"إسرائيل" تقرّ : اليمنيون الأكثر جنوناً غير قابلين للردع
السياســـية: تقرير || صادق سريع*
"اليمنيون الأكثر جنوناً في المنطقة، غير القابلين للردع، والدخول في معركة معهم سيكون أمراً سيئاً على الكيان اليهودي"، هكذا أقرّ مسؤولون "إسرائيليون" كبار لصحيفة "جيروزاليم بوست" العِبرية.
وأضافت الصحيفة: "إسرائيل' فشلت في كبح اليمنيين عن إطلاق الصواريخ الباليستية والمسيّرات عليها منذ بدء عملياتهم المساندة لغزة نهاية 2023".
وتابعت، نقلًا عن مسؤولين عسكريين أمريكيين و'إسرائيليين' -أخفاء هوياتهم-: "اليمن يمثل تحديًا كبيرًا، واليمنيون طرف غير قابل للردع، بينما تحاول الاستخبارات 'الإسرائيلية' تكييف قدراتها مع هذا التهديد القادم من العدو البعيد".
وأكدت أن الحل الوحيد لوقف الحظر البحري والجوي وهجمات الصواريخ اليمنية المساندة لغزة على "إسرائيل" هو وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وشنّت "إسرائيل"، الخميس 28 أغسطس 2025م، عدوانًا بأكثر من 10 غارات على العاصمة صنعاء للمرة الخامسة عشرة مستهدفة أعيانًا مدنية، بزعم استهداف قيادات يمنية. وقبل ذلك، يوم 23 أغسطس، شنت عدوانًا على محطتي كهرباء حزيز وشركة النفط، ما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين وإصابة 86 آخرين.
صنعاء تنفي أكذوبة الكيان
وفي أول رد يمني عقب العدوان الصهيوني الذي أطلق عليه العدو "ضربة حظ"، أكد مصدر عسكري بوزارة دفاع صنعاء عدم صحة الأنباء، التي روج لها العدو 'الإسرائيلي' باستهداف قيادات في العاصمة، موضحاً أن العدوان استهدف أعياناً مدنية بسبب موقف اليمن الداعم لغزة التي تتعرض لحرب إبادة وتجويع على مرأى ومسمع من العالم.
وإذ أكد فشل العدوان الأخير كسابقاته، واستمرار العمليات اليمنية المساندة لغزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، قال: "إن يد الشعب اليمني القوية بقوة الله ستطال مجرمي الحرب الصهاينة بإذن الله".
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، الأربعاء 27 أغسطس 2025م، استهداف مطار اللد بيافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2"، مما شل حركة المطار مؤقتًا وأجبر ملايين الصهاينة على الهروب إلى الملاجئ.
وكان اليمن قد أعلن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكريًا ضد العدوان الصهيوني ضمن معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته حصارًا بحريًا على السفن 'الإسرائيلية' والمرتبطة بها في بحار الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
صنعاء تفرض معادلة الاستنزاف
بدوره، أقرّ موقع و"الا" العِبري بنجاح القوات اليمنية في فرض معادلات استنزاف عسكرية على الجيش الإسرائيلي، لتشكّل معضلة عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية متنامية على "إسرائيل".
وأعترف مسؤولون عسكريون صهاينة للموقع -لم يذكر أسمائهم- بفشل العمليات العدوانية على اليمن، رغم الإسناد الأمريكي خلال الأشهر الماضية، في ردع القوات اليمنية أو تغيير موازين القوى.
ونقل الموقع عن المحلل السياسي الصهيوني نير كيفني قوله: "إن الهجمات العدوانية 'الإسرائيلية' من مسافة آلاف الكيلومترات على اليمن لم تحقق الردع، بينما باتت الصواريخ اليمنية أكثر دقة وفتكًا"، داعيًا إلى انتهاج مسار سياسي لتغطية العجز العسكري للجيش 'الإسرائيلي'.
وأشار إلى أن عدوان 'إسرائيل'، رغم الدعم الأمريكي اللوجستي والعملياتي، لم يحقق أهدافه في وقف الهجمات اليمنية على الكيان وسفنه في البحر الأحمر.
وأضاف: "عندما صعد اليمن هجماته بالصواريخ والمسيّرات على قطع البحرية الأمريكية في معركة البحر الأحمر، لجأت الولايات المتحدة إلى التفاوض مع اليمنيين، وتركت حليفتها 'إسرائيل' وحيدة في مهب ضربات صنعاء".
وأكد تمكّن قوات صنعاء، رغم فرض الحصار والهجمات العدوانية منذ عشر سنوات، من تصنيع الصواريخ والمسيّرات محليًا، متجاوزة كل محاولات استهداف المطارات والموانئ.
إسناد يمني متصاعد وقلق إسرائيلي متزايد
تواصل القوات اليمنية فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا، إضافة إلى الحصار البحري على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها في البحر الأحمر، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" (18 فبراير 2024م)، "توتور" (12 يونيو 2024م)، "ماجيك سيز" (8 يوليو 2025م)، "إيترنيتي سي" (9 يوليو 2025م).
وخلاصة تقارير خبراء وموقع "واللا" تشير إلى قلق "إسرائيل" المتزايد من تنامي الترسانة الصاروخية اليمنية، وتطور قدرات الصواريخ الانشطارية (متعددة الرؤوس الحربية)، ما يدفعها إلى التفكير في تشكيل تحالف إقليمي يضم مصر والأردن والسعودية ودولًا خليجية لمواجهة قوات صنعاء.
ويُذكر أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت، منذ نوفمبر 2023 وحتى أغسطس 2025، بأكثر من 430 عملية عسكرية، ما يزيد عن 245 قِطعة بحرية تجارية وحربية أمريكية وبريطانية و'إسرائيلية' في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخًا ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".

