن أعلن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني، بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
وأشار الشيباني إلى استمرار القوات اليمنية من المجال الجوي اليمني بإطلاق المسيّرات والصواريخ الباليستية والفرط صوتية على الأهداف والقواعد العسكرية في عمق "إسرائيل"، كما كانت تستهدف القطع البحرية والتجارية الأمريكية والبريطانية الداعمة للكيان بالسلاح والعتاد في البحر الأحمر.
وتستمر القوات المسلحة اليمنية في فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، و"إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
زلزال عورات النظام العربي
وفق العقيدة السياسية لثائر التيار الشعبي التونسي، تمثل معركة "طوفان الأقصى" زلزالاً نسف كل ما قبله وأسس لمفاهيم جديدة وواقع إقليمي ودولي جديد، ساهم في توحيد ساحات المقاومة ضد العدو، كونها مثلت جولة متطورة وإستراتيجية أكثر عمقاً في جولات الصراع العربي - الصهيوني، وحلقة في الصراع الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب، ومواجهة حتمية ضد الهيمنة الأمريكية والغربية.
وقال: "غزة كشفت عورات النظام العربي والعالمي، وفضحت تآمر الدول العربية وضعف التنسيق العربي والدفاع المشترك، وتخاذل المنظمات الدولية في نصرة فلسطين، التي تحوّلت إلى أداة صهيونية".
وأضاف: "وفضحت الأنظمة العربية المطبعة التي تقيم جسرًا بريًا وجويًا وبحريًا لتوفير الأسلحة والأغذية لكيان العدو مثل قطر والأردن والسعودية والإمارات وتركيا، وتقيم معه علاقات دبلوماسية رسمية ومبادلات تجارية، في الوقت الذي كان يُباد فيه الفلسطينيون".
وعن احتلال غزة ومشروع "إسرائيل الكبرى"، تابع: "ندرك ذلك منذ البداية، ونعتبر مسار الحرب ليس حديثاً، بل منذ تسعينيات القرن الماضي، ضمن مخطط استعماري لتنفيذ "سايكس بيكو" جديدة، لتقسيم المُقسَّم وتفتيت المُفتَّت".
ما أراد عضو مركزية التيار التونسي الشيباني قوله: "أن عدوان غزة صهيوني غربي على العرب من أجل احتلال أرضهم والسيطرة على ثرواتهم، ضمن حلقات الصراع الدولي لخلق عالم جديد متعدد الأقطاب، تسعى أمريكا ومَن معها إلى الحفاظ على تفردها بقيادة العالم والحد من الدور الصيني والروسي والإيراني. وعلى ما يبدو، خريطة عالمية جديدة تُرسم وتتشكل".
وأكد محذراً: "الحرب قادمة لكل الوطن العربي ولن يسلم منها أحد حتى المطبعين، وما عليهم إلا الانتباه والاستعداد مبكراً لهذه الحرب التي لن تُبقي ولن تذر".
وأنهى حديثه بنداء أطلقه إلى الأمة، داعياً كل القوى الوطنية والأنظمة العربية والحكام العرب إلى خلق جبهة عربية واحدة لمواجهة المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
ويُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".

