السياسية : تقرير || صادق سريع*


"'إسرائيل' لن تتمكن من هزيمة القوات المسلحة اليمنية، تماماً كما فشلت في تحقيق النصر المطلق على حركات المقاومة في غزة"، هكذا قال القائد السابق لسلاح الدفاع الجوي "الإسرائيلي"، العميد تسفيكا حايموفيتش.

وأضاف متسائلاً، في لقاء مع برنامج "الصباح" على إذاعة "كول هاي": "هل من الممكن هزيمة عدو يبعد ألفي كم؟".

وتابع: "لقد تطورت قدرات اليمنيين الصاروخية الباليستية بشكل كبير، واليوم يطلقون علينا صواريخ متقدِّمة محلية الصنع".

وأكد إمتلاك اليمنيون بنية عسكرية متطورة، وقدرات التصنيع والتطوير والإطلاق، وقد فشلت السعودية في عدوان 8 سنوات، وأوقفت أمريكا عدوانها باتفاق سياسي بعد أقل من شهرين من المواجهات غير الحاسمة".


الخيار الوحيد

وأكدت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية أن تصعيد "إسرائيل" عدوانها على اليمن باستهداف المنشآت الخدمية والاقتصادية لن يحقق أهدافها، بل على العكس، فكل ضربة عدوانية تعزز قوة صنعاء.

وقالت: "إن الاعتقاد السائد في الأوساط الرسمية 'الإسرائيلية' بأن ضرب مصانع الخرسانة أو إغلاق خطوط الإمداد سيؤثر على صنعاء، يعكس فهماً مغلوطاً للوضع اليمني".

وأضافت: "إن الضغط العسكري والاقتصادي، الذي مارسته السعودية والإمارات في عدوانها على اليمن لمدة 8 سنوات، لم يفلح، بل دفعهم مؤخراً إلى البحث عن تفاهمات مع صنعاء لوقف الهجمات".

وتابعت: "إن هذا الإدراك المتأخر وصل حتى إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي عقد اتفاقاً ضمنياً مع صنعاء على حساب المصالح 'الإسرائيلية".

خلاصة تحليل "غلوبس" تؤكد أن "إسرائيل" اليوم أمام واقع سياسي وأمني معقّد لا يتيح لها أي خيار فعّال تجاه تهديدات صنعاء سوى الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة عبر صفقة تبادل الأسرى، محذّرة من أن أي تصعيد عسكري إضافي لن يؤدي إلا إلى رفع مكانة قائد اليمن السيد عبد الملك الحوثي، وتعزيز صورته كقائد يواجه الاحتلال وقوى الهيمنة.


.. والخسائر المدمِّرة

وأقرّت صحيفة "غيلا روزبنبرغ" أن اليمن حوّل معركة إسناد غزة مع "إسرائيل" إلى حرب اقتصادية ونفسية تُلحقها الكثير من الخسائر.

وقالت في منشور على منصة "X": "اليمن يلعب ورقة خبيثة، يحوّل الحرب من معركة عسكرية إلى معركة نفسية واقتصادية.. إنه يكسب بكل ضربة حتى لو اُعترضت".

بالمناسبة عن الحديث عن جبهة الإسناد اليمنية لغزة ، كشف الإعلام العِبري عن إطلاق اليمن 35 صاروخاً باليستياً، وأكثر من 10 مسيّرات إلى عمق الكيان، منذ استئناف عدوانه على غزة في 19 مارس الماضي.


.. ومعادلة ردع جديدة

برأي الكاتب المختص في الشؤون "الإسرائيلية"، إيهاب جبارين، فإن ضربات الصواريخ اليمنية تترك أثراً نفسياً عميقاً داخل "إسرائيل"، وتُجبر حكومتها على التعاطي مع جبهات جديدة في توقيت شديد الحساسية.

المؤكد - وفق قول جبارين - أن الضربات اليمنية فرضت معادلة ردع جديدة، عنوانها أن "إسرائيل" لم تعد تملك السيطرة المطلقة في المنطقة، وأن خصومها باتوا قادرين على تهديد عمقها من مسافات بعيدة.


.. وتحذير جديد

في السياق، حذّر مصدر يمني لـ"الميادين" شركات الطيران من الاستمرار في تسيير الرحلات إلى مطار اللد المسمى "بن غوريون"، مؤكداً عزم الجيش اليمني تحقيق هدف الحظر الجوي على كل مطارات الكيان، وليس مطار اللد فقط.

وإذ أشار إلى أنّ مسار عمليات اليمن على مطار اللد "بن غوريون" ليس حدثاً عابراً، بل ثابتاً ومتصاعداً ومستمراً، أكّد أن القوات المسلحة اليمنية لا تلتفت للحرب النفسية ولا للتهديدات من أمريكا والكيان، ولن تثني اليمن عن إسناد غزة.

ومع استمرار الحظر الجوي اليمني على مطار اللد الدولي بيافا "تل أبيب"، بالصواريخ والمسيّرات، تواصل شركات الطيران العالمية إلغاء رحلاتها الجوية، مسببة أزمة جوية وأضراراً جسيمة في قطاعات الطيران والسياحة والاستثمار واقتصاد "إسرائيل" بشكل عام.

وأطلقت القوات المسلحة اليمنية، بفضل تأييد الله تعالى- منذ نوفمبر 2023، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى عُمق "إسرائيل"، خلال معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"؛ نصرةً لغزّة وإسناداً للمقاومة ضد العدوان الصهيوني.