السياسية  :

لا يمكننا حقاً أن نقول إننا نعيش في عالم يسوده العدل والمساواة حتى يتمكن نصف سكاننا المتمثلين في النساء والفتيات من العيش في مأمن من الخوف والعنف ومن انعدام الأمن يومياً ولأن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان.

ويحتفل العالم في يوم الـ25 من نوفمبر الى 10 من ديسمبر لمدة 16 يوما لمناهظة العنف ضد المراة في العالم  وهي حملة عالمية أطلقتها الامم المتحدة عام 1991م بهدف  الضغط لإيجاد منظومة قانونية شاملة تحمي نساءنا من العنف  في جميع أشكاله وصوره، واختير اللون البرتقالي رمزاً لهذه الحملة  تعبيراً عن الأمل في الوصول إلى مستقبل مشرق خالٍ من العنف.

الى ذلك دعت فيه الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى إحيائه بتنظيم أنشطة تسلط الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة وتبحث في أسبابها وعواقبها وتقترح وسائل محاربتها تمهيدا للقضاء عليها نهائيا.

إزدياد العنف ضد المرأة اليمنية جراء العدوان ومرتزقته :

وفي اليمن ازدادت معدلات العنف في أوساط النساء خاصة خلال سنوات الحرب،التي قامت بها “دول تحالف العدوان “بقيادة السعودية  حيث شملت أوجه العنف التي تعرضت له النساء القتل المباشر قنصاً وقصفاً، أو بتر أعضاء جراء حقول الألغام الهائلة التي تحيط بالقرى المأهولة بالسكان ومداخل المدن بالاضافة الى انتهاك الاعراض والاغتصاب  الذي يمارسة مرتزقة العدوان في حق بعض النساء اليمنيات  وسط رفض واستنكار شعبي .

ومن المؤسف أن حقول الألغام والمتفجرات تصيب الفئة الأكثر ضعفا في مجتمع الحرب باليمن وهم النساء والأطفال حيث أنهم الأكثر حركة وتنقلا في القرى المأهولة والمدن المحاصرة .

وتتحمل النساء المسؤولية الكبيرة نتيجة فقدان العائل أو موته أو غيابه أو فقدانه لعمله، فتتعرض للكثير من الضغوط والأذى والاستغلال.

من جانها قالت وزارة حقوق الإنسان   أن أكثر من 10300 من النساء والأطفال مابين قتيل وجريح نتيجة غارات التحالف منذ بدء الحرب وحتى الٱن.

واوضح بيان صادر عن الوزارة إن 247 ألف طفل لقوا مصرعهم، من إجمالي 2.5 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية نتيجة الحصار.

الى ذلك اكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان في بيان له أن النساء في اليمن هن أول ضحايا العنف والحرب والاشد ألما أو من الآثار الأخرى التي تعاني منها بشكل غير مباشر حيث تتحمل النساء الناجيات من القصف والموت المباشر العبء الأكبر من المسؤلية الأسرية ودعم المجتمع والأضرار النفسية والإقتصادية والإجتماعية الناتجة عن الحرب والعنف المجتمعي.

وتشهد محافظة تعز أعلى معدل للضحايا من النساء بين المحافظات المختلفة حيث سجل مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسانhritc في اليمن ٤٦ إعتداء جسديا طال النساء في محافظة تعز خلال الفترة من يناير ٢٠١٩ وحتى أكتوبر المنصرم.

 

المرأ اليمنية تظهر صمود كبير في وجه العدوان والحرب الاقتصادية :

ان  العدوان والفقر وانقطاع الرواتب فاقم من معاناة المرأه اليمنة  في ظل أزمة الحرب الحالية مما اضطر كثير من النساء امتهان مهن دنيا لتوفير لقمة العيش لأطفالهن,.

ولكن المرأة اليمنية تحدت العدوان و غزت  سوق العمل في صور جديدة ومختلفة. في بعض الحالات، بدأت المرأة تعمل في مهن هيمن عليها الرجال في الماضي، وفي حالات أخرى بدأت النساء بإنشاء مشاريع جديدة من منازلهن في أغلب الأحيان، والبعض منهن لجأن إلى ممارسة أعمال بدنية شاقة متدنية الأجور استجابة للأزمة الاقتصادية أو بسبب فقدان الرجل المعيل مقابل أجور بسيطة لتلبي حاجة أطفالها الأساسية.

وتعاني نحو 26 في المئة من الأسر في اليمن من العنف الأسري، ونحو 32 في المئة منها من طبقة ذوي الدخل أعلى من المتوسط، وحوالي 26 في المئة ضمن فئة الحاصلين على شهادات ثانوية عامة، و25 في المئة من الحاصلين على شهادات أكاديمية عليا.

ونخلص هنا ان عملية وقف العنف الموجه ضد النساء في اليمن بحاجة إلى تضافر جهود أطياف المجتمع من سلطات وأحزاب ومنظمات دولية ومؤسسات المجتمع المدني.

 

العنف قضية عالمية :

تتسم قضية العنف ضد المرأة بأنها قضية عالمية، فإنها تكتسب أهمية أكبر بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تعاني المرأة من العنف في صور شتى، ابتداء من تأثرها بالحروب والصراعات التي تعم المنطقة، وانتهاء بتعرضها للعنف داخل الأسرة، والذي يصل في بعض الحالات إلى القتل .

وتؤثر العواقب السلبية المترتبة على العنف ضد المرأة والفتاة على الصحة النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل الحياة. وأمام هذا الواقع الذي ما زال يشكل حاجزاً في سبيل تحقيق المساواة واستيفاء الحقوق الإنسانية كاملة من دون تمييز للمرأة والفتاة، على وجه الإجمال.

ويعتبر العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم.ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به.

دراسات عربية :

من جهتها أشارت دراسة نشرتها مؤسسة تومسون نتائجها أن مصر هي أسوأ بلد في العالم العربي يمكن للمرأة أن تعيش فيه يليها العراق بفارق صغير ثم السعودية ثم سوريا فاليمن.

وفي صدارة أفضل الدول العربية بالنسبة للمرأة تجيء جزر القمر ثم سلطنة عمان فالكويت والأردن وقطر وفقا للدراسة التي أجرت تقييما لوضع المرأة في 22 بلدا عربيا من حيث العنف والحقوق الإنجابية والمعاملة داخل الأسرة والاندماج في المجتمع والمواقف تجاه دورها في السياسة والاقتصاد.

الجدير بالذكر أن قصة اختيار الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام كيوم عالمي لوقف العنف ضد النساء يعود إلى حادثة وقعت أحداثها عام 1960م بجمهورية الدومنيكان، حيث اغتيلت ثلاث شقيقات هن الأخوات “ميرابال” بطريقة وحشية بناء على أوامر الحاكم الدومينيكي حينها روفاييل تروخيليو، وقد كن من السياسيات الناشطات في معارضة نظامه.