توهَّـم الردع.. فسقط في الفخ
عبد الله عبد العزيز الحمران*
الكيان الصهيوني توعّد ونفّذ.. لكن اليمن أجهض الهجومَ وأشعل البحرَ والعمقَ برسالة لا تُنسى.
الحسابات الخاطئة
لم تكن الضربة الجوية التي نفّذها الكيان الصهيوني ضد اليمن إلا فصلًا جديدًا من سلسلة الأوهام الأمنية التي يعيشها قادة تل أبيب.
راهنوا على الخوف، وعلى الضربة السريعة، وظنوا أن اليمن سيرتبك تحت وقع القصف، لكن ما حدث كان العكس تمامًا.
الهجوم الجوي... تكسّر على جدار الجهوزية
الضرباتُ الجوية التي استهدفت بعض المواقع المدنية لم تحقّق أهدافها.
فجهوزية الدفاع الجوي والتدابير الاستباقية أحبطت مفعول الهجوم، وسَرعانَ ما عاد المشهدُ للهدوء… حتى دوّت الصفعة في المقابلة من البحر إلى العمق.
في البحر... السفينة تحترق والرسالة تصل
السفينة التي استهدفتها القوات اليمنية في عرض البحر الأحمر، ليست مُجَـرّد سفينة عابرة.
إنها هدف نوعي مرتبط بمصالح الكيان. احترقت وغرقت، لتؤكّـد أن معركة البحر لم تعد حكرًا على الدول الكبرى، وأن اليمن حاضر بقوة في معادلة الردع البحري.
- "من يحاول التحكم بالمياه اليمنية، سيغرق في لهيبها". هكذا علّق مصدر عسكري بعد نشر صور الحطام المحترق.
ريمة.. ورقة احترقت قبل أن تُستخدم
حاول العدوّ اللعب من الداخل، عبر أدوات أمنية وخلايا تحَرّكت بإيعاز خارجي، لا سِـيَّـما في محافظة ريمة.
لكن المخطّط سقط سريعًا، بفعل وعي المجتمع، ويقظة الأجهزة الأمنية.
- "ما عجزت عنه الحرب لن ينجزَه التسلل". بحسب تصريح من مسؤول أمني في وزارة الداخلية.
الرد اليمني... في العمق وبزخم ناري مضاعف
العملية العسكرية في عمق الأراضي المحتلّة جاءت بعد كُـلّ هذه الأحداث لتختم المشهد بقوة.
لم تكن فقط ردًّا على العدوان، بل كانت رسالة استراتيجية مفادُها أن اليمن قادر على اختيار الزمان والمكان ونوعية الهدف.
وقد طال القصف أهدافًا حساسة وذات قيمة عسكرية واقتصادية في العمق المحتلّ، وسط صمت وإرباك داخل مؤسّسات العدوّ.
- "لن تبقى تل أبيب بمنأى عن صواريخنا، ولن ننتظر حتى تأتي الضربة، بل نذهب إليها". من خطاب سابق للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
اليمن... البلد الذي اختنق فيه كُـلّ محتلّ
ليست هذه أول مرة يحاول فيها عدوٌّ ابتلاعَ اليمن.
فمنذ قرون، واليمن عصيٌّ على الكسر، يختنق فيه الغزاة، وينتصر فيه الأحرار.
واليوم، الكيان الصهيوني يخوض مغامرة يعلم الآن أنها كانت مكلفة.
وسبق وأن أكّـدت القواتُ المسلحة على لسان ناطقها بأن اليمن ليس لقمة سائغة، بل شوكة في حلق من يحاول ابتلاعه.
لسنا كغيرنا... ولسنا وحدنا
لقد أراد الكيان أن يختبر اليمن، فاختبر النار.
أراد أن يرسل رسالة ردع، فاستقبل رُعب الرد.
وأراد أن يُظهِرَ تفوُّقَه، فانكشفت هشاشتَه.
في معادلة هذه المرحلة، اليمن ليس الحلقة الأضعف، بل العقدة الأصعب، ومن يفكّر بالاعتداء عليه، عليه أولًا أن يكتب وصيته.
*المقال يعبر عن رأي الكاتب
*المسيرة نت