حان وقت إغلاق بوابة "إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
في الساعة 11:20 مساءً ليل الثلاثاء 20 مايو 2025، أعلن الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان عسكري معادلة عسكرية جديدة وهدفاً حيوياً جديداً للصواريخ اليمنية المساندة لغزة، بدء تفعيل قرار الحصار البحري لأهم موانئ "إسرائيل" (ميناء حيفا).
وقال الناطق العسكري -مستهلاً بيانه بآية النصر من القرآن الكريم بعد "بسم الله الرحمن الرحيم": "رداً على تصعيد 'إسرائيل'، واستمرار عدوانها الوحشي وارتكاب أفظع الجرائم وفرض الحصار وسياسة التجويع بحق أهلنا في غزة، قررت القوات المسلحة اليمنية، بالتوكل على الله، بدء فرض حظر بحري على ميناء حيفا".
وأضاف محذراً كافة شركات الملاحة البحرية المالكة للسفن في الميناء أو المتوجهة إليه: "من ساعة إعلان هذا البيان، أصبح ميناء حيفا ضمن بنك الأهداف، وعلى الشركات أخذ ما ورد فيه، وما سيرد لاحقاً بعين الاعتبار".
وأكد أن قرارات عمليات القوات المسلحة المساندة لغزة ضد العدوان "الإسرائيلي" (حظر الملاحة البحرية والجوية) مرتبطة بوقف الكيان عدوانه على غزة ورفع الحصار عنها.
التهديد الجديد
موقع "كلوز دورز" العِبري اعتبر إعلان الناطق سريع تصعيداً إضافياً للعمليات العسكرية البحرية اليمنية سيلحق ضرراً كبيراً بحركة الملاحة والتجارة البحرية لـ"إسرائيل"؛ كون ميناء حيفا من أهم الموانئ الرئيسية للكيان.
كما اعتبر موقع "JDN News" العِبري إعلان القوات اليمنية يشكل تهديداً جديداً يفرض حصاراً بحرياً على ميناء 'حيفا'، في ظل فرض صواريخ اليمن حظر جوي على المطار الرئيسي للكيان، مطار اللد "بن غوريون".
وعلق القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية في الجيش الأمريكي بالقول: "فهم سلوك اليمنيين، وعدم الاستخفاف بهم هو ما يجب التركيز عليه.. هم ليسوا بقوة الصين، لكنهم يشكلون تهديداً".
بدوره، قال موقع "ذا ماري تايم إكزيكيوتيف" البحري: "إن قرار اليمن فرض الحصار البحري عن بُعد على ميناء حيفا يشعل مجدداً أزمة البحر الأحمر، ويرفع مستوى المخاطر أمام مختلف الشحنات البحرية الدولية".
تأكيد تنفيذ التهديدات
وأضاف: "اليمنيون قادرون على استهداف أساطيل السفن التي تتعامل مع ميناء حيفا، حيث لا تزال هجماتهم على سفن 'إسرائيل' في البحر الأحمر فعّالة بعد حملة العدوان الأمريكي".
وأكد، وهو موقع متخصص في الملاحة البحرية، امتلاك قوات صنعاء قدرات على استهداف سفن الشحن التي تتعامل مع ميناء 'حيفا".
وعلّقت القناة "7" العبرية بالقول: "اليمنيون يتجهون شمالاً، ويعلنون ميناء حيفا ضمن قائمة أهدافهم بفرض حصار بحري على الكيان".
أما موقع "آدي لاسكر" فعلق على بيان صنعاء بالقول: "قبل قليل أطلق اليمنيون تهديدات على ميناء حيفا، معلنين نواياهم الليلة إطلاق صواريخ باليستية باتجاه خليج حيفا لفرض حصار بحري على الميناء".
وأضاف: "حتى الآن، نفّذ اليمنيون كل التهديدات التي أطلقوها ضد 'إسرائيل'".
وقالت صحيفة "هآرتس": "اليمن أضاف ميناء حيفا إلى قائمة الأهداف، وحذّر جميع الشركات المالكة للسفن في الميناء والمتوجهة إليه بأنها ستكون ضمن بنك أهداف قواته المسلحة".
وأضافت: "إن القوات اليمنية لن تتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات اللازمة لدعم غزة ومقاومتها".
وإذ أكد موقع "تريد ويندز" للملاحة البحرية جدية تهديدات اليمنيين على ميناء 'حيفا' في عمق الأراضي المحتلة، أشار إلى نجاح صواريخ اليمن في اختراق الدفاعات الجوية للكيان ووصولها إلى مطار اللد 'بن غوريون'.
وقال: "لقد شهد ميناء أم الرشراش 'إيلات' تراجعاً حاداً وتوقف نشاطه التجاري بسبب الهجمات اليمنية".
وأكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" قدرة اليمنيين على مواصلة إزعاج "إسرائيل" بإطلاق الصواريخ لفترة طويلة، حيث يكفي صاروخ يمني واحد على مطار اللد "بن غوريون" لفرض نوع من الحصار الجوي.
واعتبر موقع "كيباه نيوز" العبري إعلان اليمنيين ضم ميناء حيفا إلى قائمة أهدافهم تهديداً غير مسبوق على حركة الملاحة البحرية في شمال الكيان.
ونقل الموقع عن رئيس شركة الشحن البحري "نوردن"، جان ريندبو، قوله: "إنه طوال 30 عاماً من العمل في مجال الشحن، لم يشهد شيئاً مشابهاً لهذا التصعيد وتأثيره على القطاع البحري".
بنك الأهداف الجديد
تكمن أهمية الميناء المطل على البحر المتوسط من موقعه الإستراتيجي شمال فلسطين المحتلة بمساحة 7 كم²، وطول 3 كم على ساحل البحر تقريباً، وكونه يُعد أكبر الموانئ، ويُعتبر قاعدة بحرية اقتصادية وعسكرية ومركزاً صناعياً حيوياً.
كما يُعد شريان الحياة والبوابة الرئيسية لـ"إسرائيل"؛ لدوره التجاري في عمليات الاستيراد والتصدير، بشحن البضائع بأكثر من 30 مليون طن سنوياً، وقربه من طُرق التجارة العالمية في البحر الأبيض المتوسط والأسواق الأوروبية والمتوسطية.
معادلات الإسناد
وفي ظل الحظر الجوي اليمني المستمر على مطار اللد الدولي بيافا "تل أبيب"، بالصواريخ والمسيّرات، تستمر شركات الطيران العالمية في إلغاء رحلاتها الجوية، وتظهر تداعيات الأضرار الجسيمة على قطاعات الطيران والسياحة والاستثمار واقتصاد "إسرائيل" بشكل عام.
ويشكّل الإعلان الجديد للقوات المسلحة اليمنية بفرض الحظر البحري على ميناء 'حيفا' أخطر ضربة عسكرية واقتصادية وإستراتيجية لـ"إسرائيل"، بعد نجاح اليمن -بفضل الله تعالى وتأييده- في فرض الحصار البحري على سفنها في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، وإغلاق ميناء 'أم الرشراش' "إيلات" بشكل كلي، إسناداً لغزة.
وأطلقت القوات اليمنية، في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، التي أعلنتها صنعاء في نوفمبر 2023، أكثر من ألف ومئتي صاروخ ومسيّرة إلى الأراضي المحتلة نصرةً لغزة وإسناداً للمقاومة ضد العدوان الصهيوني.