سياسي أردني: اليمن أستعاد كرامة الأمة بإسناده لغزة
السياسية : تقرير || صادق سريع*
قال عضو اللجنة المركزية للحركة القومية الأردنية، محمود مصلح: "اليمن قدّم، على مدى أكثر من 20 شهرًا، في إسناد غزة نموذجًا فريدًا في التضامن العربي والمساندة الفعالة المؤثرة في واقع الميدان العسكري والسياسي، بالعمليات البحرية والجوية والسيبرانية ضد الاحتلال وحلفائه".
وأضاف: "جبهة الإسناد اليمنية أحدثت تغييرات إستراتيجية ملحوظة، عطّلت خطوط الملاحة والتجارة الصهيونية والغربية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما يسعنا أن نقول: إن الجغرافية العبقرية لموقع اليمن كانت سندًا لفلسطين واليمن".
وتابع في حوار لـ"عرب جورنال" حول موقف اليمن المساند لغزة: "لقد واجه الصهيوني ردًا يمنيًا نوعيًا أثبت فيه اليمن أن إرادة الشعوب أقوى من ترسانة العدو، ونجح اليمن بصموده وتطوره العسكري في إفشال أهداف العدوان".
وأكد: "نجاح العمليات اليمنية سينعكس على قوة المفاوض السياسي للمقاومة الفلسطينية في غزة، مما سيعزز محور المقاومة ككل، ويرسل رسالة واضحة بأن اليمن ماضٍ في دعم غزة، مهما اشتد العدوان وتعددت الجبهات".
وقال: "عمليات اليمن المساندة لغزة استنزفت موارد الردع البحري لأمريكا وبريطانيا، وأجبرتها على التفكير كثيرًا في مدى تأثير جبهة اليمن ليس في هذا الصراع فقط، بل في المنطقة والتجارة العالمية أيضًا، وفي المقابل تم إعادة تشكيل معادلة ردع بحرية جديدة في البحر الأحمر، سيدها اليمن".
وأضاف: "أقول بإيمان وثقة إن اليمن اليوم قوة إقليمية صاعدة، بعد أن غيّر قواعد الاشتباك، وبات يشكل عمقًا إستراتيجيًا للمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق".
وتابع: "وليس عبثًا مصطلح وحدة الساحات، مع أنه تعرّض لما تعرّض له، إلا أنه وُجد ليبقى، مما قوّض الهيمنة الأمريكية البحرية، وفرض معادلة (أمن غزة من أمن اليمن)".
وأكد أن اليمن العظيم بمقاومته ورجاله الأوفياء استعاد جزءاً من كرامة الأمة، وأثبت أن الكرامة لا تحتاج لثروات، بل لإرادة، وشكّل إحراجًا كبيرًا للأنظمة المتخاذلة التي تخدم المشروع الأمريكي الصهيوني، وأعاد رسم مشهد المقاومة كجبهة موحدة ومتصاعدة.
وأشار إلى أن العدوان الصهيو - أمريكي على اليمن يأتي في إطار العدوان على الأمة واستهداف كل قوى التحرر في الإقليم، ونعد هذا العدوان على اليمن امتدادًا لعجز العدو في ميادين أخرى.
المؤكد في نظر عضو الحركة القومية الأردنية، مصلح، أن أثر مواقف اليمن المساندة لغزة على الأمة ستبقى فيها شعلة النضال وروح الثأر، وفاءً لدماء الأبرياء والشهداء.
والمحسوم برأيه، أن غزة ستنتصر لأنها لم تلقِ السلاح وما زالت تقاوم، وتبادر وتفاجئ العدو، وهذا يضعنا أمام تحوّل تاريخي، لأن النصر هنا لا يُقاس بالأرض فقط، بل بالصـمود والكرامة والإرادة، بانتصار الإرادة الشعبية على الآلة العسكرية.
وماذا عن النظام العربي الرسمي؟ هو "شريك مباشر في الإجرام الصهيوني، بشرعنته للاحتلال بالتطبيع السياسي والاقتصادي، وتقديم التسهيلات للعدو على حساب دماء الفلسطينيين، والصمت عن المجازر، بل وتبريرها تحت عناوين زائفة كـ(السلام) و(الاستقرار)".
السياسي الأردني المقاوم وجّه ثلاث رسائل للأمة، قال في الأولى لجماهير الأمة العربية والإسلامية: "تمسّكوا بفلسطين، فهي بوصلتكم وعنوان كرامتكم وقضيتكم الأولى، وأنتم لستم عاجزين، بل أنتم القوة الحقيقية، والأنظمة الخانعة إلى زوال.. أقول كما قال لكم أنطون سعادة: إن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه العالم، ونحن قوم كلما وصلنا قمة تراءت لنا قمم".
وأضاف في الثانية إلى أحرار وشرفاء العالم: "لا تنخدعوا بحديث الغرب عن 'القيم والديمقراطية'، فهم يدوسون على القيم بأقدامهم حين تُستباح غزة وأطفالها.. وهذا العالم لا تحكمه أي قوانين، بل يحتكم لمنهج القوة، والقوة فقط".
وأنهى الحوار بتوجيه الرسالة الثالثة إلى قوى محور المقاومة: "أنتم رأس الحربة وصنّاع التاريخ في مواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه بمحور الشر العالمي".
وأضاف: "فأنتم لا تدافعون عن قضيتنا ووطننا وأمتنا وحسب، بل أنتم مشاعل النور لقهر الظلام والظلم في هذا العالم، وأنتم أصحاب الحق، والحق أحق أن يُتّبع. إن النصر صبر ساعة، وغزة صبرت كثيرًا.. فاستحقّت النصر".
وتواصل القوات المسلحة اليمنية فرض الحظر الجوي والبحري على "إسرائيل"، بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا، إسنادًا لغزة، في ظل استمرار الحصار البحري الذي أدّى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش.
وقد أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,240 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 240 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" في بحار الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
كما أسقطت ثلاث طائرات من طراز "F-18" تابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، و26 طائرة من طراز "MQ-9"، منها 22 في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي منذ 26 مارس 2015 وحتى 2023.