السياسية - وكالات:

كشف استطلاع رأي رائد أجرته جامعة هارفارد ومؤسسة هاريس للأبحاث عن تحول دراماتيكي في الرأي العام الأمريكي.
وحسب وكالة صفا الفلسطينية، اليوم الأثنين،أشار الاستطلاع إلى أن ما يقرب من 60٪ من الشباب الأمريكيين الآن يفضلون حماس على "إسرائيل"، وسط الحرب المدمرة التي شنت على غزة منذ أكتوبر 2023.
وتشير النتائج إلى قطيعة تاريخية في التقليد الراسخ للدعم الأمريكي غير المشروط للكيان العبري، وبدلًا من ذلك، تتجه الأجيال الشابة في جميع أنحاء أمريكا نحو دعم النضال الفلسطيني من أجل الحرية، رافضةً بشكل متزايد رواية الاحتلال الإسرائيلي عن الدفاع عن النفس التي هيمنت طويلًا على الخطاب الغربي.
ووفقًا للاستطلاع، يرى معظم الشباب الأمريكي أن أفعال "إسرائيل" في غزة عدوانٌ وحشي، وجرائم حرب، وانتهاكاتٌ للقانون الدولي.
وقد حطمت الصور اليومية للأحياء المدمرة، والعائلات التي تُباد والأطفال الجائعين تحت الحصار، عقودًا من التصوير الإعلامي أحادي الجانب، مما دفع الشباب إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر.
وبحسب استطلاع جامعة هارفارد، فقد أصبحت الجامعات، على وجه الخصوص، مراكز ثقل مؤيدة للفلسطينيين، حيث ينظم الطلاب اعتصامات ومظاهرات حاشدة، ويطالبون بسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في الاحتلال.
ويؤكد الاستطلاع هذه الموجة المتنامية من النشاط الجامعي، حيث تطالب الأصوات الشابة بالعدالة والمساءلة، وإنهاء الدعم العسكري والمالي الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
ويشير المحللون إلى أن هذا التحول لن يقتصر على النقاشات الجامعية، بل قد يُشكل السياسة الأمريكية في السنوات المقبلة. فمع دخول الولايات المتحدة دورة انتخابية رئاسية جديدة، برزت القضية الفلسطينية كقضية أخلاقية وسياسية حاسمة.
وتُعدّ نتائج الاستطلاع جزءًا من اتجاه أوسع نطاقًا وموثق جيدًا. فقد كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في يوليو 2025 عن فجوة جيلية كبيرة، حيث وجد أن 9% فقط من الأمريكيين دون سن الخامسة والثلاثين يوافقون على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وعلى نحو مماثل، وجد استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك أن التعاطف الأميركي مع الفلسطينيين وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
ويعزو المحللون هذا التحول العميق إلى تغير أساسي في كيفية استهلاك الأجيال الشابة للمعلومات.
وعلى عكس أسلافهم الذين اعتمدوا على وسائل الإعلام التقليدية، فإن المصدر الأساسي للأخبار السياسية بالنسبة للجيل Z هو منصات التواصل الاجتماعي مثل TikTok و Instagram و YouTube.
ونتيجة لهذا فإن العديد من الشباب الأميركيين ينظرون إلى الصراع ليس من خلال عدسة الجغرافيا السياسية التقليدية ولكن كقضية أخلاقية تتعلق بالعدالة، تغذيها تدفقات مستمرة من المحتوى غير الخاضع للرقابة والذي يظهر معاناة المدنيين.
ويضغط عدد متزايد من الناخبين الشباب على القادة للتخلي عن سياسة واشنطن المؤيدة "لإسرائيل"، والتي استمرت لعقود، والسعي بدلاً من ذلك إلى نهج أكثر عدلاً وتوازناً، بما يتماشى مع الدعوات العالمية لوقف سفك الدماء.
لعقود، روّجت وسائل الإعلام والنخب السياسية الغربية للاحتلال الإسرائيلي على أنه ديمقراطية محاصرة تدافع عن نفسها. لكن واقع المجازر الجماعية في غزة، وقصف المستشفيات، وتجويع الأطفال، وتدمير مجتمعات بأكملها، غيّر الصورة العامة بشكل لا رجعة فيه.
كما يُسلّط الاستطلاع الضوء على تآكل عميق في مصداقية الرواية المؤيدة "لإسرائيل"، حيث ينضم الشباب حول العالم - والآن في أمريكا نفسها - بشكل أكثر صراحةً إلى المقاومة الفلسطينية.
ويقول المراقبون إن هذا الاستطلاع ليس مجرد إحصاءات؛ بل هو مؤشر على تحول في الوعي، فقد أيقظت مجازر غزة، التي بُثت مباشرةً للملايين، جيلاً رافضًا لتطبيع الاحتلال والفصل العنصري.
ومع إعلان 60% من الشباب الأمريكي تعاطفهم مع حماس على "إسرائيل"، ويبدو أن تيار الرأي العام يتجه نحو العدالة والمقاومة وقضية التحرر من الاحتلال.