سياسي مصري: اليمن أصبح القوة الحاكمة في البحر الأحمر
السياســـية : تقرير || صادق سريع*
قال المتحدث الرسمي للمؤتمر الناصري المصري، المهندس أحمد الدكم: "إن دخول اليمن كلاعب أساسي في محور المقاومة، وفرض قوته على مسرح الأحداث لإسناد غزة، هو أمر تتجاوز أهميته ما يصفه المحللون، وقد أصبح قوة حاكمة في البحر الأحمر".
وأضاف، في حوار لموقع "عرب جورنال" حول مواقف اليمن في دعم القضية الفلسطينية ونصرة غزة وإسناد مقاومتها ضد الاحتلال والعدوان الصهيوني: "الدعم العسكري اليمني ينعكس بصورة مباشرة على شعبنا العربي في غزة، وعلى المقاومة التي تزداد قوة وفعالية وتدرك أنها ليست وحدها".
وتابع: "اليمن لا ينوب عن إيران، وقراره نابع من إرادته؛ بدليل أنه بعد توقف المعركة العسكرية بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية، ظلّت المقاومة اليمنية تواصل عملياتها في البحر الأحمر، محققة أهدافًا عسكرية بإغراق سفن حربية وتجارية تساند الكيان الصهيوني".
وكان اليمن أعلن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكريًا بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
متحدث المؤتمر الناصري، الدكم، أكد التأثير الإيجابي لجبهة الإسناد اليمنية لغزة في تقوية موقف مصر، التي ازدادت صلابتها برفض التهجير، وتفوقت في ميزان القوة العسكرية، بعد أن خسرت "إسرائيل" في هذه الحرب من الأفراد والمعدات أكثر مما خسرته في يونيو 1967 وأكتوبر 1973، وهذا يصب في مصلحة مصر بشكل مباشر، وفي مصلحة محور المقاومة.
وأكد أن العمليات العسكرية اليمنية المستمرة المساندة للشعب الفلسطيني، ومقاومته الشجاعة في قطاع غزة، قد حققت مكاسب إستراتيجية لقوى المقاومة العربية، وللأمن القومي العربي والإسلامي، والدول والشعوب العربية والإسلامية.
وتستمر القوات اليمنية بفرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها، وقد أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
وعن صمود المقاومة الفلسطينية في وجه أبشع عدوان عرفته البشرية، قال: "إن مقاومة الرُّوع الصهيوني هي مواجهة بين الإنسانية والفاشية في أسوأ صورها، وما قدمته المقاومة من انتصارات جعل العدو يبحث عن نصرٍ مزيف، لكن المقاومة كانت مدركة لمعركة الوعي والبارود".
وأضاف: "ما رأيناه من حصاد على المستوى العسكري هو هزيمة لا ريب فيها للكيان الصهيوني، مشاهد تدمير آلياتهم ومواجهتها بأقدامٍ حافية وأيدٍ تحمل بارود الشرف والكرامة، وأسر جنودهم".
المؤكد بنظر السياسي الدكم أنه: "لولا صمود المقاومة، لأصبح الجميع في مواجهة مباشرة مع أمريكا و'إسرائيل' دون إعداد، ولأن مرحلة الإعداد كانت تتطلب المناورة السياسية، فقد كانت مصر صاحبة المبادرة بتقديم خطة لإعمار غزة ووقف الحرب، وهو الأمر الذي تكاتفت ضده قوى الشر، خاصة عرّابي الخيانة في المنطقة، من عروش صنعها الاستعمار والإمبريالية".
والأمر المحسوم وفق قناعته، هو علم الجميع أن المشروع الصهيوني يستهدف الجميع، وأن المعركة المصيرية مع الكيان مؤجلة، وسيقاتل فيها ضده الجميع، ليس راغبين، بل مُكرَهين.
يُشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت، بفضل الله وتأييده، أكثر من 1,245 صاروخًا ومسيّرة إلى عمق الكيان، واستهدفت أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.
وأسقطت ثلاث طائرات من طراز "F-18" لحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، و26 طائرة من طراز "MQ-9"، منها 22 في معركة إسناد غزة، وأربع خلال العدوان الأمريكي - السعودي، منذ 26 مارس 2015 وحتى 2023.