السياسية : تقرير || صادق سريع

"تقنيات الصاروخ اليمني متعدد الرؤوس الحربية، الذي أطلقه اليمنيون على 'إسرائيل' يشكّل تحدياً غير مسبوق على القدرات المتقدمة لمنظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية والأمريكية"، هكذا قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وأضافت نقلاً عن مسؤول عسكري إسرائيلي - لم تذكر اسمه: "الصاروخ اليمني، الذي أُطلق يوم الجمعة الفائت، لأول مرة من هذا النوع على مطار اللد الدولي يمثل تهديداً جديداً وخطراً إضافياً على 'إسرائيل'".

وتابعت: "الصاروخ اليمني الجديد يضاف إلى التكنولوجية العسكرية اليمنية، كونه يحمل ذخائر انشطارية مصممة للانفجار إلى عدة انفجارات تعقد عمليات اعتراضه أكثر".

وأقرّت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، لموقع "واللا" العِبري، بامتلاك اليمنيين قدرات تكنولوجية لتطوير وتصنيع الصواريخ الباليستية والانشطارية بتقنية عشرة رؤوس حربية، ما يصعّب عمليات اعتراضها.

وأعلن اليمن، في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني، بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

وأكد خبراء عسكريون لـ "واللا"، قولهم: "إن التحول الإستراتيجي في القدرات التقنية للصواريخ اليمنية بمثابة إعلان رسمي بفشل قدرات طبقات منظومات الاعتراض الدفاعية الأحدث في العالم في حماية 'إسرائيل'".

وأضافوا: "تحقيقات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن إخفاق عمليات اعتراض الصاروخ اليمني المتطور، ستجبر الجيش الإسرائيلي على مراجعة سياسته الدفاعية وإعادة تقييم فعالية الدفاعات الجوية في التصدي لهذا النوع من التهديدات الجديدة والمتطورة".

وأكدت مصادر عسكرية صهيونية للموقع ذاته أن تحقيقات الجيش الإسرائيلي عن تقنيات الصاروخ اليمني ذي الرؤوس الحربية تشير إلى أنه نوع جديد من جيل الصواريخ الانشطارية.

وأشارت التحليلات العسكرية إلى أن هذا التطور الجديد في تقنيات الصواريخ اليمنية بعد انتقالها من التقنية الباليستية إلى تقنية الرؤوس الحربية المتعددة، الأكثر تعقيداً، سيضع "إسرائيل" أمام معضلة إستراتيجية جديدة في عمليات الرصد والاعتراض.

المخاوف العنقودية

كما أقرّ موقع "واي نت" العِبري بفشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ اليمني، مما أجبر الجيش الإسرائيلي على فتح تحقيق لتقصِّي حقائق احتواء الصاروخ على رؤوس حربية عنقودية.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، يوم جمعة 22 أغسطس الجاري، استهداف مطار اللد الدولي بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2"، تسبب في تعطيل حركة المطار مؤقتاً، وحالة من الذعر لملايين الصهاينة الذين هرعوا إلى الملاجئ.

كما استهدفت هدفين حيويين للعدو الصهيوني بطائرتين مسيّرتين في منطقتي يافا وعسقلان المحتلتين، وحققتا أهدافهما بنجاح -بفضل الله.

وتواصل القوات اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، و"إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

من حصاد الحظر اليمني

في السياق، كشفت صحيفة "كالكاليست" العِبرية عن مخاوف الجبهة الداخلية في الكيان من أزمة في نقص بعض السلع الغذائية بسبب قلة وتأخير الإمدادات بفعل الحظر الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على السفن والمطارات والموانئ الإسرائيلية.

وأكدت تلقي إدارات موانئ "إسرائيل" تعليمات جادة من هيئات الشحن البحري بإعطاء أولوية لسفن الحبوب على حساب التجارة والحاويات، غير أن تلك الحلول لا تكفي لتغطية طلب السوق المحلية.

خلاصة اعترافات عساكر "إسرائيل"، تؤكد العجز التام لمنظومات دفاع الكيان في اعتراض الصواريخ اليمنية بشكل يفضح أكذوبة السردية الصهيونية بادعاء تمكّنها من اعتراض صواريخ صنعاء المساندة لغزة، وتثبت نجاح اليمنيين في تصنيع أجيال متقدّمة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والانشطارية، التي تمكّنت بقدراتها المتطورة من فرض المعادلات على العدو وإرباك حساباته العسكرية، بتعطيل قدراته الدفاعية.

ويُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".