دراسة تكشف مفتاحًا خفيًا يجعل الدهون تحرق السعرات الحرارية
السياسية - وكالات:
كشفت دراسة حديثة عن أن الحفاظ على حمض أميني واحد تحت السيطرة قد يكون أمراً حاسماً في تعزيز فقدان الوزن كجزء من العمليات الأيضية النموذجية في الجسم.
وهدفت الدراسة التي نشرتها مجلة "الأيض الطبيعي" Nature Metabolism وقادها مجموعة من الباحثين من مؤسسات متعددة في الولايات المتحدة، إلى تفسير سبب مساهمة تقليل السعرات الحرارية عمومًا في خسارة الوزن. في حين أشارت أبحاث سابقة إلى أن حمض السيستين الأميني قد يكون عاملًا، ولكن دوره لم يكن واضحًا حتى الآن.
ما نعرفه الآن هو أن استنزاف السيستين له تأثير في تحويل الدهون البيضاء (الرواسب المخزنة في الجسم) إلى دهون بنية (تستخدم لحرق الطاقة وإنتاج الحرارة)، وتعمل في الأساس كمحرك بيولوجي لفقدان الوزن، وفقا لما أورده موقع "ساينس" أليرت.
ويقول كريستيان ستادلر، مهندس في مجال الطب الحيوي من مركز بينينجتون للأبحاث الطبية الحيوية في الولايات المتحدة: "تشير هذه النتائج إلى استراتيجيات مستقبلية لإدارة الوزن قد لا تعتمد بشكل حصري على تقليل السعرات الحرارية".
وبعبارة أخرى، يبدو أن اتباع نظام غذائي متحكم فيه قد يكون استراتيجية فعالة لفقدان الوزن، وذلك في المقام الأول لأنه يقلل من مادة السيستين - الموجودة في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين - وأن حساب السعرات الحرارية وحده قد لا يكون الاستراتيجية المثالية.
ورغم أن الدراسة لم تشمل أشخاصًا خاضعين للاختبار، إلا أن الباحثين نظروا في بيانات 238 شخصًا سبق لهم المشاركة في تجربة نظام غذائي لخفض السعرات الحرارية . أظهرت البيانات أن لديهم نسبة سيستين أقل في أنسجتهم الدهنية، مما يشير إلى وجود صلة بين السعرات الحرارية والسيستين لدى الأشخاص أيضًا.
هناك احتمال أن يكون السيستين هدفًا لبعض الاختراقات الدقيقة لعملية التمثيل الغذائي في الجسم، على الرغم من أن هذا النهج يستحق الحذر: فقد تسبب منع السيستين في انخفاض الوزن بشكل يهدد الحياة لدى الفئران (على الرغم من استعادة الوزن عند تجديد مستويات السيستين)، ومن المعروف أن الجسم يحتاج إلى الأحماض الأمينية لكي تعمل الوظائف الأيضية الأخرى بسلاسة.
"بالإضافة إلى فقدان الوزن بشكل كبير وزيادة حرق الدهون الناتجة عن إزالة السيستين، فإن الأحماض الأمينية تلعب أيضًا دورًا أساسيًا في توازن الأكسدة والاختزال ومسارات الأكسدة والاختزال في علم الأحياء"، كما يقول ستادلر.
فيما يقول إريك رافوسين، عالم وظائف الأعضاء في مركز بينينجتون للأبحاث الطبية الحيوية: "إن الترجمة العكسية لتجربة تقييد السعرات الحرارية البشرية حددت لاعباً جديداً في عملية التمثيل الغذائي للطاقة".

