سياسي ليبي: اليمن العظيم قوة ذات سيادة وقرار مستقل
                    السياسية : تقرير || صادق سريع*  
بثقة الثائر الحر المتمترس في خنادق الأحرار، والمثقف العربي المتشبع بعقيدة المقاومة وعلوم السياسة وثقافة التاريخ وفكر التحرر والحرية وطموح الاستقلال، ولغة المجاهد المتعلق بحب الجهاد ضد أعداء الأمة العربية، قرأ الأمين العام للحركة الوطنية الشعبية الليبية، الدكتور مصطفى الزائدي، تاريخ اليمن وسرد فصول قصة مواقفه العربية ودوره البطولي في معركة إسناد غزة.
وقال: "ما يقوم به اليمنيون اليوم في إسناد غزة هو تجلٍ لوعي عميق بطبيعة الصراع العربي - 'الإسرائيلي'، وإدراك راسخ بأنه صراع وجود، وليس مجرد صراع سياسي أو اقتصادي، أو نزاع على الحدود الجغرافية".
وأضاف، في حوار لموقع "عرب جورنال" حول دور اليمن في إسناد غزة ومقاومتها ونصرة القضية الفلسطينية، وحال أوضاع الأمة العربية: "اليمنيون بإسنادهم لغزة يؤدون الدور الذي يجب أن يقوم به كل مواطن عربي شريف".
وتابع: "اليمن، الذي خاض معارك التحرير ضد الاستعمار البريطاني، وتجاوز محطات الوحدة والانقسام، أصبح اليوم نموذجاً حقيقياً لإرادة الأمة حين تتحرر من التبعية".
وأكد: "إن استمرار اليمن العظيم في إسناد الشعب الفلسطيني ودعمه عسكرياً، رغم الظروف الاقتصادية والعسكرية الصعبة، ورغم ما يعانيه من تحديات داخلية وحالة الحرب المفروضة عليه منذ أكثر من عقد من الزمان، يعبّر عن ولادة قوة وطنية مستقلة تملك قرارها السيادي".
وعقب انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة على كيان الاحتلال، أعلن اليمن في نوفمبر 2023، معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، إسناداً لغزة عسكريًا، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمملوكة لها والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
وزاد: "أي دولة عربية تستطيع أن تمتلك قرارها السياسي والسيادي، وتتحرر من الهيمنة الخارجية، ستتمكن من القيام بما يقوم به اليمنيون اليوم، ولهذا فإن التقدير والاحترام يجب أن يُوجّه لهذا الشعب العظيم".
برأي أمين الشعبية الليبية الزائدي، فالواقع يؤكد أن حركة "أنصار الله" باتت قوة وطنية تمتلك الإرادة، وتتحرك من منطلقات قومية، وتؤمن بالله تعالى وتعتمد عليه.
وفي أدبيات فكره المقاوم، فالعدو لا يستهدف شعباً بعينه، بل يسعى لتفكيك الأمة وتمزيقها والسيطرة على قرارها السياسي والاقتصادي والثقافي.
وعن حال الأمة العربية، قال: "تمر بحالة وهن خطيرة جدًا، ويمكن القول: إن المخطط الاستعماري نجح في فرض حصار خانق على سكان غزة وسط صمت وخذلان عربي، وهذا نتاج عدم تمكين العرب من النهوض بعد مرحلة التحرر من الاستعمار المباشر، ودخلوا في مرحلة أخرى وهي الاستعمار غير المباشر عن طريق تقسيم الأمة إلى أجزاء".
وأضاف: "فلا نستغرب حالة الصمت تجاه العدوان الصهيوني على غزة، فالشعوب العربية أُخضعت وانشغلت بقضايا حياتية يومية، ولا تستطيع الانتباه، خاصة في ظل الضربات المتتالية وفشل المشاريع النهضوية، ما أدى إلى تيئيس العرب من إمكانية النهوض من جديد".
الرأي المؤكد وفق عقيدة السياسي الليبي، إن المشروع الصهيوني، وهو استمرار للاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي، نجح في بناء مقومات استمراره المؤقت عبر محيط هش وضعيف لا يستطيع أن يفعل شيئًا.
والنظرة المتشائمة حول مستقبل المنطقة وفق أبعاد رؤيته السياسية، هي" فيما تقوم به النُخب يشير إلى إن مستقبل المنطقة غير مبشّر لهذه الأمة التي تتجه نحو التفكيك وهيمنة الكيان الصهيوني".
ما يرجوه سياسي ليبيا في نهاية الكلام، هو أن تحدث حالة وعي مفاجئة تقلب الموازين تُفيق النخب الثقافية العربية التي تعيش اليوم حالة من الغياب، بل إن جزءًا منها بات مؤجَّرًا، ويُروّج للمشروعات الاستعمارية بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد الدولي وميناء حيفا في "إسرائيل"، والحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، و"توتور" في 12 يونيو 2024، ثم "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، والأخيرة "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.
وقد أطلقت، بفضل الله وتأييده، في معركة إسناد غزة، أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة إلى عُمق الكيان، واستهدفت أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين: الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي.
                

 
                    
                    
                    
                 
                         
                         
                         
                         
                         
                         
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    
 
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    