من كواليس "إبراهام" بين السعودية و"إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"إن استمرار مماطلة السعودية بتنفيذ خطة السلام في اليمن يثبت سردية تعاونها مع 'إسرائيل'، قبل إعلان تطبيع العلاقات رسميًا"، وفقًا لتقرير معهد "الخليج العربي (AGSIW)".
وقال: "إن سردية اليمنيين بشأن تواطؤ السعودية مع 'إسرائيل'، لم تعد مجرد دعاية إعلامية، بل نبوءة محققة، بتأكيد أمريكي بإعلان رسمي مرتقب من الرياض باتفاق التطبيع مع 'إسرائيل' خلال الأيام القادمة".
وأضاف: "إن اليمنيين مصدقون في التهم الموجَّهة ضد السعودية، فلم تعد تحركاتها مجرد خطاب دعائي، بل حقيقة ملموسة ستكون قريبًا في العلن، في ظل اتهام السيد عبد الملك الحوثي للرياض بحماية مصالح 'إسرائيل' في المنطقة".
في نظر خبراء المعهد: "إن ما يثبت رواية صنعاء، استضافة الرياض في 16 سبتمبر 2025، ما سُمّي 'مؤتمر الأمن البحري في اليمن'، لدعم خفر السواحل اليمنية، تحت شعار 'تعزيز حماية المياه اليمنية والإقليمية ومكافحة التهريب والقرصنة البحرية'، بمشاركة 40 دولة، وهو ما اعتبرته صنعاء غطاء لتأمين حركة الملاحة الإسرائيلية".
واعتبر الخبراء أن استمرار السعودية في فرض الحصار الاقتصادي، وشن الحرب الاقتصادية، ودعمها للمليشيات الموالية لها في اليمن، ضمن محاولة تأزيم الوضع في مناطق حكومة صنعاء، ناهيك عن المماطلة في استكمال تنفيذ الخطة الأممية نحو السلام الشامل في اليمن، يثبت تواطؤ الرياض في خدمة أهداف "إسرائيل" بالمنطقة.
حسب تقرير معهد الخليج - الأمريكي، وهو معهد بحثي مهتم في قضايا الاقتصاد والسياسة بدول الخليج العربي، فإن الرياض تتجنب أي تصعيد عسكري مباشر مع اليمن بعد فشل عدوانها الذي شنته لمدة ثماني سنوات على المناطق الحرة التابعة لحكومة صنعاء، دون تحقيق أي هدف.
من المحادثات المباشرة
إلى ذلك، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العِبرية عن إجراء مفاوضات سياسية مباشرة بين السعودية و"إسرائيل" لمناقشة بنود اتفاقية تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي خليجي - لم تذكر اسمه - قوله: "هناك تقدّم واضح في مفاوضات التطبيع بين الرياض ويافا المحتلة، لكن لم يتم التأكيد على الإعلان الرسمي للتطبيع في المحادثات المباشرة".
وأضاف: "احتمالات التطبيع الكامل للعلاقات بين السعودية و'إسرائيل' في الوقت الحالي ضئيلة، لكن هناك فرصة جيدة لتوقيع اتفاقيات أولية في مجالي الاقتصاد والتجارة".
وأكد المحلل الإسرائيلي داني زاكن، أن السعودية و"إسرائيل"، أجرتا مفاوضات بوساطة مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، حضرتها السفيرة السعودية لدى واشنطن ريما بنت بندر آل سعود، وعدد من كبار مستشاري ولي العهد، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وفريقه السياسي، تمهيدًا للانضمام لاتفاقيات أبراهام خلال الأيام القادمة، وربما في زيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى واشنطن.
وأشار إلى أن السعودية كانت على وشك التوقيع على اتفاق التطبيع مع 'إسرائيل' لكنها جمدت عملية التفاوض بسبب العدوان الصهيوني على غزة عقب عملية 7 أكتوبر 2023، وتشترط إشراك السلطة الفلسطينية في حكم وإعادة إعمار قطاع غزة بعد وقف العدوان.
يُذكر أن السعودية تسعى للقضاء على نظام صنعاء حتى لو تحالفت مع الشيطان، في حين كثفت نشاطها الدبلوماسي بما يسمى مؤتمر 'حل الدولتين' الذي عُقد مؤخرًا في مدينة نيويورك الأمريكية، للاعتراف بدولة فلسطين مسلوبة السيادة ومنزوعة السلاح، كمبرر لإعلان الرياض صفقة التطبيع، في ظل تجاهلها عدوان الأبادة الصهيوني ودماء 70 ألف شهيد في غزة على مدى عامين كاملين.

