السياسية : تقرير || صادق سريع*

"اليمن يودع الكوكبة اليمنية العروبية الأزهرية المحمدية المؤمنة، من أشرف الرجال والقادة العظام في القدوة والإقدام والتضحية والدهاء والسخاء والعطاء، والخلود في ذاكرة التاريخ والأجيال"، هكذا وصف المفكر والكاتب العُماني أحمد اليحمدي، شهداء اليمن، أنصار غزة الأحرار في موكب التشييع إلى جنان الخُلد.

وقال: "يقولون سبعة شهداء ونقول ثمانية وتسعة، هم بعدد نجوم الثريا، تلك الكوكبة المزهرة في سماء اليمن، إخوة السلاح، وعصبة في الكفاح".

وأضاف: "جمعتهم المسؤولية ليتنافسوا على خدمة الوطن والأمة، حتى خذلتهم الأمة بأن قامت بتوفير الجهد للعدو على حساب دماء كوكبتنا المباركة، التي آلت على نفسها أن تكون فداء لقضيتها الأولى، تحرير أرض فلسطين الطاهرة ومقدساتها من دنس الإمبريالية والصهيونية".

وتابع في مقال نشره موقع "عرب جورنال" بعنوان "اليمن.. شهداء بوزن الثريا": "هم القادة في زمن قلّ فيه الوفاء، واتسعت رقعة الغدر والنفاق، حتى بلغ الأمر بأن يتجسس الأخ على أخيه من أمه وأبيه، فكان قدرهم باغتيال عدوان صهيوني غادر، وهم مجتمعون بلا سلاح لخدمة الوطن والإنسان".

وزاد: "شاء الله لهم أن يراهم ملطخين بدمائهم الزكية الطاهرة ليزفوا إلى مثواهم الأخير، إلى جنة الفردوس يا رجال الله في اليمن وغزة ولبنان، وفي كل بقعة طاهرة من أرض المسلمين، تاركين مسؤولية حمل الراية لخلفهم الشجعان ببسالة".

وأنهى الكلام: "سيفدون على رب رؤوف وعدهم بالجنة، بعد من سبقوهم من الكواكب، ليكملوا عقد مجموعة الثريا وفاءً بوعد السماء الذي قال فيه الجليل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} .. (آل عمران 169) صدق الله العظيم".

وشيّع اليمن يوم اثنين 1 سبتمبر 2025، في موكب جنائزي مهيب بالعاصمة صنعاء شهداء حكومة "التغيير والبناء ونصرة غزة" الذين ارتقوا بهجمات العدوان 'الإسرائيلي' الغادر، يوم الخميس 28 أغسطس الفائت.

وأعلن في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيوني في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرضت قواته المسلحة حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.

نشوة لا تغيّر مسار الصراع

بدوره، قال الصحفي والمحلل السياسي "الإسرائيلي"، نير كيبنيس: "استقبل 'الإسرائيليون' نتيجة العدوان الصهيوني الأخير على اليمن، الذي استهدف قيادات في حكومة صنعاء بفتور سياسي وشعبي واهتمام إعلامي لم يستغرق سوى بضع دقائق، على عكس ما كان متوقعاً".

وأضاف متسائلاً: "ما الذي يعود عليّ من استهداف قيادة حكومة صنعاء؟ هل ستتوقف عمليات إطلاق الصواريخ اليمنية على 'إسرائيل'؟ هل سيُرفع الحصار البحري والجوي اليمني عليها وإليها؟ إذا كانت الإجابة بـ'نعم'، فإني لن أرفع القبعة لكل من نفذوا العملية بل سآكلها أيضاً، لكن المشكلة الوحيدة في هذا المنطق هي التاريخ، القريب والبعيد".

وأكد: "في ظل غياب خطة متكاملة تجاه غزة أو اليمن أو إيران، تبقى حملات العدوان 'الإسرائيلية' مجرد استعراضات تكتيكية بعمليات الاغتيالات تمنحنا لحظة نشوة لحظية، لا تغيّر موازين القوى ولا مسار الصراع، بل تكشف مأزق حكومة الكيان التي لا تعرف ماذا تريد من نفسها".

واستهدفت القوات المسلحة اليمنية، يوم الاثنين 1 سبتمبر الجاري، سفينة "SCARLET RAY" النفطية 'الإسرائيلية' شمال مياه البحر الأحمر، بصاروخ باليستي أصابها بنجاح -بفضل الله.

وتواصل قوات صنعاء فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في "إسرائيل"، مع حصار بحري في البحر الأحمر على سفنها والمرتبطة بها، ما أدى إلى إغلاق ميناء أم الرشراش، وإغراق أربع سفن: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، و"إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

وعدوان لا يتجاوز الرمزية

ووفق رؤية خبراء صحف "فايننشال تايمز" و"وول ستريت جورنال"، يعد استهداف قيادات حكومة صنعاء، يوم الخميس الفائت، في العدوان الإسرائيلي الغادر بمثابة استعراض استخباراتي، ولا يشكّل نقطة تحوّل جوهرية في المواجهة العسكرية المستمرة بين الجيش اليمني وجيش الكيان.

وإذ أكدت "تايمز" أن استهداف رئيس الحكومة الشهيد أحمد الرهوي وعدد من الوزراء الشهداء لا يؤثر على القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، كون الاستهداف أغتال قيادات إدارية وليس عسكرية، اعتبرت "جورنال" أن العدوان 'الإسرائيلي' لم يتجاوز الرمزية، لكونه لم يكن عسكرياً حاسماً يستهدف قلب القيادة العسكرية لقوات صنعاء.

ويُشار إلى أن القوات اليمنية المساندة لغزة استهدفت - بفضل الله وتأييده - بـ430 عملية عسكرية أكثر من 245 قطعة بحرية تجارية وحربية تابعة لأمريكا وبريطانيا و"إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وأطلقت أكثر من 1,250 صاروخاً ومسيّرة على أهداف في عمق "إسرائيل".