اليمن يفرض معادلة الردع المركّب على "إسرائيل"
السياســـية : تقرير // صادق سريع
"صواريخ اليمن يُشكّل تهديداً لـ'إسرائيل'، بينما هجماتها العدوانية على المنشآت المدنية والخدمية في اليمن لا تؤثّر على قدرات اليمنيين، وهذا ما يجب الاعتراف به"، وفقاً لإقرار "القناة 14" العِبرية المحسوبة على اليمين المتطرّف.
كما أقرّت بأن "إسرائيل" تواجه تحدياً كبيراً في مواجهة التهديد اليمني المساند لغزة في المواجهة العسكرية التي وصفتها بـ"عمليات الكر والفر"، حيث يتبادل الطرفان الضربات لاستهداف أهداف حيوية.
وأكدت القناة الصهيونية المقربة من الحكومة اليمينية المتطرفة في الكيان، تمسك اليمنيين بموقفهم الثابت على مواصلة الحرب ضد "إسرائيل" حتى زوالها من أرض فلسطين المحتلة، في سبيل إسناد غزة ودعماً لفلسطين بإعتبارها قضيتهم المركزية المقدسة.
وشنت "إسرائيل"، فجر الأحد، عدواناً، استهدفت محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء للمرة الرابعة، بهجوم من البحر للمرة الثانية في عدوانها الرابع عشر على المنشات الخدمية في اليمن، إنتقاماً من موقفه المساند لغزة.
وفي اليوم ذاته، استهدفت القوات المسلحة اليمنية مطار اللد الدولي في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2"، تسبب في وقف حركة المطار جزئياً وهروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، مؤكدة في بيانها العسكري استمرار واجبها الديني والأخلاقي والإنساني حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة.
وأعلن اليمن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني، بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصارًا بحريًا على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها، في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.
الوعود الجوفاء
بدورها، أقرّت صحيفة "غلوبس" العِبرية بالتفوق الواضح للقوات المسلحة اليمنية في فرض معادلة الردع المركب بالهجمات الصاروخية شبه اليومية على "إسرائيل". (الردع المركب هو إستراتيجية عسكرية لمنع الخصم من القيام بعمل عدواني من خلال التهديد بردع قوي).
وقالت: "البيانات تناقض تصريحات وزير الدفاع إسرائيل كاتس، حيث نفذت 'إسرائيل' 14 عدواناً على اليمن في 680 يوماً، أي عدوان كل 48 يوماً، في حين أطلقت القوات اليمنية 70 صاروخاً باليستياً في 152 يوماً، أي بمعدل صاروخ كل يومين".
وأضافت -نقلاً عن الخبير الجيوسياسي العميد شموئيل إلماس: "إن مزاعم الفائدة المركبة التي هدد بها كاتس تحولت إلى وعود جوفاء، لقد نجح اليمن بفعالية في فرض الحصار البحري، في المقابل فشلت 'إسرائيل' في تحقيق هدف واحد من الأهداف التي أعلنتها، أبرزها رفع الحظر البحري ووقف الهجمات اليمنية".
وتابع ساخراً: "إن التهديدات التي طالما يطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على اليمن لم تحقق أي نتيجة تُذكر"، داعياً إياه إلى التزام الصمت.
وأكد: "إن على 'إسرائيل' أن تُدرك أنها هي من تدفع 'فائدة مُركّبة' لجهلها بتعقيدات جبهة اليمن، حيث إن تكرار نفس أي فعل وتوقع نتيجة أفضل هو أسلوب طفوليّ".
وأقر بإن القوات المسلحة اليمنية تمتلك قدرات تقنية وعسكرية ومهندسين موهوبين قادرين على إنتاج وصناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة محلياً.
وتواصل قوات صنعاء فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع استمرار الحصار البحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، وقد أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: روبيمار في 18 فبراير 2024، توتور في 12 يونيو 2024، ماجيك سيز في 8 يوليو 2025، إيترنيتي سي في 9 يوليو 2025.
خيارات وأرقام لا تكذب
برأي العميد الصهيوني إلماس لدى كيانه ثلاثة خيارات لا رابع لها لحل التهديد اليمني:
الأول: شن عملية برية على اليمن، لكن هذا يبدو غير ممكن لبُعد موقع اليمن وصعوبة الوضع الأمني في غزة.
الثاني: وقف العدوان على غزة، وإعادة الأسرى الصهاينة، لكن ما يعيب هذا الخيار أنه سيحقق لليمنيين شرط وقف العدوان على غزة مقابل وقف الهجمات على "إسرائيل".
الثالث: توجيه ضربة قاضية لإيران.
ومن وجهة نظر ساخرة لخبراء "غلوبس"، فإن تهديدات الوزير كاتس باستهداف قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي دفعت قوات صنعاء إلى تصعيد هجماتها بدقة أكثر على "إسرائيل"، بينما ضربات الأخيرة باتت أشبه باستعراض عسكري غير مجدٍ.
القول الفصل في تحليلها العسكري كأكبر وأقدم وأبرز صحيفة يومية من نوعها في "إسرائيل"، كونها تعتبر مصدراً رئيسياً للأخبار والتحليلات الاقتصادية: "إن الأرقام لا تكذب، فاليمن يحقق تفوقاً في معادلة الردع رغم قلة إمكاناته، بينما تحوّلت تهديدات الكيان إلى خسائر ملموسة على الاقتصاد والأمن الإسرائيلي".
يُشار إلى أن القوات اليمنية استهدفت في معركة إسناد غزة - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية، أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".

