محمد النوباني*

لقد ظن حكام السعودية والإمارات عندما قرروا شن حربهم القذرة على الشعب اليمني عام 2015 لنهب خيراته وسرقة ثرواته والسيطرة على موانئه الطويلة على البحر الاحمر ولتمكين إسرائيل من السيطرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي ،انهم سوف يتمكنون من حسم المعركة وتحقيق الإنتصار فيها بغضون فترة وجيزة من الزمن لن تتجاوز عدة اسابيع على ابعد تقدير .

ولكن حسابات الحقل السعودي الإماراتي لم تتطابق مع حساب البيدر اليمني الذي أثبت أصحابه أن سلاح الإرادة والحق الذي يملكونه هو أقوى من كل أسلحة واموال المعتدبن فحولوا بصمودهم وتضحياتهم العدوان إلى فرصة للانتصار ،رغم تفوق المعتدين مادياً وعسكرياً ودعم قوى الإستكبار العالمي.

وقد جاء الهجوم النوعي واسع النطاق الذي شنته حركة انصار الله والقوات المسلحة اليمنية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على عدة مواقع عسكرية ومرافق اقتصادية ونفطية سعودية، يوم امس الأول الاحد ، في إطار عملية توازن الرعب السادسة، ليؤكد بأن زمام المبادرة الإستراتيجية قد إنتقل إلى يد فقراء اليمن إلى غير رجعة.

ومما يجعل من انتصار الشعب اليمني حتمي ان ممثله الشرعي والوحيد حركة انصار الله المجاهدة لم تراهن كما بعض جهابذتنا، لا على أوروبا ولا على أمريكا لاستعادة حقوق شعبها بقدر ما راهنت على قوتها الذاتية وعلى دعم شعبها لها.

فقد رحبت الحركة بقيام الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن بإلغاء تصنيف سلفه ترامب لها كمنظمة إرهابية لكنها لم تتعاطى معه حينما حاول فرض الإستسلام عليها ودفعها للتخلي عن حقوق شعبها من خلال ايجاد تسوية للحرب في اليمن ليس على قاعدة خروج قوى العدوان من الحرب بدون مكاسب بل على قاعدة تقاسم نفوء وغنائم.

وأكد مسؤولو حركة انصار الله بانهم ابلغوا العمانيين الذين حاولوا القيام بوساطة بينهم وبين واشنطن بانها لن يقبلوا بإجراء اي مفاوصات مع واشنطن إلا إذا أعلنت الاخيرة رسمياً و على رؤوس الاشهاد عن وقف دعمها السياسي واللوجستي للحرب الظالمة التي تشنها السعودية والإمارات على اليمن.

وأخيراً وبمناسبة إقتراب دخول الحرب على اليمن عامها السابع في السادس والعشرين من آذار مارس الجاري لا يسعني إلا أن اختتم هذه المقالة بالكلمات النبوئية الإستشرافية التي قالها الصحافي العربي الكبير محمد حسنين هيكل في آخر مقابلة متلفزة أجريت معه قبل رحيله “ بأن السعودية سوف تحارب في اليمن وسوف تُهزم في اليمن ،وينتصر اليمن، وإن لم يحصل ذلك أخرجوا جثتي من القبر واحرقوها واحرقوا مؤلفاتي” .

* المصدر : رأي اليوم