نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية
السياسية :
نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية، الخميس 8 محرم 1447هـ الموافق 3 يوليو 2025م:
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في كلمتنــا هــذا الأسبـــوع، عن تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي الإجرامي على قطاع غزَّة، وعلى الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، وعلى البلدان العربية والإسلامية، نتحدث عن هذه النقاط المهمة بشيءٍ من التفصيل، والتعليق عليها في إطار موقفنا الجهادي والمسؤول تجاه هذه الأحداث.
على مدى واحدٍ وعشرين شهراً، وبمرأى ومسمعٍ من المسلمين جميعاً في البلدان العربية وغيرها، ومرأى ومسمع العالم أجمع، يواصل العدو اليهودي الصهيوني المجرم إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ويستهدف بشكلٍ مكثَّف مراكز ومخيمات إيواء النازحين، وكذلك الأماكن التي يستقرون فيها من المدارس ونحوها، يستهدفهم بالغارات الجوية، والقصف المدفعي، والطائرات المُسَيَّرة، وبحسب ما نشره المكتب الحكومي في قطاع غزَّة، فالعدو الإسرائيلي ارتكب ستاً وعشرين مجزرة خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، استشهد فيها أكثر من ثلاث مائة شهيد، وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، والكثير منهم من الأطفال والنساء، وكلهم من المدنيين العُزَّل الذين لا يمتلكون السلاح وليسوا في حالة مواجهة، بل هم نازحون في مخيماتهم.
العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية، ووحشية، وإجرام إلى درجةٍ عجيبة، تكشف حقيقته الإجرامية، فلو كان مصاص الدماء الصهاينة، وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون، عبارةً عن وحوشٍ من وحوش الغاب المعروفة (ضباع، أو كلاب مسعورة)، لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزَّة، لكن أولئك القتلة، المجرمين، المتوحشين، قد تجاوزوا تلك الحيوانات ببشاعةٍ كبيرة، فكلما أوغلوا في دماء الأطفال والنساء، افتتحت شهيتهم أكثر، وابتكروا وسائل وطرقاً جديدة للقتل والإبادة.
وهذا يكشف حقيقة العدو الإسرائيلي، فيما هو عليه من حقدٍ، وعدوانيةٍ، وتوحشٍ، وإجرام، في خلفيته الثقافية والفكرية، التي تحوِّل الإنسان إلى متوحش ومجرم، يستبيح دماء الآخرين؛ بل يستبيح كل شيء: الدماء، والأعراض، والممتلكات... وكل شيء. وكذلك تكشف حقيقة الغرب الداعم لهذا الكيان المجرم، ولهذا العدو، من يومه الأول، منذ تشكيله كعصابات، والذي دعمه الغرب؛ ليؤدِّي دوراً وظيفياً، هو نفس الدور الإجرامي الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني، وضد أُمَّتنا بشكلٍ عام:
- الإبادة الجماعية.
- القتل.
- التدمير.
- الاحتلال.
- الاستباحة للمقدَّسات.
- السعي للسيطرة على هذه الأُمَّة، واحتلال الأوطان.
- فرض معادلة الاستباحة.
هذا هو الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي، ودعمه ويدعمه، تدعمه الدول الغربية منذ البداية وإلى الآن بشكلٍ مكثف؛ لأداء هذا الدور الوظيفي، العدواني، التدميري، الذي هو في إطار المخطط الصهيوني، ومعروف ما هو المخطط الصهيوني، وما هي خطورته على أُمَّتنا الإسلامية بشكلٍ عام.
فالعدو الإسرائيلي هو بهذا السوء، واستمراره بهذه الوتيرة، من الإبادة الجماعية، من الظلم والإجرام، من التفنن في ارتكاب الجرائم، هو أيضا دليلٌ واضحٌ وكافٍ في أن ما تُسَمَّى بالمؤسسات الدولية، كـ: الأمم المُتَّحِدة، ومجلس الأمن... وغيرها. مهما كان حجم الإجرام، مهما كان مستوى الظلم، ومهما طال أمده، لا يمكن أن تمثِّل أبداً سنداً لأي شعبٍ مظلومٍ، ومستضعفٍ، ومضطهد، ومصادرة حقوقه، لا يمكن أن تفعل له أي شيء، ولا لأي أُمَّة، لا حجم الإجرام والظلم، ولا أنه قد طال أمده لِمُدَّةٍ زمنية، القضية الفلسطينية لأكثر من قرنٍ من الزمان منذ الاحتلال البريطاني، ولأكثر من سبعة عقود منذ الاحتلال والسيطرة اليهودية الصهيونية، والإجرام زاد، والظلم زاد، والأطماع كَبُرَت، وحجم المظلومية المتراكمة والمآسي الكثيرة قد وصلت إلى درجة كبيرة جدًّا، فما الذي أمكن أن تُقَدِّمه تلك المؤسسات؟! ولذلك مسألة أن يُرَاهن عليها، أو أن يُحسب حسابها في أي تقديرات، أو حسابات، أو سياسات، أو أن يستند إليها في مواقف؛ فهـذا هو الخطأ الفادح، الذي يتيه بالأُمَّة دون أن تحقِّق أي نتيجة.
ثم في واقع أُمَّتنا الإسلامية، المسلمون، الذين يفترض بهم بحكم انتمائهم للإسلام، والقرآن الكريم الذي يتلونه، ويؤمنون بأنه كتاب الله، وقدوتهم رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، والرسل والأنبياء، الذين يفترض بهم أن يكونوا، على المستوى الإنساني في القيم الفطرية، وعلى مستوى القيم الإيمانية والدينية، على مستوىً عظيم، فلا يقبلون بأن يحصل مثل هذا الظلم والاضطهاد، وأن تحصل مثل هذه المأساة الرهيبة على مرأى ومسمعٍ منهم، دون أن يكون لهم موقف، وباستطاعتهم أن يكون لهم موقفٌ حاسم، ولكنَّ الكثير الكثير هم في حالة التَّفَرُّج والتخاذل، والبعض أيضاً في مستوى التواطؤ مع العدو والتعاون.
فحجم الإجرام الصهيوني اليهودي ضد الشعب الفلسطيني، وطول أمده، وما يحدث من إبادة جماعية على مدى واحدٍ وعشرين شهراً، وما فيها من تفاصيل من أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، هي تكشف جلياً هذه الحقائق الثلاث:
- الحقيقة عن العدو، وعن داعميه.
- والحقيقة أيضاً عن المؤسسات الدولية وغيرها.
- والحقيقة عن واقع أُمَّتنا، الذي هو- فعلاً- يُشَكِّل خطورةً حقيقيةً عليها:
o خطورةً عليها في تفريطها العظيم بمسؤولية عظيمة مقدَّسة، الوعيد عليها بالعقوبة من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في الدنيا والآخرة مُؤَكَّدٌ عليه كثيراً في القرآن الكريم.
o والخطورة عليها أيضاً فيطمع الأعداء، طمعهم الكبير الذي سيشجِّعه وينمِّيه ما يرونه في واقع الأُمَّة من تخاذل، من فتور، من شتات، من هوان، من تغاضٍ عمَّا يحدث، وما يحدث هو شيءٌ رهيبٌ جدًّا.
تحصل الفظائع الكبيرة تجاه هذه الأُمَّة، تجاه دينها، تجاه مقدَّساتها:
- اليهود الصهاينة يُحَرِّقُون المصحف، كتاب الله القرآن الكريم، يُمَزِّقُونَهُ.
- يسيئون إلى خاتم أنبياء الله رسول الله محمد "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" بأسوأ الإساءات.
- وأيضاً ينتهكون حرمة المقدَّسات، من تدميرٍ للمساجد، وانتهاكٍ لحرمة المسجد الأقصى.
- في نفس الوقت يرتكبون الإبادة الجماعية ضد شعبٍ من هذه الأُمَّة، جزءٌ من هذه الأُمَّة، وفي إطار جرائمهم المتنوعة ضد الشعب الفلسطيني، يتفننون بأنواع بشعة للغاية من الإجرام، وبطريقة وقحة جدًّا، واستفزازية للغاية، في ما هم عليه من حقد ودناءة وانحطاط، وفي ما هم عليه من إفلاسٍ تام من القيم الإنسانية.
- ثم مع كل ذلك احتلال للأوطان، استهداف لشعوب هذه الأُمَّة، إعلان صريح وواضح عن نواياهم، وعن توجُّهاتهم، وعن مخططاتهم تجاه هذه الأُمَّة في بلدان أخرى، وليس في داخل فلسطين.
مع كل ذلك، الكثير الكثير من أبناء هذه الأُمَّة، التي هي أُمَّة الملياري مسلم، هم بدون أي موقف معتبر أي موقف بأي مستوى، خارج إطار أن يكون لهم أي موقف إطلاقاً، وهذا يكشف الحقيقة السلبية لواقع هذه الأُمَّة، هذا معناه ماذا؟ معناه: تدهور وانحدار كبير جدًّا على مستوى القيم الإنسانية. أين هي التربية الإيمانية التي ترتقي بالإنسان حتى في مشاعره وأحاسيسه؟ أين هي أيضاً التربية على العِزَّة الإيمانية والكرامة الإنسانية؟ تربية مفقودة في مساحة واسعة من هذه الأُمَّة، والواقع يشهد، هذه الأحداث، هذه المآسي التي طال أمدها، واستمرَّت بهذه الوتيرة الوحشية الإجرامية، هي تشهد على هذه الحقيقة.
وهذه حقائق مهمة جدًّا، ينبغي أن يكون لاستيعابنا لها أثرٌ في اهتماماتنا؛ لأن الاستمرار ليس حلاً، معناه: أن هذه الأُمَّة ستصل إلى نتائج خطيرة جدًّا عليها، ولو استفاقت بعد حين تكون قد تَحَمَّلت تكاليف باهظة جدًّا من الدماء، من الأعراض... من كل شيء، تكاليف باهظة جدًّا نتيجةً لإهمالها.
الأعداء الصهاينة اليهود يتنافسون، ويتباهون بجرائمهم في قتل الأطفال والنساء في قطاع غزَّة، أحد الجنود الصهاينة- وهو من مُجْرِميهم- يتفاخر بأنه قتل ستمائة فلسطيني في قطاع غزَّة، يفتخر بذلك، ومن هؤلاء الذين قتلهم؟ هل هم شهداء من المقاتلين من المقاومة، قاتلهم وجهاً لوجه؟!
اليهود الصهاينة جبناء في القتال في مواجهة مع مقاتلين، ومن الواضح كيف حالهم، وكيف واقعهم، عندما يدخلون في مواجهة مباشرة مع الإخوة المجاهدين الأعِزَّاء من كتائب القسام، ومن سرايا القدس والفصائل المجاهدة في قطاع غزَّة، الجنود الصهاينة يختبئون ويتجمَّدون من الذعر والرعب حتى في داخل آلياتهم العسكرية، عندما يتقدم إليهم المقاتلون؛ فهـو عندما تفاخر وتباهى بأنه قتل ستمائة فلسطيني، يعني: من المدنيين، العُزَّل من السلاح، يعني: من الأطفال والنساء، ممن لا يمتلكون السلاح وليسوا في ميدان قتال.
هكذا يستهترون بحياة شعوبنا، هؤلاء الفلسطينيون هم مسلمون وعرب، فهو يفتخر ويتباهى بأنه استباح حياتهم، وأبادهم بكل هذه الوحشية والإجرام.
كذلك على مستوى التدمير، العدو الإسرائيلي يعمل على التدمير الشامل في قطاع غزَّة، ولم يكتفِ بما تدمِّره آلته الإجرامية في التدمير للمساكن، يُدَمِّر بالقصف الجَوِّي والأحزمة النارية أحياءً بكاملها، ثم يستكمل بفرقه الهندسية التدمير الواسع جدًّا، مع ذلك أصبح يستدعي المقاولين، ويضيفهم لأداء هذه المهمة في تدمير بقية المنازل، وأحياناً تدمير المدمَّر؛ ليصبح مدمَّراً بشكلٍ كُلِّي، ولا يبقى الدمار جزئياً، ويتقاضى المقاولون ما يعادل ألف وخمسمائة دولار عن كل منزلٍ يقومون بهدمه، فهو يحاول ألَّا يبقى أي مساكن للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
يواصل إبادته بالتجويع، وبمصائد الموت ومجازر المساعدات، مصائد الموت التي هي هندسة أمريكية إسرائيلية، لِلتَّحَكُّم بالمساعدات الإنسانية التي تأتي لقطاع غزَّة، وتحويلها إلى مصائد، من أتى إليها فهو مهددٌ بالقتل، ولأن الشعب الفلسطيني يتضوَّر جوعاً، وفي مأساة رهيبة جدًّا؛ يضطر الكثير من الناس للذهاب بهدف الحصول على المساعدات؛ ولكنَّهم يعيشون حالة الخطر بالاستهداف والإبادة:
- أثناء ذهابهم.
- وأثناء تجمُّعهم.
- وأثناء استلام تلك المساعدات.
- وأثناء عودتهم.
وبالفعل العدو الإسرائيلي يقتل البعض أثناء ذهابهم، وهم في الطرقات ذاهبون من أجل تلك المساعدات، والبعض أثناء التَّجَمُّع، والبعض أثناء الاستلام، والبعض أثناء العودة، البعض يراقبهم حتى يكادوا أن يصلوا إلى أهليهم وأسرهم، ثم يستهدفهم، كما في مشهد لأحد أبناء الشعب الفلسطيني، وقد عاد وهو يحمل كيساً من الطحين، حتى إذا كاد أن يصل إلى أسرته، يقوم العدو الإسرائيلي بإطلاق صاروخ عليه من طائرة مُسَيَّرة؛ فيمزقه إرباً إرباً على كيس الطحين ذاك، عدوانية، ووحشية، وإجرام بشع جدًّا!
هذه المهزلة، في مسألة مَصْيَدة الموت ومجازر المساعدات، هي من أبشع أنواع الجرائم، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت من العار على المؤسسات الدولية، على الدول والبلدان، والأنظمة والحكومات، أن تسكت تجاه ذلك، ولا تتحرَّك لاتِّخاذ إجراءات عملية ضد العدو الإسرائيلي على مختلف المستويات.
العدو الإسرائيلي يتشجع في الاستمرار في أبشع الجرائم؛ لأن الكثير لم يصلوا من الأنظمة والحكام إلى مستوى اتِّخاذ الإجراءات العادية: إجراءات سياسية، إجراءات اقتصادية، إجراءات دبلوماسية عقابية؛ دعك عن مسألة أن يحاربوها، أو أن يضغطوا عليه عسكرياً، العدو الإسرائيلي يستمر في هذا الأسلوب.
وأيضاً من الفضائح الكبرى للعدو الإسرائيلي، التي تُبَيِّن مدى إجراميته، ومعه الأمريكي: ما لوحظ في بعضٍ من أكياس الطحين تلك، أن العدو الإسرائيلي دسَّ بينها شيئاً من حبوب المخدرات، وهذه جريمة بشعة جدًّا يقوم بها العدو الإسرائيلي، وهي جريمة مشتركة بينه وبين الأمريكي، محاولة لنشر المخدرات، والاستهداف بالمخدرات، حتى بين أكياس الطحين تلك، التي يحصل البعض- القلة القليلة- من أبناء الشعب الفلسطيني عليها بالمخاطرة بحياتهم، وهذا يكشف أيضاً عن أن العدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، هما من أكبر من يروِّج للمخدرات في العالم، وهم يستهدفون بها الشعوب، ويستهدفون بها الاقتصاد في البلدان الأخرى، يستهدفون بها المجتمعات، يستهدفون بها الشباب من أبناء هذه الأُمَّة، وفي نفس الوقت يستهدفون بها الاقتصاد في البلدان المختلفة؛ لتدميره.
العدو الإسرائيلي في شمال القطاع، فيما يتعلَّق بالجانب الصحي:
- قد أفرغه بالكامل من المستشفيات شمال قطاع غزَّة، بعد أن دمَّرها، أو جعل بعضها في حالة محاصرة بشكلٍ تام، وشبه مغلقة؛ ما جعل الجرحى والمرضى هناك بلا رعايةٍ طِبِّيَّة.
- والعدو الإسرائيلي استهدف مدير المستشفى الإندونيسي، وقد ارتقى شهيداً نتيجةً لذلك الاستهداف.
- المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي توفي منهم المئات، في بعض الإحصائيات:(خمسمائة وثلاثة عشر مريضاً)، مع منعهم من العلاج، وانعدام العلاج لهم، ونقص الرعاية الطِّبِّيَّة.
- كذلك مرضى الأورام السرطانية توفي الكثير منهم، المئات أيضاً ممن كانوا ينتظرون فرصة السفر للعلاج في خارج قطاع غزَّة، ولا يزال الآلاف من مرضى السرطان كذلك في حالة حصار مع انعدام للأدوية والعلاج.
مع كل هذا، يواصل الأمريكي الدعم بالآلاف من القنابل، في شحنات إضافية للعدو الإسرائيلي؛ ليستمر في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وضد شعوب أُمَّتنا، وأُعلِن عن صفقة أسلحة ضخمة جديدة للعدو الإسرائيلي، تشمل (ثلاثة آلاف وثمانمائة وخمسة وأربعين مجموعة توجيه قنابل)، من تلك التي تزن الواحدة منها (تسعمائة كيلوجرام)، قرابة طن، في هذا السياق: في سياق الإبادة الجماعية، والاستهداف للشعب الفلسطيني ولشعوب أُمَّتنا.
شحنات الدعم الغربية لا تكاد تتوقف، مع الأمريكي هناك أيضاً البريطاني، الألماني، الفرنسي، الكل يدعمون العدو الإسرائيلي، ليس فقط على مستوى الأسلحة بالقنابل، والقذائف، والذخائر المتنوعة، بل حتى بالكلاب! الكلاب المدرَّبة لنهش لحوم البشر، هذه هي القيم الغربية والأوروبية، كلاب يدرِّبونهم على نهش لحوم البشر، ويزوِّدون العدو الإسرائيلي بهم- في إطار الدعم للعدو الإسرائيلي- ليؤدُّوا هذا الدور ضد الأطفال، والعجزة، والنساء، وكبار السن، والمسنين في قطاع غزَّة وفي الضِّفَّة الغربية، وما يحصل من ذلك مآسٍ كبيرة جدًّا، كثيرٌ منها نُشر في وسائل الإعلام المختلفة، البعض منها نُشِرت عنه فيديوهات في المراحل الماضية والأشهر الماضية، البعض نُشِر أيضاً في الصحف، تفاصيل مروِّعة، أين هي من الإنسانية؟! تتنافى تماماً مع الإنسانية، يرسلون تلك الكلاب البوليسية المدرَّبة على هذه المهمة بالتحديد: على نهش لحوم البشر، حتى على الأطفال، في حادثة في الضِّفَّة الغربية على طفل عمره ثلاث سنوات، وكاد أحد الكلاب أن يقضي عليه، نهشه كثيراً، وأخذه على أُمِّه، وأراد أن يقضمه (يفترسه)، حالات كثيرة تنشر من تلك الجرائم البشعة جدًّا، وهناك تحقيقات حتى في الصحف الأوروبية نفسها، والبريطانية، تكشف عن أنَّ هذا نوع من أنواع الدعم الأوروبي، الذي تقدِّمه دول الأوروبية للعدو الإسرائيلي، وهذا شيءٌ مؤسف جدًّا!
فيمــا يتعلَّـق بالوضــع في القــدس والمسجــد الأقصـى:
الاقتحامات شبه يومية للمسجد الأقصى، مع دعوات من الصهاينة لهدم المسجد الأقصى، وقلنا في كثيرٍ من الكلمات في الأشهر الماضية، والأسابيع الماضية: أنَّ العدو الإسرائيلي يستخدم سياسة الترويض، كانت مسألة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى قضية خطيرة، مستفزة جدًّا للمسلمين، سواءً في الداخل الفلسطيني، أو في خارج فلسطين، لبقية الشعوب؛ لأن المسؤولية هي على الجميع، وليست فقط على الشعب الفلسطيني، ولكن يوماً بعد يوم استمر العدو الإسرائيلي في تلك الاقتحامات، وما فيها: ما فيها من إساءات، من تدنيس للحرمات، من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى، وصولاً إلى أن تُطلَق التهديدات بهدم المسجد الأقصى من ساحات المسجد الأقصى، والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم للصهاينة.
وهذا الاستمرار، وهذا الطمع أيضاً، وهذا الترويض المستمر، يشكِّل خطورة حقيقية على المسجد الأقصى، بمعنى: أنَّه من الأهداف المرسومة للعدو: أن يهدم المسجد الأقصى، هدف مُعلن، مرسوم في المخطط الصهيوني، بل يعتبر من مرتكزات المخطط الصهيوني، يعني: قضية أساسية عندهم في المخطط الصهيوني، وكل الخطوات التي يقومون بها، من اقتحامات، من حفريات، من تهويد لمدينة القدس، من عزل للأحياء في مدينة القدس، من عزل وفصل ما بين مدينة القدس وبقية الضِّفَّة الغربية... والكثير من الخطوات والإجراءات، هي بهدف الوصول- في نهاية المطاف- إلى تحقيق هدفهم العدواني الإجرامي، في هدم المسجد الأقصى، الذي له قُدسية كبيرة وعظيمة في الإسلام، مسرى النبي "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، وقبلة المسلمين على مدى زمن في صدر الإسلام.
فالحالة التي تحصل هناك حالة خطيرة جدًّا، وأيُّ متابع لوسائل الإعلام، لردود الفعل الرسمية، يجدها باردة بالفعل، باردة، وهي مؤشر خطير على حالة التراجع تجاه هذه القضية المهمة جدًّا، والتي تؤثِّر ليس فقط على القضية الفلسطينية في نطاقها (في فلسطين)، بل تؤثِّر عليها كقضية أُمَّة، تمتد إلى بقية الشعوب والبلدان، وإلى بقية المقدَّسات: المسجد الحرام، الكعبة أيضاً، مكَّة والمدينة، ضمن المخطط الصهيوني، والعدو سيطمع، إذا نجح في أن يصل إلى هدفه فيما يتعلَّق بالمسجد الأقصى، فهو يطمح إلى أن يصل أيضاً إلى تحقيق أهدافه العدوانية ضد بقية مقدَّسات المسلمين، وإذا وصل المسلمون إلى هذه الحالة من اللامبالاة تجاه أي شيءٍ مقدَّس، وعظيم، وعزيز عليهم، فهذا هو خطرٌ فظيعٌ جدًّا على هذه الأُمَّة؛ لأن الأُمَّة إذا وصلت إلى درجة ألَّا تتفاعل مع أي شيء، مهما كان عظيماً ومهماً، ولم تعد تلتقي على أي قضية أبداً، فهذا معناه: الخطورة البالغة عليها، التي تطمِّع أعداءها فيها، وأيضاً تسبب لها أن تفقد رعاية الله، وتأييد الله، ومعونة الله، قضية خطيرة جدًّا، قضية موت، موت لأكثر الأُمَّة.
فيمــا يتعلَّـق بالضِّفَّــة الغربيــــة:
- الوضع هناك أيضاً في تصاعد، خمسة أشهر من بدء التصعيد للعدو الإسرائيلي في الضِّفَّة الغربية، وهناك تدمير واسع لاسيَّما في المخيمات: في مخيم جنين، في مخيم طولكرم، في مخيم نور شمس.
- أكثر من (أربعين ألف فلسطيني) من أبناء الضِّفَّة الغربية هُجِّروا قسرياً، ويعانون معاناة كبيرة، ويسعى العدو إلى منعهم من العودة إلى المخيمات تلك.
- البؤر الاستيطانية، التي يغتصب العدو الإسرائيلي فيها مساحات واسعة، وأيضاً يخطط لها أن تكون بالشكل الذي يحقِّق له السيطرة التَّامَّة على الضِّفَّة الغربية، كذلك تُمثِّل مشكلة كبيرة وهو مستمرٌ في ذلك، وأعلن أيضاً مؤخَّراً عن عددٍ من البؤر الاستيطانية، التي يغتصب فيها مواقع جديدة، وفي هذا الإطار: في إطار السيطرة التَّامَّة على الضِّفَّة الغربية.
- كل أنواع الجرائم يستمر فيها العدو الإسرائيلي في الضِّفَّة الغربية: القتل بشكلٍ يومي، الاختطاف بشكلٍ مكثف، التجريف، التدمير.
- ومع ذلك أيضاً كل الممارسات الإجرامية الدنيئة: من نهب، يقوم قطعان المغتصبين بممارسات إجرامية من النهب والسرقة، والإحراق للمحاصيل الزراعية، والنهب لبعضها، والاقتلاع أيضاً لأشجار الزيتون من مزارع أخرى، الاستهداف للمواشي، البعض منها بالقتل، البعض منها بالنهب، البعض منها حتى بالإحراق... وهكذا كل أشكال وأنواع الجرائم.
- يستمر العدو الإسرائيلي في تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية في الضِّفَّة الغربية بالحواجز والجدران.
وهكذا يستمر في كل أنواع الاعتداءات في الضِّفَّة الغربية.
فيمــا يتعلَّـق بصمــود الإخــوة المجـاهــدين في قطـــاع غــزَّة:
الصمود العظيم على مدى واحد وعشرين شهراً، مع الحصار الشديد جدًّا، وهم يقاتلون بكل بسالة، وبروح معنوية عالية جدًّا، ماذا لو امتلك أولئك الإخوة المجاهدون ما هو بحوزة الجيوش العربية من السلاح، مع روحهم المعنوية العالية، وصمودهم وثباتهم؟ الجيوش العربية التي انهزمت مجتمعةً في ستة أيام؛ بينما هؤلاء المجاهدين في قطاع غزَّة ثابتون صامدون على مدى واحد وعشرين شهراً، دون انهزام، دون تراجع، ثبات واستبسال، وإلحاق الخسائر بالعدو الإسرائيلي.
يواصل الإخوة المجاهدون الأعزَّاء في قطاع غزَّة، وفي مقدِّمتهم: كتائب القسَّام، ومعها أيضاً سرايا القدس... وبقية الفصائل الفلسطينية، التَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي بكافة الوسائل المتاحة:
- بالقصف بقذائف الهاون لتحشيدات وآليات العدو في مناطق مختلفة من قطاع غزَّة.
- وأيضاً بتفجير العبوات الناسفة بجنود وآليات العدو أيضاً.
- وكذلك بالكمائن (كمائن الموت)،
وتُنَفَّذ عمليات مشتركة مباركة، بين الإخوة في كتائب القسَّام، والإخوة في سرايا القدس.
خلال الشهر الماضي (يونيو) اعترف العدو الإسرائيلي بمصرع عشرين جندياً، هذا فقط ما اعترف به، وهو يتكتَّم، ويُعَتِّم إعلامياً على خسائره، وهذه مسألة واضحة، وهي حصيلة كبيرة، ويعد أكبر عدد يعترف به العدو خلال شهرٍ واحد منذ التصعيد الأخير، في الجولة الأخيرة، في أحد المواقع الصهيونية في الإنترنت، يقول: [كان شهر يونيو أحد أكثر الأشهر دموية في العام في القتال في غزَّة]، وكذلك حالة الإنهاك لجيش العدو الإسرائيلي وعصاباته الإجرامية، فرقة عسكرية من الاحتياط أُنْهِكَت بالكامل، واضطر العدو لتبديلها بفرقةٍ أخرى، هذا فيما يتعلَّق بالوضع في قطاع غزَّة وفلسطين.
فيمـــا يتعلَّــق بلبنــــان:
العدو الإسرائيلي قد بلغت انتهاكاته الجسيمة للاتِّفاق الذي بينه وبين الدولة اللبنانية بأكثر من: (ثلاثة آلاف وسبعمائة انتهاك)، وانتهاكات جسيمة:
- غارات جوِّيَّة.
- قتل.
- تجريف.
- تَوَغُّل.
- احتلال لمواقع في الجنوب اللبناني، والاستمرار في الاحتلال لها.
- كذلك الاعتداء على الصيادين، على المزارعين، على- كذلك- رعاة الأغنام.
الاستهداف لكل مظاهر الحياة في القرى الجنوبية المحاددة لفلسطين، في الحدود مع فلسطين المحتلَّة.
أيضاً التَّوغُّلات: العدو الإسرائيلي يُنَفِّذ توغُّلات، وهي من أخطر أنواع الانتهاكات للاتِّفاق بينه وبين الدولة اللبنانية، يُنَفِّذ أيضاً تفجيرات، وتدمير، ونسف للمنازل، وكذلك يستهدف المزارع، البعض من المزارع بالتجريف.
في سـوريـــا: يستمــر في اعتداءاتــه المتنوعـــة:
- توغُّلات.
- ومع التَّوَغُّلات أيضاً تدمير لبعض المساكن، في إحدى المناطق في سوريا دمَّر العدو الإسرائيلي (سبعة عشر منزلاً)، وهجَّر أهاليها قسرياً.
- يستمر أيضاً بالاختطافات.
كل أنواع الانتهاكات يرتكبها أيضاً في سوريا.
- احتلال كامل بفرقة عسكرية منتشرة من قمة جبل الشيخ، حتى المثلث الحدودي بين (الأردن، وسوريا، وفلسطين).
وهكذا يستمر بمنهجيته العدوانية الواضحة، التي هي في إطار أطماعه ومخططاته الإجرامية دون أي مبرر، ما يفعله في سوريا، يفعله وليس هناك جبهة ضده في سوريا.
فيمــا يتعلَّــق بالمظاهــرات الداعمـــة والمسانــدة لغــزَّة: خرجت مظاهرات ووقفات دعماً لغزَّة في (أربعة عشر بلداً)، في معظم البلدان الأوروبية، وفي بلدان أخرى أيضاً.
كذلك كان هناك خطوة مهمة وإيجابية على المستوى العملي: الحكومة الإيرلندية توافق على مشروع قانون يحظر استيراد السلع من المستوطنات في الضِّفَّة الغربية والقدس، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية تتَّخذ هذه الخطوة رسمياً، ولو أنَّها خطوة جزئية، لكنها في سياق عملي، يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تتقدم بخطوات عملية كبيرة، في المقاطعة الكاملة: السياسية، والاقتصادية للعدو الإسرائيلي، وأن تسعى لذلك مع بقية البلدان؛ لمحاصرة وعزل العدو الإسرائيلي.
فيمــا يتعلَّــق بالعـالم العـربي الإســلامي: هناك مظاهرات ووقفات في (المغرب، وموريتانيا، وإندونيسيا).
فيمـــا يتعلَّــق بجبهــة الإسنـــاد في يمـن الإيمــان والجهـــاد:
في هذا الأسبوع،(يعني: من الأربعاء، إلى الأربعاء)، كان هناك عمليات بـ (عشرة) صواريخ وطائرات مسيَّرة، إلى عمق فلسطين المحتلَّة، ضد العدو الإسرائيلي، تستهدف أهدافاً للعدو الإسرائيلي في (يافا، وبئر السبع، وعسقلان، وأم الرشراش) في فلسطين المحتلَّة.
أبرز هذه العمليات هي: عملية مساء الثلاثاء، بـ (صاروخ فلسطين)، حيث دوَّت صافرات الإنذار في مئات البلدات والمدن المغتصبة، وهرب الملايين الصهاينة اليهود إلى الملاجئ، وتم تعليق عمليات الإقلاع والهبوط في (مطار اللد) مؤقتاً.
كذلك فيما يتعلَّق بالملاحة الإسرائيلية في مسرح العمليات (في البحر الأحمر تجاه باب المندب، وخليج عدن، وبحر العرب):الحظر مستمرٌّ على العدو الإسرائيلي، والمنع لحركة سفنه في هذا الممر مستمرٌ كذلك، وناجحٌ بشكلٍ تام.
فيمـــا يتعلَّـق بالأنشطـــة الشعبيـــة: كان افتتاح العام الهجري الجديد بزخمٍ عظيمٍ في مظاهرات الأسبوع الماضي، وبلغت المظاهرات والمسيرات والوقفات في يوم الجمعة الماضي: (ألفاً ومائةً وثمانيةً وأربعين)، في حضورٍ شعبيٍ عظيمٍ ومتميِّز.
وهذه من النعمة، والتوفيق الإلهي لشعبنا العزيز، أن يكون بلدنا (رسمياً، وشعبياً) في إطار هذا الموقف الواعي الجهادي، الذي هو استجابةٌ لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأداءٌ لواجبٍ إيمانيٍ وإنسانيٍ وأخلاقي، وأيضاً هو موقفٌ ضروري، موقفٌ ضروري، كل شعوب أُمَّتنا هي بحاجة إلى أن تقف مثل هذا الموقف، هذا هو ضرورةٌ لها؛ لأن هذه المعركة هي معركة الجميع.
العدو الإسرائيلي لو تمكَّن من حسم معركته نهائياً في غزَّة، ومن التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية؛ لكانت الخطوة التالية على البلدان الأخرى، العدو الإسرائيلي هو عدوٌ لكل أُمَّتنا، لكل شعوب هذه المنطقة، للمسلمين جميعاً، للعرب دون استثناء، وهو عدوٌ بكل ما نراه عليه من: السوء، والوحشية، والإجرام، والطغيان في قطاع غزَّة، ليست هذه الحالة، وليس ذلك المستوى من السوء، والعدوانية، والوحشية، والإجرام، الذي نراه عليه تجاه الشعب الفلسطيني، وما يمارسه بحق الشعب الفلسطيني، وضد الشعب الفلسطيني، حالةً منحصرة، أنَّه ليس بذلك السوء إلَّا إذا كان الموقف ضد الشعب الفلسطيني، هم (اليهود الصهاينة) يهتفون بـ: [الموت للعرب] منذ بداية اغتصابهم لفلسطين المحتلَّة، منذ بداية تشكيل العصابات الصهيونية، وبداية أعمالها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، يهتفون: [الموت للعرب]، خلفيتهم الثقافية والفكرية، معتقداتهم، التلمود وما فيه من مبادئ لهم، ومعتقدات لهم، كلها تربيهم على العداء الشديد، المترافق معه احتقار تام واستخفاف بالعرب والمسلمين بشكلٍ عام، وعدائية شديدة جدًّا، وتربية خبيثة، تربية على الإجرام، على الحقد، على السوء.
ولـذلك من يقف الموقف الجهادي، الموقف المتكامل، الموقف الصحيح، فهوبقدر ما أنَّه وقف الموقف الذي عليه مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية فيه، في أن يقفه، هو أيضاً يقف الموقف الضروري، الواعي، الحكيم، الصحيح، الذي هو بحاجةٍ إليه؛ لحماية نفسه من عدوٍ يشكِّل خطورةً عليه، بمقدار الخطورة نفسها التي يشكِّلها ذلك العدو على الشعب الفلسطيني، وهذه حقيقة مؤكَّدة، وحقيقة ثابتة، الخطر على الجميع، والمسؤولية أيضاً على الجميع.
المنطق المتكرِّر للأمريكي وللإسرائيلي، حتى بالأمس من وزارة الخارجية الأمريكية، والصهاينة اليهود، وكبار مجرميهم، يكرِّرونه في كل هذه الأشهر باستمرار، هو واضحٌ، يعبِّر بشكلٍ صريح عن أهدافهم العدوانية التي تستهدف هذه المنطقة بكلها، شعوب أُمَّتنا بأجمعها، وحتى الحكومات والأنظمة في هذه البلدان ليست بمنأى عن هذا المخطط، وهو عنوان: [تغيير الشرق الأوسط].
بالأمس من وزارة الخارجية الأمريكية يؤكِّدون على ذلك، وكم كرَّروا التعبير عن ذلك، كم تحدثوا عن ذلك، كم أعلنوا عن ذلك، الإسرائيلي باستمرار يتحدث عن ذلك، ماذا يعني ذلك؟ يعني: في إطار المخطط الصهيوني، التغيير هذا كيف هو؟ وعلى أي حال؟ ولماذا؟ وكيف؟ واضح أنَّه لصالح العدو الإسرائيلي، وأنَّه بشكلٍ أساسيٍ لفرض سيطرة العدو الإسرائيلي على هذه المنطقة، وتثبيت معادلة الاستباحة على شعوب هذه الأُمَّة، في: الدم، والعرض، والأرض، والمقدَّسات، ومسخ هذه الأُمَّة، يعني: هو عنوان يفترض به أن يكون كافياً في الاستفزاز لكل أبناء هذه الأُمَّة؛ لأنه يشمل كل بلدٍ عربيٍ مسلم، يشمل كل بلد مسلم في هذه المنطقة، في كل هذه المنطقة التي يعبِّر عنها الأعداء بعنوان [الشرق الأوسط]، حينما يقولون هذا الكلام، هم يعبِّرون بما فيه استهداف لكل هذه المنطقة.
مع ذلك يسكت الكثير من الناس (أنظمةً، وحكَّاماً، ونخباً)،وكأنه كلام غير جاد؛ هو كلام جاد بالفعل، الأمريكي يسعى لذلك فعلاً، والإسرائيلي يسعى لذلك فعلاً، ومعنى ذلك: مصادرة الحرية، والاستقلال، والكرامة الإنسانية، والعِزَّة الإيمانية على هذه الشعوب؛ لأن الهدف هو: تثبيت معادلة الاستباحة والسيطرة لصالح العدو الإسرائيلي، وفرض الاستسلام على بقية أبناء هذه الأُمَّة له، ومعنى ذلك: الخزي في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة، معناه: القبول بالذل، والاستعباد، والقهر، والهيمنة، من أسوأ عدو، من عدوٍ سيء، العدو الإسرائيلي بكل سوئه، لا ينبغي القبول بالذل والاستعباد لهذه الأُمَّة، من المعيب على هذه الأُمَّة، على مستوى العرب، العرب شعوب كثيرة، والشعب العربي بنفسه شعب كبير جدًّا، ما الذي يدفعهم لأن يقبلوا بالذل، والاستسلام، والاستعباد لعدوهم السيء (اليهود الصهاينة)؟! ما الذي يدفعهم إلى ذلك؟! هذا ما لا ينبغي إطلاقاً حتى بالفطرة الإنسانية.
بالأمس أعلنت أمريكا عن عقوبات إضافية ضد كوبا، كوبا على مدى أكثر من ستين عاماً وهي ثابتة في نهجها التحرري، الرافض للهيمنة والسيطرة الأمريكية عليها، بالفطرة الإنسانية، ما بالك بنا نحن العرب والمسلمون جميعاً! ومع الفطرة الإنسانية دين الله، كتاب الله، هدى الله، إرث الرسل والأنبياء، الكفيل بأن يجعلنا نفسياً ووجدانياً في أرقى مستوى من الكمال الإنساني، ولكن أين نحن من كل ذلك؟! إذا كانت بلدان ودول، وكوبا قريبة من أمريكا، قريبة جدًّا، وهي بهذا المستوى من الثبات، لم تخضع للأمريكي وهو يحاصرها على مدى أكثر من ستين عاماً، ويزيد في كل حقبة زمنية من إجراءاته العقابية ضدها، وهي ثابتة على نهجها التحرري، بالفطرة الإنسانية.
لن تنعم شعوبنا بالسلام إطلاقاً من خلال الخنوع، والقبول بالاستباحة، والتفريط في مبادئها الإسلامية، وقيمها الإسلامية؛ إنما هي تتيح الفرصة لعدوها لاستكمال مخططاته في السيطرة التَّامَّة عليها.
إذا كان الهدف هو:كي لا ندفع قيمة وثمن الموقف، في التضحية التي في إطار الموقف الحق، التضحية في سبيل الله، وفي إطار الموقف الحق، تضحية ثمرتها عِزَّة، وانتصار، وصمود، وحُرِّيَّة، وكرامة؛ فالهروب من أن ندفع مثل هذا الثمن، والذي كبر نتيجةً لتفريط الأُمَّة حتى وصل الحال إلى ما وصل إليه، وإلا لكانت الأُمَّة في موقف متقدِّم أصلاً، لم تكن قد وصلت إلى هذه المرحلة، لو استمرَّت وثبتت على نهجها الحق، على إيمانها، لكن حالة التَّدَنِّي على مدى زمن طويل أوصلها إلى ما وصلت إليه؛ فعلى كُلٍّ، إذا كان الهدف من الاستسلام والخنوع، كي لا نقدِّم التَّضحيات في إطار الموقف؛ فالخسارة الرهيبة الكبيرة جدًّا بذلك هي أكبر بكثير، وبما لا يقارن إطلاقاً، مع تضحية الموقف الحق، تضحية الموقف الحق تبقى محدودة، ولها ثمرة، ولها نتيجة؛ أمَّا الخسائر الكبرى في الدنيا ثم الآخرة، نتيجة الخنوع والقبول بالاستسلام، وهذه قضية خطيرة جدًّا.
الله قد رسم لأُمَّتنا- بعلمه، وحكمته، وهدايته، مع تأييده- طريق السلام، والعِز، والمَنَعَة، والردع للعدو:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال:60]، هذا هو الردع: أن تكون الأُمَّة قوية، في الموقف القوي، وأن تتَّجه للأخذ بأسباب النصر، والعِزَّة، والقوَّة، والمنعة؛ لتردع العدو عن الاعتداء عليها.
النموذج الإيراني، الذي شاهدناه على مدى اثني عشر يوماً، في الرد على العدو الإسرائيلي، وفي التَّصَدِّي للعدوان الإسرائيلي والأمريكي، هو نموذج يبين لنا بالفعل كيف هي ثمرة هذا التَّوَجُّه الصحيح، وفق هداية الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في إعداد القوَّة، وأيضاً في تفعيل هذه القوَّة، تفعيلها بإرادة قوية، وبموقفٍ فعليٍ قوي.
كان من عناصر القوَّة في الموقف الإيراني، هو: الثبات على الموقف، يعني: لم يستسلموا، عندما شُنَّ عليهم العدوان، لم يتَّجهوا للخضوع، والخنوع، وتقديم التنازلات، وتلبية الأوامر الأمريكية والإسرائيلية، فيقدِّمون قائمة من الالتزامات، والتراجعات، والتنازلات؛ بل اتَّجهوا إلى الرد على العدوان.
ومن عناصر القوَّة أيضاً كان هو: هذا الرد، القرار بالرد، وأيضاً الرد بفاعلية عالية، بقوة، وهي نتيجة لإعداد، إعداد القوَّة، تلك الصواريخ بأنواعها صناعة إيرانية، إنتاج إيراني، له هذه الميزة: صناعة وطنية، وإنتاج انتجه الشعب الإيراني، وأنتجه النظام الإسلامي في الجمهورية الإسلامية، والنتيجة هي كانت هذه النتيجة في الرد القوي، الفاعل، الحاسم، الذي أجبر العدو الإسرائيلي، بالرغم من الدعم الأمريكي، والمشاركة الأمريكية، والدعم البريطاني الواضح، والألماني، والفرنسي، بالرغم من كل ذلك أُجْبِر العدو الإسرائيلي نتيجةً لهذا الرد الفاعل القوي على التَّوَقُّف عن الاستمرار في العدوان، اثني عشر يوماً وتوقَّف، لم يستطع أن يستمر؛ لأنه يدفع ثمن عدوانه كُلفةً باهظة؛ نتيجة القصف المؤثِّر عليه، المدمِّر، والاستهداف القوي، هذا هو نموذج يبيِّن لهذه الأُمَّة ثمرة الإعداد، وثمرة- مع الإعداد للقوَّة- التفعيل لهذه القوَّة ضد العدو، بالرغم من الحرب النفسية الهائلة جدًّا، التي كانت متزامنةً مع العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران.
لماذا لم يستمر العدوان الإسرائيلي إلا اثني عشر يوماً؟ واضح؛ لأن هذا الرد القوي أرغم العدو الإسرائيلي على وقف عدوانه، هذا يبيِّن لنا المعادلات الصحيحة، التي تشكِّل حمايةً للأُمَّة في كل شعوبها وبلدانها:
- معادلة الردع.
- معادلة الرد القوي.
- معادلة بناء القوَّة.
لمَّا كان هناك إرادة وقرار، وكان هناك ثبات في الموقف، وكان هناك إمكانات، هي نتيجة لإعداد مسبق، وجاد، ورد فاعل ومؤثِّر، ووحدة وطنية في الجمهورية الإسلامية في إيران، التفاف شعبي واسع، والتفاف من مختلف الأطياف حول القوات المسلَّحة والقيادة في إيران؛ كانت الثمرة ثمرة منع العدو وإرغامه على وقف عدوانه، وإلَّا لاستمر العدوان على الجمهورية الإسلامية كثيراً، لَمَا توقف، والآن كذلك هناك جهوزية تامَّة للرد القوي بأقوى مما مضى على العدو الإسرائيلي، إذا عاد مجدداً إلى الاعتداء من جديد.
نجد أيضاً فاعلية الموقف في جهاد الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، بالرغم من إمكانات محدودة جدًّا، ماذا لو توفَّرت لهم ما بحوزة الجيوش العربية من إمكانات، كيف سيفعلونها هم؟ لأنهم يمتلكون الإرادة، المعنوية العالية، الوعي، التَّوَجُّه الصحيح، هم أعاقوا العدو الإسرائيلي وفشل، وهو فاشل في معركته في مواجهتهم؛ ما يفعله ضد الأهالي في قطاع غزَّة ليس نصراً له، إبادة جماعية، قتل للأطفال والنساء، تدمير للمساكن، هذا شيء آخر، إجرام بكل ما تعنيه الكلمة؛ لكن فيما يتعلَّق بالمواجهة العسكرية والقتال، هو ظهر بحجم ما يمتلكه، وما بحوزته من إمكانات، وما يحشده من فرق عسكرية، في مقابل عدد محدود من المجاهدين في قطاع غزَّة، وبإمكاناتهم البسيطة جدًّا، والمحدودة للغاية على المستوى المادي، وعلى مستوى أنواع السلاح؛ مع ذلك كيف فاعليتهم، وتأثيرهم، وثباتهم؛ وكيف عجز العدو الإسرائيلي، لا هو تمكَّن من القضاء عليهم وإنهاء المقاومة في قطاع غزَّة، ولا هو تمكَّن من أن يستعيد أسراه دون صفقة تبادل، والآن هناك مفاوضات، نأمل أن تصل- إن شاء الله- إلى نتيجة.
على كُلٍّ، الاتِّجاه الصحيح والموقف الصحيح لأُمَّتنا هو واضحٌ، أن تتَّجه هذا الاتِّجاه الذي رسمه الله لها:
- في تحمُّل مسؤولياتها المقدَّسة.
- في الجهاد في سبيل الله تعالى.
- في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تخلِّيها عن هذه المسؤوليات المقدَّسة التي هي ليست عبئاً عليها، ولم يرد الله أن يجعل هذه المسؤوليات لتكون عبئاً على هذه الأُمَّة؛ بل لتبنيها وتحميها، هي مسؤوليات إذا تحرَّكت فيها الأُمَّة، بنت الأُمَّة، وحمت الأُمَّة، وكانت عِزّاً وقُوَّةً للأُمَّة؛ وإذا فرَّطت فيها، تحوَّلت هذه الأُمَّة- مثلما يعاملها أعداؤها الآن- مأمورةً بالمنكر، منهيةً عن المعروف، صاغرةً ذليلةً، مستعبدةً مقهورة، وهذا هو الحال الذي يريده لها الأعداء، وهم فعلاً يأمرونها بالمنكر، وينهونها عن المعروف، بالرغم من كل ما يفعله العدو الإسرائيلي:
- يحتل الأوطان.
- يدمِّر مساحة واسعة من الممتلكات، وينهب الكثير.
- وفي نفس الوقت ماذا يفعل تجاه المقدَّسات وأقدس المقدَّسات؟ يُحَرِّق المصاحف، يمزِّقها، يدمِّر المساجد، ينتهك حرمة المسجد الأقصى.
- ويرتكب الإبادة الجماعية، وأفظع وأبشع الجرائم.
مع كل ذلك يُستَكْثَر على أبناء أُمَّتنا أن تتَّخذ أي موقف ضد هذا العدو، الذي هو بهذا المستوى من العدوانية، والظلم، والسوء، والإجرام، يُسْتَكْثَر عليها ذلك، ويأتي من ينهاها عن أن تقف أي موقف ضد العدو الإسرائيلي، موقفاً ضد عدوانه، ضد إجرامه، ضد طغيانه، أي موقف: سياسي، عسكري، اقتصادي... أي موقف مضاد لعدوانيته وهمجيته وإجرامه، كم يتوجه اللوم إلى من يتَّخذ هذا الموقف، حتى من وسائل الإعلام الكثيرة، مما هو محسوب على هذه الأُمَّة!
الأُمَّة بحاجة إلى أن تعود-فعلاً- إلى كتاب الله تعالى، وإلى النهوض بمسؤولياتها المقدَّسة، انظروا ما هي اللغة التي يخاطبنا بها الغرب؟ اللغة التي تخاطبنا بها- كعرب، وكمسلمين بشكلٍ عام- أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الغرب الكافر؛ لغة الاستكبار، اللغة التي تصادر علينا كأمةٍ مسلمة كل الحقوق، كل الحقوق، لا تعترف لنا بحق أبداً، والتي تتنكَّر لكل حقوقنا، وتنهانا عن أي موقف للدفاع عن حقوقنا المشروعة، سواءً عن وطنك، عن ثروتك، عن مقدَّساتك، عن دينك، عن حقك في الحياة، يفعل الإسرائيلي كل ما يفعل، كل ما يبتدئه هو: عدوان، احتلال، إجرام، قتل، تدمير، يقولون: [الإسرائيلي يدافع عن نفسه، وهم معه في الدفاع عن نفسه]! وكأن العرب ذهبوا إلى الإسرائيليين وهم في بلاد في أقصى الأرض ليهاجموهم، ويفتكوا بهم، ويقتلوا أطفالهم ونسائهم، ليقول الغرب ذلك! تنكُّر لكل الحقائق.
مع ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من اغتصاب، وهتك للحرمات، وانتهاك للكرامة الإنسانية، من تعذيب، واختطاف، وتدمير... كل أنواع الجرائم، الغرب لا يستنكر ذلك، ولا يقف الموقف العملي تجاه ذلك، ويستمر في تقديم كل أنواع الدعم للعدو الإسرائيلي.
ولـذلك فنحن في يمن الإيمان على بصيرةٍ وبيِّنةٍ من صحة موقفنا؛ بل من أهمية هذا الموقف، وقيمته الإيمانية والدينية والأخلاقية، وأهميته وضرورته- كذلك- فيما يتعلَّق بنا كأمةٍ مسلمة، أن نكون أحراراً، أعِزَّاء، كرماء، مهما كانت التضحيات، ومهما كان حجم التحديات، ومهما واجهنا من صعوبات، هذا الموقف ضروري، والاستمرار فيه ضروري، وعمل عظيم ومُقدَّس، والعدو الإسرائيلي وداعموه يضعون هذه الأُمَّة:
- إمَّابين خيار الاستسلام، والذل، والقبول بمعادلة الاستباحة.
- وإمَّا أن يكونوا في إطار موقف، يتصدون لذلك.
ليس هناك خيار سلام مع العدو الإسرائيلي، الخيار استسلام، إلَّا أن يُرغم العدو الإسرائيلي إرغاماً.
تصدر تهديدات في هذا الأسبوع من العدو الإسرائيلي، تهديدات العدو الإسرائيلي واعتداءاته لا تثنينا أبداً عن موقفنا؛ بل تزيدنا تصميماً وعزماً.
العدو الإسرائيلي نفَّذ فيما سبق خمس عمليات، اعتدى فيها على بلدنا، وشن فيها (مائة وسبع غارات جَوِّيَّة، وقصف بحري)، لم تؤثِّر أي تأثير على موقفنا، وزادتنا تصميماً.
الأمريكي كذلك، في الجولة الثانية من التصعيد على مدى سبعة أسابيع، نفَّذ أكثر من (ألف وسبعمائة غارة جَوِّيَّة وقصف بحري)، استخدم فيها طائرات الشبح، وقاذفات القنابل... ومختلف أنواع الطيران الحربي الذي بحوزته، وفشل، لم يؤثِّر على موقفنا.
كل التضحيات التي نضحيها في سبيل الله هي محل اعتزاز، وفخر، وشرف، وهي تضحيات مثمرة، مقبولة عند الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، لها نتائجها العظيمة في الدنيا والآخرة.
الاستمرار، والثبات في الموقف بصبر وصمود، هذا من أساسيات الموقف، وله نتائجه، وفي وعد الله الحق يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى":{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[البقرة:155]، ويقول:{وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة:249]، ويقول:{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة:153]؛ ولـذلك نحن مستمرُّون في موقفنا، ثابتون عليه، نتصدَّى للعدو الإسرائيلي في أي عدوانٍ، في أي مواجهة، ونحن على قناعة تامَّة بعدالة قضيتنا، وصِحَّة موقفنا، وضرورة موقفنا في الدنيا، وأهميته لنا في النجاة من عذاب الله في الدنيا والآخرة.
أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني يوم غد- إن شاء الله- في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات:
- جهاداً في سبيل الله.
- ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم.
- وتأكيداً على الاستمرار والثبات على الموقف.
نَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛
سبأ