متحدث الدفاع المدني في غزة لـ"سبأ": حادثة الطفل عطا قد تتكرر مع استمرار المنخفضات الجوية وشح الإمكانات
السياسية - تقرير: نضال عليان*
أثارت حادثة غرق الطفل الفلسطيني، عطا مأمون مي، في بئر للمياه في منطقة السودانية شمالي قطاع غزة، الكثير من المخاوف من تكرار هذه الحوادث في ظل المنخفضات الجوية التي تضرب القطاع توالياً، وما تحمله معها من مخاطر ناجمة عن الأمطار الغزيرة والسيول والرياح العاتية، خاصة مع استمرار العدو الإسرائيلي في منع إدخال المواد الإيوائية والإغاثية إلى القطاع المحاصر.
ولقي الطفل عطا، مساء أمس السبت، حتفه حينما سقط في حفرة ممتلئة بالمياه، واضطر الدفاع المدني للعمل المتواصل لمدة 6 ساعات حتى تم انتشال جثمانه.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، اليوم الأحد، أن الطفل عطا ذو السبعة أعوام كان يلعب في المياه التي كانت تغطي البئر، وكان يجهل وجود حفرة للبئر عندما سقط إلى داخلها؛ لأنه على ما يبدو كان يظن أن هذا مكان للعب.
وقال بصل: "بعد أن قام المواطنون بإبلاغنا بالحادثة، دخلت طواقمنا إلى المنطقة، وبدأت بعمليات بحث استمرت ست ساعات من أجل اخراج الطفل، قامت طواقمنا خلالها بشفط المياه، وعمل فتحة لمجرى لإخراج المياه حتى يتم التخفيف من كميتها في المكان، وللأسف انتشل الطفل جثة هامدة”.
ولفت إلى أن الطفل عطا كان يعيش عند أقاربه؛ لأن والدته شهيدة، فيما يتواجد والده في مصر لتلقي العلاج نتيجة إصابته خلال جريمة الإبادة الصهيونية.
وحذر بصل من تكرار هذه المأساة في مناطق متفرقة من قطاع غزة لاسيما وأن كثير من الآبار في القطاع موجودة بنفس طريقة البئر التي غرق فيها الطفل عطا، وفي ظل شح الإمكانات.
وأضاف: “المشكلة تكمن في أن هناك اليوم كثير من الآبار موجودة بهذه الطريقة في قطاع غزة، وتحديدا المناطق التي على أطراف المدن، وتتواجد فيها كثير من الأسر".
وأشار إلى وجود مخاطر كبيرة تواجه المدنيين، خاصة في المخيمات ومراكز الإيواء في ظل المنخفضات الجوية المتعددة، لكن الدفاع المدني لا يستطيع عمل شيء يذكر؛ لأن ذلك يتطلب جهود كبيرة وأدوات وإمكانات وفرق ولوجستيات هائلة على كل المستويات، لاسيما في ظل استمرار منع العدو الإسرائيلي إدخال الأدوات والمعدات والمواد اللازمة في أعمال الإغاثة والإيواء.
ولفت إلى أن الدفاع المدني بغزة، وجه نداءات عديدة منذ ما قبل حلول المنخفضات الجوية، وذلك من أجل العمل على تلافي حدوث كارثة إنسانية في القطاع، إلا أن تلك النداءات لم تلق استجابة من الدول والمنظمات الدولية، مشيراً إلى إمكانية حدوث حالات كثيرة مشابهة لحالة الطفل عطا.
وجدد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، الدعوة إلى المنظمات والمؤسسات الدولية ودول العالم للعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية عن أهالي قطاع غزة، وإدخال المساعدات والمواد الإيوائية والإغاثية، والمعدات اللازمة من أجل ذلك.
سبأ

