السياسية - وكالات :

توقّع الكاتب الأميركي في موقع The American Conservative، جود روسو، أنْ يشمل رد إيران على العدوان الذي تعرّضت له أهدافًا أميركية "وذلك بناء على فرضية أنّ أيّ عمل من هذا النوع يحظى بموافقة أميركية".

وأشار الكاتب، في مقال نُشر على الموقع، إلى "ما قاله وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، بأنّ أميركا لم تكن ضالعة بالعدوان"، واستدرك الكاتب بقوله: "يجب الانتظار لمعرفة ما إذا كان أحد سيصدّق هذا الكلام".

واعتبر الكاتب أنّه "كان ممكنًا تجنُّب ما حدث"، مستدلًا على ذلك بأنّ "المحادثات الأميركية - الإيرانية (غير المباشرة) كانت واعدة في مراحل معيّنة"، مضيفًا أنّ "ما حصل من وقتها حتى الآن يبقى غامضًا".

وفي ما يخص المرحلة بعد العدوان على إيران، رجّح الكاتب بأنّ "أميركا ستبدأ بالمساندة الجوية لـ"إسرائيل" في عملياتها ضد إيران"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "الأخيرة بدورها ستحاول إعادة البناء"، متوقّعًا أنْ "تنفّذ "إسرائيل" وداعموها ضربات لفترة زمنية غير محدّدة من أجل منع إيران من امتلاك برنامج نووي".

واستنتج بأنّ "إيران سترد بشكل غير متكافئ و"بشع""، جازمًا بأنّ ذلك "سيبرّر المزيد من الالتزامات الأميركية بدعم "إسرائيل""، معتبرًا أنّ "إيران أكثر تصميمًا على امتلاك ردع نووي، وبالتالي تكرار الدوّامة نفسها"، وفق تعبيره.

وفي حين رأى الكاتب أنّ "الفوضى التي ستنتج من شأنها تشجيع صُنّاع السياسة على إيجاد حل دائم يتمثّل في تغيير النظام"، اعتبر أنّ "أميركا، في هذه المرحلة، ستكون قد ذهبت أبعد بكثير من مجرّد توفير الدعم الجوّي وبعض القنابل".

ورأى أنّ "لدى "إسرائيل" حوافز بجرّ الولايات المتحدة إلى التورّط المباشر"، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" في عزلة دبلوماسية متزايدة وتخوض الحرب على جبهات عدة من دون نهاية في الأفق".

وفي ما ذكَر الكاتب أنّ هناك "صعوبات ناجمة عن اقتصاد حربي مستدام"، بيّن أنّ "عديد سكان "إسرائيل" هو 9.7 مليون نسمة، بينما عدد سكان إيران يبلغ 90.6 مليونًا"، قائلًا: "بناءً على كل ذلك، سترغب "إسرائيل" بتوريط الولايات المتحدة".

ثم حذّر الكاتب من أنّ "القوة الأميركية تواجه ضائقة أكبر بكثير على صعيد قدرتها على الانتشار مقارنة مع عام 2003، عندما حصل غزو العراق"، ونبّه أيضًا إلى أنّ "المجتمع الأميركي هو أقلّ تلاحمًا بكثير"، وأنّ "الخزانة الأميركية أضعف بكثير اليوم".

إلّا أنّ الكاتب أكّد أنّ "بإمكان الولايات المتحدة اتخاذ خطوات للحد من الضرر"، موضحًا أنّ "الحنكة السياسية تتضمّن الأخذ في الحسبان إخفاقات القادة المستقبليين ومنع حدوثها مسبقًا"، فـ"الحدُّ من التورّط الأميركي في مساعي "إسرائيل" الحربية، بما في ذلك تقليص أو وقف المساعدات العسكرية، سيجعل الوضع الدبلوماسي والمالي الأميركي أكثر اصطفافًا مع الأهداف الإقليمية التي لا تخدمها الحرب "الإسرائيلية" مع إيران"، بحسب الكاتب الذي حذّر من أنّ "مثل هذه الحرب قد تضع أميركا على طريق "التورّط الإمبريالي" لأعوام مقبلة".

واعتبر أنّ "مواصلة تقليص موطِئ القدم الأميركي العسكري في المنطقة ستحدُّ من انكشاف الأميركيين وتدعم ما قاله روبيو عن عدم تورّط أميركا في المعركة"، معتقدًا أنّ "المصالح القومية الأميركية في الشرق الأوسط تبقى كما هي: العمل على منع صعود قوة مهيمنة، والعمل على إحباط ما سمّاه "الإرهاب الإسلامي" و"الحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر والخليج". كذلك، أشار إلى أنّ "استخدام الموارد الأميركية في الشرق الأوسط يجب أنْ يتناسب مع هذه الأهداف".

وختم الكاتب الأميركي جود روسو مقاله بالقول: "إذا كان النزاع محتومًا، فعلى أميركا أنْ توجّه رسالة واضحة مفادها، أنّ هذه الحرب ليست حربها".