نصر القريطي —

ما الذي تريده مشيخة الشر الإماراتية من المعتقلين اليمنيين السابقين في جوانتانامو..

من الذي أعطى لأبوظبي الحق في أن تتسلم عشرات المعتقلين اليمنيين المحتجزين في هذا السجن الأمريكي اللعين..

والسؤال الأهم لماذا سلمت واشنطن صنائعها الإرهابيون لعيال زايد فيما يفترض أن يتم تسليمهم لبلادهم أو على الأقل لدولةٍ محايدة قادرةٍ على التعامل معهم إما كسجناء أو أن تعيد تأهيلهم للانخراط في المجتمع من جديد..

على هذا الصعيد نقلت وكالة “الصحافة الفرنسية” عن خبراء أمميين اتهامهم لدويلة الامارات باحتجاز 18 يمنياً كانوا سابقاً معتقلين في السجن الأمريكي الشهير المسمى “جوانتانامو” بعد ان تسلمتهم أبوظبي من واشنطن دون وجه حق أو أي مسوغٍ قانوني ودون أن يكون لهذه المشيخة أي صفةٍ تمنحها الحق في استلام سجناء كان يفترض ان يرحلوا إلى بلادهم أو على الأقل إلى دولةٍ ثالثةٍ ترعى الحريات ولديها القدرة والإمكانات لاحتجاز هؤلاء وإعادة تأهيلهم..

وفي بيان تقلته “فرانس برس” قال الخبراء في الأمم المتحدة أنه جرى نقل هؤلاء السجناء اليمنيين الثمانية عشر الى الامارات في الفترة ما بين عامي 2015 و2017 وأنهم خاضعون للاحتجاز في الإمارات دون ان تبدي أبوظبي نيةً واضحةً عن السبب وراء استمرارها في احتجازهم لكل هذه الأعوام على الرغم من انها تسلمتهم تحت ذريعة أنها ستعيد ارسالهم الى بلادهم قسرياً..

تتزاحم علامات التعجب وعلامات الاستفهام جوار بعضها وتتسابق في أذهاننا علّنا نجد رابطاً منطقياً لهذه الخطوة اللا أخلاقية التي أقدمت عليها أبوظبي مع سبق الإصرار والترصد..

لا يساورنا الشك على الإطلاق في أن نوايا الإماراتيين تتركز حول استغلال هؤلاء الإرهابيين لخدمة أجنداتها الصهيونية ولكن يبقى التساؤل المهم هو كيف ستترجم الامارات استغلال هؤلاء على الأرض..؟!

تقول أبوظبي أنها ستعيد هؤلاء الإرهابيين الى اليمن ولكن السؤال هل ستعيدهم كسجناء أم أمراء حرب..؟!

ظاهرياً لم تعد أبوظبي تعترف بفزّاعة الحكومة الشرعية المزيفة بل على العكس تتصارع معها اليوم وتنتزع منها إدارة المدن في الجنوب الواحدة تلو الأخرى.

يبدو أن الإمارات التي تحذو حذو شقيقتها الكبرى السعودية في تفريخ التنظيمات الإرهابية تسعى اليوم لتفريخ نوعٍ جديدٍ من الجماعات الإرهابية الأكثر خطورةً على طريقة تنظيم داعش الإرهابي الذي تم تفريخه من رحم القاعدة كل ذلك بفكرٍ وتمويلٍ وعناصر إرهابية سعودية.

بعد النفخ في بالونة مجلس الانفصال الانتقالي ومن قبله السلفيين الذي يقودهم المدعو هاني بن بريك هاهي أبوظبي تتجه اليوم لصناعة فرعها الإرهابي الخاص بها على طريقة “داعش” والذي لربما سيكون أكثر قذارةً من سابقه فالأيادي غير النظيفة لعيال زايد لا تدخل في شيءٍ إلّا ملأته بفكرها المتصهين المقيت.

يقول بيان الخبراء الأمميين ومنهم المقرر الخاص بالتعذيب والمقررة الخاصة بالإعدامات خارج نطاق القضاء والمقرر الخاص لتعزيز وحماية حقوق الانسان في سياق مكافحة الإرهاب إلى جانب أعضاء مجموعة العمل الأممية المعنية بالاحتجاز التعسفي أن هؤلاء المعتقلين الذين احتجزوا خارج نطاق القانون لأعوامٍ في مكان مجهول بالإشارة لسجن جوانتانامو يعيشون اليوم المصير ذاته باحتجازهم خارج نطاق القانون في الإمارات.

لسنا اليوم بصدد الحديث عن مظلومية هؤلاء المعتقلين من عدمها أثناء احتجازهم في “جوانتانامو” ولسنا بصدد استعراض الممارسات اللا إنسانية واللا أخلاقية والنفسية التي عاشوها في السجن الأمريكي القذر الذي فضح وبجلاء حقيقة الديمقراطية الأمريكية المصطنعة والشعارات الأمريكية الجوفاء عن حقوق الإنسان والحريات المزيفة.

اليوم نجد أنفسنا امام سلسةٍ من الجرائم الإماراتية البشعة التي لها أبعاد كثيرة أولها الاعتداء الاجرامي على حرية هؤلاء البشر واحتجازهم خارج نطاق القانون بعد أن قررت واشنطن التخلص منهم لتفادي الملاحقات القانونية بشأنهم.

ثانيها انتحال صفة دولةٍ أخرى والتحرك باسمها دون وجه حق واحتجاز مواطنيها بدون مسوغٍ قانوني أو حتى إحالة للجهات القضائية والقانونية.

أما ثالث تلك الجرائم البشعة وهو الأخطر فهو السعي لإعادة تدوير هؤلاء الإرهابيين الذين سلمهم لها الأمريكان لاستغلالهم فيما يبدو أنه إعادة صناعةٍ لفرعٍ إرهابيٍ مستحدث في بلادنا ولن يتبع هذه المرة واشنطن أو الرياض بل ستدار عملياته من أبوظبي وبالتأكيد بالوكالة عن تل أبيب.

قريباً سيذوب ثلج هذه السلسلة من الجرائم بحق الإنسانية وحينها ستظهر الدوافع والنوايا الحقيقية لأحفاد الشيطان وعلاقتهم المباشرة بهذه الصنيعة الإرهابية المستحدثة التي ستعكس حقيقة الوجه الإرهابي المشوه لعيال زايد.