السياسية - وكالات:

كشفت دراسة جديدة، عن أن البكتيريا المسببة للطاعون تطورت لتصبح أقل فتكاً بمرور الوقت، مما يسمح لها بمواصلة إصابة الناس في ثلاثة أوبئة منفصلة على مدى أكثر من ألف عام.

ضرب الوباء الأول - طاعون جستنيان - في بداية العصور الوسطى في القرن السادس واستمر لمدة 200 عام تقريبًا.

بدأ الموت الأسود في منتصف القرن الرابع عشر، وأصبح الوباء الأكثر فتكًا في تاريخ البشرية، حيث قتل ما يصل إلى نصف سكان أوروبا وغرب آسيا وأفريقيا، واستمرت الفاشيات لعدة قرون.

اندلع جائحة الطاعون الدبلي الثالث في الصين في خمسينيات القرن التاسع عشر ويستمر حتى يومنا هذا، مع تسجيل بعض الحالات في أجزاء من أفريقيا.

وقال خافيير بيسارو سيردا، عالم الأحياء الدقيقة في معهد باستور الفرنسي والمؤلف المشارك في الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" الخميس: "تتمتع بكتيريا الطاعون بأهمية خاصة في تاريخ البشرية، لذلك من المهم معرفة كيف انتشرت هذه الأوبئة".

وفي الحالات الثلاث، تطورت جينات كل بكتيريا الطاعون لتصبح أقل ضراوة وأقل فتكًا بمرور الوقت، وفقًا للدراسة.

ويُعتقد أن البكتيريا، من خلال التسبب في عدوى أقل حدة، قد أدت إلى إطالة مدة الأوبئة لأنها اكتسبت فرصًا أكبر للانتشار بين الناس.

وأكد الباحثون هذه النظرية عن طريق إصابة الفئران بعينات حديثة من الطاعون، حيث تبين أن المرض استمر لفترة أطول عندما انخفضت درجة ضراوته.

وفي حين أصبحت المضادات الحيوية قادرة الآن على مكافحة الطاعون بشكل فعال، فإن هذا البحث قد يسلط الضوء على كيفية تطور الأوبئة الأخرى .

وقال بيسارو سيردا "هذا يسمح لنا بالحصول على فهم شامل لكيفية قدرة مسببات الأمراض على التكيف مع المواقف المختلفة" .

وأضاف "أخيرًا أصبحنا نفهم بشكل أفضل ما هو الطاعون وكيف يمكننا تطوير التدابير اللازمة للدفاع عن أنفسنا".



...............//