السياسية - وكالات :

تتجلى مآسٍ جديدة في قطاع غزة مع كل لحظة تمر، وتطفو على السطح بين الحين والآخر معاناة ثقيلة وأحزان غائرة، تتداخل معها مشاعر مختلطة من الألم، والعجز، والخوف؛ مع استمرار العدو الإسرائيلي في إمعانه الاجرامي مستهدفا كل شيء هناك.

وفي وسط ركام المتاجر، وأطلال الأسواق التي كانت بالأمس تعجّ بالحياة، تقف غزة اليوم على أنقاضها، تفتش عن نبضٍ باقٍ، وعن فتات أمل تحت الرماد.

ومن شارع عمر المختار إلى حي التفاح، ومن ورشات النجارة إلى محال الأحذية، تتكرر الشهادات بحسب موقع " فلسطين أون لاين" عن دمار شامل لمصادر الرزق، وبطالة طاحنة تجاوزت 300 ألف عامل وموظف، فيما تمنع سلطات العدو الاسرائيلي إدخال المساعدات، وتُطبق حصارها على ما تبقى من الحياة.

يقول التاجر محمد أبو داير: "كان المحل يطعمني، واليوم أبحث عن كيس دقيق ولا أجده"، في حين تحول الشاب سائد حمادة (31 عامًا)، من صاحب ورشة نجارة ناجحة إلى نازح يعيش مع زوجته وطفليه في مدرسة أصبحت مركز للإيواء.

المرأة الغزية لم تكن بمنأى عن هذا الانهيار. هناء عودة، خريجة جامعية وأم لثلاثة أطفال، كانت تعمل في إحدى رياض الأطفال الخاصة في مدينة غزة.

"الروضة تم تدميرها بالكامل، والجهة المشغلة اغلقت نشاطها نهائيًا بعد ما حرق المبنى بسبب القصف الإسرائيلي

اما محمد أبو عقلين، كان يعمل في محلٍ تجاري متخصص في بيع الأحذية الرجالية بكافة أنواعها، علق قائلا:"المحل الذي أعمل فيه تم تدميره بالكامل. كان معي عدد كبير من العمال لكن بسبب الحرب وعمليات القصف الاسرائيلي، خسرنا كل شي. اليوم ببيع أي شيء ألاقيه: مشط، بطارية، حتى أقلام مستعملة."

الناس في غزة لم يعودوا يسألون عن وظائف، بل عن الطعام والماء. في غزة اليوم، لا يسأل الناس عن الوظيفة، بل عن النجاة.

كارثة اقتصادية إنسانية متواصلة في قطاع غزة تُنذر بما هو أسوأ، طالما أن جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الإسرائيلي لا تزال تعمل بلا توقف، وطالما أن الحصار يُطبق أنفاس الحياة في كل زاوية من زوايا المكان.