في الذكرى السنوية لشهداء اليمــــــــــــن
السياسية : تقرير || صادق سريع*
يُحيي اليمنيون ذكرى الشهيد للعام 1447هـ، تحت شعار "وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة والجهوزية العالية"، بالفعاليات والندوات والزيارات لأسر وروضات الشهداء، ومراسيم وضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، تعظيمًا لتضحياتهم الوطنية في سبيل الوطن.
وتحظى مناسبة الذكرى السنوية للشهيد، التي تُقام في 13 من شهر جمادى الأولى من كل عام هجري، في المحافظات الحُرّة، باهتمام رسمي وشعبي، حيث تُزيَّن الساحات العامة والشوارع والطرقات والمباني بصور شهداء اليمن، وتُنظَّم الفعاليات ومعارض الصور الموثقة التي تروي قصص بطولات الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون ليعيش الوطن حرًّا.
ومن عِبَر ودروس الشهداء الذين اصطفاهم الله أحياءً في دار الخلود، بأروع المواقف والتضحيات في الدفاع عن الدين وحرية الوطن، يستلهم أحرار اليمن معاني الحرية والتضحية والعطاء والكرامة والعزة ومعنى حب الوطن.
وتعدّ ذكرى الشهيد محطة سنوية لترسيخ الهوية وتعزيز ثقافة الجهاد والاستشهاد في ذاكرة الأحرار اليمنيين، في سبيل الدفاع عن الوطن ونصرة المظلومين بمسؤولية وطنية في مواجهة الطغاة ومكائد دول العدوان على اليمن والأمة.
فالشهيد ليس مجرد ذكرى عابرة أو اسماً مكتوباً في سجلات الموتى، بل رمزٌ ثوريّ يُشار إليه بالبَنان في الإقدام والشجاعة والصمود والتضحية والقتال في ميادين العزة والجهاد.
والشهيد ليس ماضياً وانتهى، بل بركانٌ ثائر يُوقد شعلة الأحرار على مرّ الأزمان، وقد سُمّي الشهيد شهيدًا حيّاً يُرزق في الحياة الخالدة، بعد أن كتب اسمه في أنصع صفحات التاريخ بالدم الأحمر، ليبقى معلماً من معالم الوطن؛ من خانه خان الوطن.
ومن كرم الله للشهيد أنه يُغفر له عند أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُحلّى بحُلّة الإيمان، ويزوَّج باثنتين وسبعين من الحور العين، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، ويشفع لسبعين من أهله، ويُوضَع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها.
وسيظل شهداء اليمن الأبرار، الذين سطّروا أروع التضحيات في سبيل الله ونصرة الوطن، قبل وبعد أن تصعد أرواحهم الطاهرة إلى المراتب العليا في السماء، أعلاماً وطنية في ذاكرة الوطن والتاريخ، وأحياءً مخلّدين يُرزقون في حياة الخلود.
ويُشار إلى أن فاتورة ضحايا العدوان السعودي - الإماراتي على اليمن بلغت 18 ألفًا و671 شهيدًا، بينهم 4 آلاف و158 طفلًا وألفان و497 امرأة، فيما بلغت حصيلة الجرحى أكثر من 32 ألفًا و903 مدنيين، بينهم 5 آلاف و189 طفلًا و3 آلاف و95 امرأة.
في حين بلغ عدد ضحايا العدوان الأمريكي - البريطاني - الإسرائيلي على اليمن أكثر من ألف شهيد وجريح.

