السياســـية: تقرير || صادق سريع*

يحتفل اليمنيون، في يوم جمعة رجب من كل عام هجري، ذكرى يوم دخولهم الإسلام بأجواء روحانية معطرة بالصلوات المحمدية، لتعزيز الهوية الإيمانية والقيم الدينية التي ارتبطت بالمجتمع اليمني.

وتحت شعار "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، تُقام في المحافظات اليمنية الحُرة الفعاليات واللقاءات والندوات والأمسيات الثقافية ومجالس الذِّكر في المساجد والمقايل لإحياء المناسبة العظيمة طيلة أيام شهر الهوية اليمنية والإيمانية، باهتمام رسمي وشعبي وحضور جماهيري يعبِّر عن أهمية المناسبة في ذاكرة وحياة المجتمع اليمني.

وتصدح أصوات العلماء والخطباء في صلاة الجمعة بالمساجد، وفي الاحتفالات الجماهيرية للمؤسسات الرسمية والأهلية والتجمعات الشعبية بالأذكار وألوان المديح المحمدي والتذكير بذكرى جمعة رجب، يوم دخول أبناء اليمن الإسلام أفواجاً مهللين من أوائل المسلمين استجابة لدعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام وآله وأصحابه.

ويدرك اليمنيون أهمية مناسبة عيد جمعة رجب في تعزيز الروابط الأسرية بالتكافل الاجتماعي، وزيارة الأرحام والأقارب، وتوزيع الإكراميات والصدقات، وإقامة الولائم، وإحياء مجالس الذِّكر لتعزيز الوعي الديني والاجتماعي داخل المجتمع اليمني.

وتعتبر مناسبة، يوم جمعة رجب، في ذاكرة أحفاد المهاجرين والأنصار، نقطة تحوّل تاريخية، تجسد الأصالة والهوية، وتحمل دلالات ومعاني روحية ودينية في اليوم الذي أقيمت فيه أول صلاة جمعة، ومن هنا جاءت التسمية والأهمية والبداية لمناسبة عيد جمعة رجب.

فيوم جمعة رجب ليس مجرد تاريخ مكتوب في التقويم الهجري، بل بداية تاريخ وعهد جديد سطع فيه نور الإسلام في اليمن، ونشر مبادئه السامية، وأسس رسالة دعوته المحمدية: التوحيد والعدل والمساواة والتسامح كمنهج حياة للبشرية أجمع.

وهكذا يحيي اليمنيون المناسبة الرجبية في أجواء دينية تجسِّد الهوية الإيمانية في لوحة إيمانية تعكس ارتباطهم الوثيق بالدّين ونصرة خاتم المرسلين الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام وآله وأصحابه أجمعين، مستحضرين قول نبيهم الكريم: " أتاكـم أهل اليـمن، هم أرق أفـئدة وألـين قلوبـاً، الإيمان يمان والحكمة يمانية".