السياسية:

عن فشل التحالف الأميركي في البحر الأحمر ضد اليمن وكيف عملت الولايات المتحدة على تنفير حلفائها في المنطقة.. تقرير لمجلة "Eurasia review".

تناولت مجلة "Eurasia review" المتخصصة في القضايا الدولية، فشل تحالف "حارس الازدهار" ضد اليمن، وتحدثت عن كيف انهار نظام الهيمنة الأميركية.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

أصبح البحر الأحمر نقطة توتر ساخنة بسبب الهجمات اليمنية على السفن التجارية المرتبطة بـ "إسرائيل". لقد دعمت الولايات المتحدة بقوة وبشكلٍ غير مسؤول "إسرائيل"، التي تذبح سكان غزة، من خلال تزويدها بكميات ضخمة من الأسلحة والدعم الدبلوماسي.

وقد دفع صمت العالم الغربي وتقاعس العالم العربي تجاه غزة اليمنيين إلى مقاومة انتهاكات حقوق الإنسان هذه من خلال استهداف السفن المرتبطة بـ "إسرائيل". ونتيجة لذلك، أوقفت 5 شركات شحن دولية كبرى حركة مرورها عبر باب المندب، وبعد هجمات اليمنيين، اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تجاوز البحر الأحمر واستخدام طرق بديلة، وأدى هذا إلى زيادة تكلفة شحن معظم النفط العالمي من آسيا إلى أوروبا لأن تكاليف التأمين ارتفعت وزادت الطرق الأخرى لمدة أسبوعين إضافيين.

وعمدت الولايات المتحدة خلال مواجهتها اليمن إلى تشكيل تحالف ضده من خلال عسكرة المنطقة ودعوة الدول العربية، وكان هذا مناسباً للولايات المتحدة، حيث يمكنها أن تنأى بنفسها عن الحرب بين "إسرائيل" وحماس وتعرض القضية على أنها مسألة تتعلق بأمن الشحن في البحر الأحمر. كما دعت واشنطن الدول الأوروبية والصين للانضمام إلى التحالف لمنع المزيد من تصعيد الصراعات.

ولم يرحب حلفاء واشنطن في أوروبا والعالم العربي بدعوتها للمشاركة، فالتحالف، الذي كان من المفترض أن يضم 42 دولة، تقلص إلى 8 دول، وفشل التحالف يعود لعدة أسباب، لكن السبب الأكثر أهمية هو انهيار نظام الهيمنة الأميركية.

لقد اتبعت الولايات المتحدة سياسات متناقضة في المنطقة وعرضت أمن حلفائها للخطر، ولهذا السبب رفضت دول كبرى مثل السعودية ومصر الانضمام إلى التحالف.

والسبب الآخر الذي يجعل الدول العربية مترددة في الانضمام إلى التحالف هو أنها ترى في الدفاع عن الممرات البحرية ذريعة لمساعدة "إسرائيل" على حساب المصالح العربية، وتعتقد النخب العربية أنّه كان بإمكان واشنطن إنهاء الحصار المفروض على غزة دبلوماسياً بعد أن استهدف اليمن السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، لكن البيت الأبيض اختار المخاطرة بأمن حلفائه باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالح "إسرائيل".

وتعمل إدارة بايدن على تنفير حلفائها في المنطقة من خلال دعم "إسرائيل" دون قيد أو شرط وتجاهل احتياجات الشرق الأوسط.


* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة نقلت حرفيا من المصدر