القضية الفلسطينية والتآمر العربي لتصفيتها
السياسية : كتب || المحرر السياسي*
أثبت اليمنيون، من خلال شعارهم الذي صدحوا به في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وفي مختلف الساحات والميادين في المحافظات (ثابتون مع غزة.. لا نخشى التهديدات ولا ترهبنا المؤامرات) أن موقفهم ليس آنياً أو عاطفياً، بل هو امتداد لموقف مبدئي ثابت، يجسد تضامنهم الصادق مع شعبٍ يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني ويقاوم من أجل كرامته وحقوقه المشروعة.
لقد كانت الجمهورية اليمنية، وما زالت، منذ انطلاقة النضال الوطني الفلسطيني وحتى اليوم، الدولة العربية الوحيدة التي دعمت مسيرة الكفاح الفلسطيني بالرجال والمواقف المبدئية الثابتة التي لا تقبل المساومة وهذا تاريخ مجيد بشهادات قادة الثورة الفلسطينية بمختلف انتماءاتهم السياسية.
واليوم القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها إذ يزداد حجم التآمر لتصفيتها والشيء المبكي أن من يسمون أنفسهم عرباً ومسلمين هم من يصطف إلى جانب قوات الاحتلال للتآمر على النضال الوطني الفلسطيني المشروع.
لقد وجّهت عدة دول عربية، وخاصة الدول الخليجية التي ذهبت إلى التطبيع المذل، والمغرب العربي الذي طبّع منذ وقت بعيد، طعنة غادرة للكفاح الفلسطيني وأسهمت إسهاماً مباشراً في تصفية سنين طويلة من الكفاح وداست على دماء كوكبة من شهداء القضية الفلسطينية في الداخل والخارج.
تفيد الأخبار بأن دولة الإمارات كانت الدولة الأكثر تشدداً في تصفية حركة حماس وبذلت مليارات الدولارات للكيان الصهيوني للقيام بهذه المهمة القذرة ودعمته بمليارات أخرى لإصلاح الأضرار التي لحقت به جراء ضربات المقاومة، شيء مخجل ومخزٍ أن عرباً يدّعون كذباً أنهم مسلمون يسلكون هذا النهج القبيح ويتباهون بمواقفهم الداعمة للكيان الصهيوني.
يحق لنا أن نتساءل لماذا كل هذه المواقف العربية الداعمة للكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية؟، سؤال تصعب الإجابة عنه لأنه قد ترك أثراً مريراً في نفس كل عربي ومسلم.. لكن يجب أن نعلم أن الإمارات وغيرها من دول الخليج قد تم بناؤها ككيان وظيفي منذ سنوات مضت لتأدية هذا الدور المشين التي تتباهى بأدائه هذه الأيام، لكنه في الأخير مسجل عليها تاريخ مكلل بالعار ستلاحقها لعنة الشهداء الفلسطينيين والعرب إلى يوم القيامة.
سبأ

