السياسية - وكالات :


أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس، أن إيران لا تثق بأي دولة، لكنها تواصل المفاوضات لتحقيق مصالح شعبها، مشدداً على أن ممر زنغزور لا يشكل تهديداً لإيران، وأن أي تغيير في الجغرافيا السياسية للمنطقة مرفوض تماماً.

جاء ذلك خلال لقاء عراقجي مع عدد من طلاب الجامعات في همدان، حيث وصف الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً على بلاده بأنها كانت "مدرسة كبيرة" كشفت عن قدرات إيران العسكرية والعلمية، مؤكداً أن الصواريخ الإيرانية أثبتت فاعليتها في ساحة القتال، رغم الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل.

وأشار إلى أن قوة إيران العسكرية والعلمية، إلى جانب تماسك الشعب وحكمة القيادة، ساهمت في حماية البلاد من السقوط، معتبراً أن الذين تحدثوا عن "الاستسلام دون قيد أو شرط" انتهوا بقبول "وقف إطلاق نار دون قيد أو شرط”.

ولفت عراقجي إلى أن الردع لا يقتصر على القوة العسكرية فقط، بل يمتد إلى المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف "جعل أي طرف يفكر ألف مرة قبل مهاجمة إيران”.

وقال إن الدبلوماسية الإيرانية نجحت خلال الحرب في حشد دعم أكثر من 120 دولة أدانت العدوان على إيران، باستثناء مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وحول ممر زنغزور، شدد عراقجي على أن إيران لن تقبل بأي تغيير في الحدود أو الجغرافيا السياسية للمنطقة، موضحاً أن أفضل ضمان للأمن الإقليمي هو التعاون بين دول المنطقة في إطار مبادرة 3+3.

وأكد أن بلاده تتابع الملف بشكل مباشر، وقد تم التأكيد لها أن لا تهديد سيطال إيران، لكنها ستستمر في المراقبة.

وفيما يخص المفاوضات النووية، قال وزير الخارجية الإيراني إن الحوار أداة أساسية لتحقيق المصالح الوطنية، مؤكداً: "لا نخاف من التفاوض كما لا نخاف من القتال، والمهم الحفاظ على عزتنا الوطنية”.

وذكر أن رفع العقوبات يجب أن يتم بطريقة شريفة تحافظ على كرامة الشعب الإيراني.

وأوضح أن سياسة "لا شرقية ولا غربية" لا تعني القطيعة مع أي طرف، بل الاستقلال عن أي محور خارجي، مضيفاً: "إذا كان التعاون مع الشرق أو الغرب يصب في مصلحة إيران فلن نفرّط به، لكن التجارب أثبتت العكس”.

وعن العلاقات الاستراتيجية، أكد عراقجي أن إيران لديها شراكات واضحة مع روسيا والصين تقوم على مصالح مشتركة، مشيراً إلى أن طهران تعتمد أولاً وأخيراً على شعبها.

وأشار إلى أن تجربة التفاوض مع الولايات المتحدة لم تحقق نتائج إيجابية، موضحاً أن إيران نفذت الاتفاق النووي بحسن نية، بينما انسحبت واشنطن منه وأعادت فرض العقوبات، رغم استمرار الحكومة الإيرانية في التفاوض بشأن إحياء الاتفاق، وإطلاق سراح السجناء الأجانب، وتحرير الأموال الإيرانية المجمدة.

وتطرق إلى ملف الاتفاق النووي وآلية "العودة التلقائية للعقوبات”، مؤكداً أن إيران حققت العودة عملياً لما قبل الاتفاق النووي، وأن التخصيب بنسبة 60% تم تنفيذه خلال 24 ساعة، كخطوة لتعزيز موقفها التفاوضي وضمان مصالحها الوطنية.

وفيما يخص معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، أوضح عراقجي أن إيران ستبقى ضمن المعاهدة، مع الالتزام بالفتوى الصريحة للقيادة الإيرانية بتحريم الأسلحة النووية.