السياسية || صادق سريع *



قال عضو مجلس الشعب السوري، وعضو المكتب السياسيّ لحزب الوحدويين الاشتراكيين، خالد العبّود:"ما فعلته اليمن من أجل غزّة في منطقةٍ ثريّةٍ جدّاً بهذه المصالح الكبرى والجامعة، سوف يؤسّس لدور وفعل يمني جديد وهام، ممّا سيؤدي إلى اتساع تأثير ونفوذ اليمن في الخارطة الإقليميّة للمنطقة والعالم".


وأضاف:" نعم، وبأيّ شكلٍ من الأشكال، فإنّ اليمن يضيف إلى معادلات المنازلة والصراع على مستوى المنطقة، رقماً إضافيّاً حاسماً ورئيسيّاً في عمليات تثبيت خرائط الاستقرار القادمة، كون أن الاستقرار بحدّ ذاته، هو حاجة وضرورة دولية، نتيجة المصالح الكبرى لدول العالم في المنطقة".

وحول إشارة الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمة له قبل أيام، إلى أن اليمن قد تحول إلى قوة عالمية حقيقية، قال عضو مجلس الشعب السوري، خالد العبّود، في حوار خاص لـموقع "عرب جورنال":" أنا الدور الذي لعبته اليمن، وطّدَ أوتاداً رئيسيّة في خيمة النفوذ الكبرى لحلف المقاومة، وهي أوتادٌ أساسيّة في هذه الخيمة، وهو ما سيساهم في عودة اليمن إلى موقعه في التأثير على الخرائط الكبرى لمصالح إقليمية ودولية، لهذا كان كلام الرئيس الأسد بهذا الاتجاه، وهو فهم استراتيجيّ عميق لما فعله اليمن في هذه المنازلة".

وعن دور محور المقاومة، من وجهة نظر السياسي عبود يرى أنّه يثبّت الآن قواعد صموده وانتصاره في غزّة، وهي اللحظة الأهم من اللحظات التي أسقط فيها المحور أهدافَ كثيرٍ من جولات العدوان عليه، خلال السنوات الماضية من عمر المنطقة، وقال:" لأننا نعتقد أنّ المحور اختُبِرِ بكامله، وبالتالي عبّر عن جوهر أهدافه، وهو أمرٌ سوف يؤسّس لمرحلة نفوذ قادمة، لا يمكن لهذا النفوذ أن يستقر دون حصّةٍ وافيةٍ ينتزعها المحور على المستوى الدولي والإقليميّ".

ويضيف عضو المكتب السياسيّ لحزب الوحدويين الاشتراكيين: "سوف يتجلى ذلك، بخرائط إعادة إنتاج تموضع الدول على مستوى الإقليم، وسوف ينعكس على اصطفافات إقليميّة عميقة، تساهم في إعادة النظر بوضع الكيان الغاصب على مستوى المنطقة، وعلاقات هذا الكيان الدولية والإقليمية، إن كان على مستوى الرواية "اليهوديّة" على مستوى العالم، أو على مستوى التطبيع الذي جهد الكيان سعياً له، مع كثيرٍ من الأنظمة والحكومات العربية".

برأي السياسي السوري، فأنه لا يعتقد المحور يسعى إلى منازلة كبرى بالمعنى التقليدي لها، وإنّما يعمل على تراكم إنجازاته ونقاطه التي يحقّقها على الكيان، وهي نقاط تتعدّد وتتنوّع، ركيزتها صبرٌ وزحفٌ استراتيجيٌّ مدروسٌ وبنّاء، بسقوف زمنية تحدّدها طبيعة النقاط وكميّتها.

عبود يوجز حديثه بالقول: "سيتفاجأ أبناء المنطقة والعالم، ذات صباح قادم وليس ببعيد، أن الكيان ينهار، نتيجة هذه التراكمات التي سوف ترتدّ على قدراته وإمكانياته وعلى أمنه واستقراره وعلى روايته وعلى روح المجتمع الذي يعمل على حراسته، وعلى مصالح الأطراف التي تدعمه وتقف إلى جانبه، والتي قاتلت وتقاتل من أجله في كثير من الظروف والمراحل السابقة، ومنها اصطفاف واسع وعميق أمريكي - أوروبي – عربي".