السياسية : تقرير|| يحيى جابر*

شهدت الفعاليات المركزية التي أقيمت في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات الاحتفال في مختلف المحافظات، مشاركة واسعة من ذوي الإعاقة تعبيرا عن محبتهم وولائهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

شكل حضور هذه الشريحة عمق الانتماء الديني والوطني لذوي الإعاقة كغيرهم من أبناء الشعب اليمني، الذين أصروا على أن يكونوا جزءًا فاعلًا في واحدة من أعظم المناسبات الدينية، جنبًا إلى جنب مع بقية فئات المجتمع، في رسالة واضحة على أن الإعاقة لا تعني غياب الفعالية أو الإسهام في الحياة المجتمعية والدينية.

وأكدت اللجنة التنظيمية في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن آلاف الأشخاص من ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية، قدموا إلى ساحات الاحتفال من مختلف المديريات، بعضهم على كراسي متحركة، وآخرون بمساعدة أسرهم أو عبر جهود الجمعيات والمراكز المتخصصة، ما يدل على تضافر الجهود المجتمعية لتذليل أي عقبات أمام هذه الفئة.

وأوضحت اللجنة أنه تم تخصيص أماكن ملائمة لاستقبال ذوي الإعاقة، إلى جانب توفير خدمات ميدانية وتنظيمية مميزة لتسهيل تنقلهم وضمان مشاركتهم الكاملة والفعالة، وسط تفاعل مجتمعي واسع وتقدير بالغ لحضورهم.

وفي هذا السياق، ثمّن المدير التنفيذي للصندوق الدكتور علي مغلي، المشاركة الكبيرة للأشخاص ذوي الإعاقة والذي يعكس ارتباطهم العميق بالرسول الأكرم، وتمسكهم بتعاليمه السامية، وموقفهم الثابت في دعم قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن هذا التفاعل ليس مجرد حضور عابر، بل هو رسالة بأن الإعاقة لا يمكن أن تكون عائقًا أمام الولاء والانتماء.. لافتا إلى الدور الوطني المهم الذي تؤديه هذه الفئة في تعزيز التلاحم، وترسيخ الهوية الدينية والثقافية.

وذكر الدكتور مغلي أن هذه المشاركة تجسد دور الصندوق والجمعيات المعنية في تمكين ذوي الإعاقة وتعزيز دورهم في الفعاليات المجتمعية الكبرى.

من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين الدكتور عبدالله بنيان، أن المشاركة في هذه المناسبة العظيمة تعبّر عن الفرحة بالنور والهداية التي بعث الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم للناس أجمعين.. مشيرًا إلى أن ذوي الإعاقة أثبتوا اليوم حضورهم في كافة الساحات، وجسدوا القيم الإيمانية التي تعزز الوحدة والتماسك المجتمعي.

وأوضح أن هذه المشاركة تعكس إرادة تتفوق على التحديات، وقدرة ذوي الإعاقة على إيصال صوتهم المعبر عن الحب والولاء والارتباط بالرسول الكريم.

من جانبه، أشار المسؤول الثقافي والاجتماعي في الصندوق ماجد النهمي، إلى أن خروج ذوي الإعاقة ليس مجرد تعبير عن الفرح والاحتفال بالمولد النبوي، بل رسالة للأعداء بأن الشعب اليمني بكل فئاته، متوحد في مواجهة التحديات والصعاب، وصامد خلف قيادته الحكيمة، في مسيرة الدفاع عن الدين والوطن.

وأكد أن هذه المناسبة منحت ذوي الإعاقة فرصة للتعبير عن مشاعرهم ومكانتهم في المجتمع.. مشيدًا بالجهود التي بذلت لتسهيل مشاركتهم.

فيما عبّر عدد من رؤساء ومديري الجمعيات والمراكز الخاصة بذوي الإعاقة عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في هذه المناسبة الدينية العظيمة، معتبرين الحضور في ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين شرفا كبيرا ودافعا لمواصلة مسيرة البناء.

أثبت ذوو الإعاقة بأنهم شركاء حقيقيون في بناء الوعي والهوية الوطنية والدينية، وأنهم قادرون على تجاوز التحديات والمساهمة بفعالية في كل المحطات الوطنية والدينية، وأن مشاركتهم الواسعة في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تعكس إرادة صلبة، وروحًا عالية، وانتماءً لا يتزعزع لقيم الرسالة المحمدية السامية.

وقد عبّر عدد من المشاركين من ذوي الإعاقة عن الحرص على هذه المشاركة المميزة، مؤكدين أن الإعاقة ليست عائقًا أمام الانتماء والتفاعل الإيجابي في المناسبات الوطنية والدينية.

ويعد الحضور والتفاعل الواسع من قبل هذه الفئة، شاهدًا على تلاحم المجتمع اليمني في مواجهة التحديات، وتجسيدًا حقيقيًا للوفاء الصادق للرسول الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.

سبأ