اليمن رأس حربة الردع ومصدر إزعاج "إسرائيل"
السياســـية : تقرير || صادق سريع*
"اليمن رأس حربة الردع الإستراتيجي لمحور المقاومة ضد 'إسرائيل'، لقدراته العسكرية المتنامية، وحرية المناورة خارج الحسابات التقليدية للمحاور الإقليمية، واستقلالية قراره السياسي والعسكري"، هكذا أكد الخبير العسكري الصهيوني يوني بن مناحيم.
وقال: "اليمنيون يرغبون في ترسيخ موقعهم كقوة مستقلة داخل محور المقاومة، كجبهة تحمل مشروعاً تحررياً خاصاً غير تابع لأي جهة، يتصدر الدفاع عن القضية الفلسطينية ويعزز حضور اليمن كقوة إقليمية يتصدى لأي عدوان أمريكي - صهيوني".
وأضاف، في مقال بعنوان "تصاعد تهديد اليمنيين لـ'إسرائيل'"، نشره في موقع "مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية (JCFA)" العبري: "عجز الجيش الإسرائيلي بقلة المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وتحديد بنك الأهداف، يمنح اليمنيين تفوقاً عسكرياً وميدانياً".
إقرار بالقلق
واعتبر العمليات العسكرية الأخيرة، التي نفذتها قوات المسلحة اليمنية بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد بيافا وموانئ حيفا وأم الرشراش ومدينة عسقلان المحتلات، تأكيد استمرار إسناد اليمن لغزة حتى وقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتجويع التي تُرتكب بحق سكان القطاع.
وأكد قلق قادة وعساكر "إسرائيل" من تنامي القدرات العسكرية لصنعاء باعتبارها المصدر الأول لإزعاج "إسرائيل" باستمرار وتصاعد الهجمات على أهداف في الكيان، وقد اتضحت مخاوف الأخير في إعلان وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس، الذي أطلقه مؤخراً، بجعل البنية التحتية في مناطق حكومة صنعاء الحرة وقيادة حركة "أنصار الله" هدفاً مشروعاً لعدوان كيانه.
وأقر بن مناحيم، وهو صحفي ومراسل ومحلل سياسي عسكري إستراتيجي، وضابط مخابرات في الجيش الإسرائيلي، بتحوّل اليمن إلى ساحة استنزاف مركزية لكيانه، بعد أن أصبحت قوات صنعاء صاحبة اليد العليا في فرض معادلات الردع، في ظل مخاوف عساكر الكيان من أن تتحوّل جبهة اليمن إلى جبهة مواجهة مباشرة تُكبّد "إسرائيل" خسائر فادحة، ليس من باب المبادرة، بل من باب الضرورة العملياتية والإستراتيجية.
وقد استهلّت القوات المسلحة اليمنية، في أول أيام شهر يوليو الجاري، بإعلان تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية استهدفت مطار 'اللد' الدولي بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2"، وثلاثة مواقع حساسة في حيفا وأم الرشراش وعسقلان المحتلات.
..واختراق غير مسبوق
وعلّقت مِنصات الإعلام العِبري على نتائج العمليات العسكرية اليمنية الأربع بالصواريخ والمسيّرات التي استهدفت مواقع حيوية في عمق "إسرائيل".
وقد أقرّت صحيفة "كالكاليست"، إن إسقاط الصاروخ اليمني على مطار اللد "بن غوريون" تسبب في إلغاء عشرات الرحلات الجوية والحجوزات بنسبة 47% وسط تحذيرات من شلل في قطاع الطيران الإسرائيلي.
واعتبرت "قناة 12" أن العملية اليمنية على مطار اللد "بن غوريون" الدولي الرئيسي اختراقاً استخباراتياً غير مسبوق، ولم يكن يتوقعه المسؤولون والعسكريون في الكيان في ذلك التوقيت.
وأقرّ موقع "إيمس" بهروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ بعد سماع دويّ صفارات الإنذار في مئات مستوطنات الكيان بعد أسبوع من الهدوء، بفعل إطلاق صاروخ من اليمن.
وتواصل القوات اليمنية المسلحة فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا الرئيسي، في ظل استمرار الحصار البحري المفروض على سفنها في البحر الأحمر، الذي أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل.
وقد أطلقت - بفضل الله وتأييده - أكثر من 1,240 صاروخاً ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية تابعة للعدو الأمريكي والبريطاني و"الإسرائيلي"، في بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، إسناداً لغزة.