اليمن يوقف قطار التطبيع مع "إسرائيل"
السياسية : تقرير || صادق سريع*
"بات اليمن يشكّل أكبر عائق أمام استكمال اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية بين الأنظمة العربية و'إسرائيل'"، هذا ما كشفت عنه صحيفة "إسرائيل هيوم" العِبرية.
وقالت: "'اتفاقيات إبراهام' مع بعض الأنظمة العربية المطبّعة حققت مكاسب إستراتيجية واقتصادية كبيرة لـ'إسرائيل'، غير أن 'العقبة اليمنية' ما تزال الجهة التي تعرقل خطوات تحقيق أهدافها الصهيونية".
وأضافت في تقرير بعنوان "العقبة اليمنية": "إن اليمنيين حولوّا سيطرتهم على المياه الإقليمية في البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية الدولية، إلى ورقة ضغط بالغة التأثير ضد مصالح 'إسرائيل'".
وأكدت: "إن العمليات البحرية لقوات صنعاء المساندة لغزة عطّلت جزءاً واسعاً من حركة الشحن المرتبطة بالكيان في البحر الأحمر، ورفعت أجور النقل والتأمين إلى تكاليف باهظة تكبد اقتصاد 'إسرائيل' خسائر ضخمة تقدّر بمئات المليارات من الدّولارات".
المؤكد في تقرير الصحيفة أن العدوان الصهيوني، الذي استهدف رئيس حكومة صنعاء الشهيد أحمد الرهوي وعدداً من وزرائه، الذين ارتقوا إلى بارئهم بهجوم غادر يوم خميس 28 أغسطس الفائت، لم يحقق أهدافه، فما تزال صواريخ ومسيّرات اليمن تضرب عمق "إسرائيل"، ما يؤكد عجزها في الردع.
والأمر المحسوم، وفق خبراء "إسرائيل هيوم"، أن جبهة اليمن ستبقى تهديداً إستراتيجياً ضد المشاريع الصهيونية في المنطقة، وهذا يتطلب من الولايات المتحدة تشكيل تحالف عسكري جديد لكبح قوة صنعاء وحماية مصالح "إسرائيل" وسفنها في البحر الأحمر.
وأعلن اليمن، نهاية نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً ضد العدوان الصهيو - أمريكي بمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس"، وفرض حصاراً بحرياً على سفن "إسرائيل" والمرتبطة بها في بحار: الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة.
صنعاء تضرب 'يافا' و'أم الرشراش'
وفي ردٍّ فوري على العدوان الجوي الذي شنّه العدو الصهيوني بـ12 غارة على ميناء الحديدة عصر ثلاثاء 16 سبتمبر الجاري، أعلنت القوات المسلحة، في بيان عسكري تلاه الناطق الرسمي العميد يحيى سريع، مساء اليوم ذاته، تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين انتصارًا لمظلومية فلسطين وردًّا على جرائم حرب الإبادة والتجويع في غزة والعدوان على اليمن.
الأولى: استهدفت هدفاً حساساً في منطقة "يافا" بعمق "إسرائيل" بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2"، وحققت العملية أهدافها بنجاح وأجبرت ملايين من قطعان الصهاينة على الهروب إلى الملاجئ.
والثانية استهدفت مطار 'رامون' في منطقة 'أم الرشراش' المحتلة، بسلاح الجو المسيّر، وحققت العملية هدفها بنجاح.
..وتتصدى لطائرات العدو
في وقت سابق في اليوم ذاته، قال العميد سريع: "إن الدفاعات الجوية اليمنية تصدت للطائرات الإسرائيلية التي شنت عدواناً جوياً على ميناء الحديدة".
وأضاف في منشور على حسابه بمنصة "X":" دفاعاتنا الجوية تمكنت من إرباك طائرات العدو الصهيوني، وإجبار عدد منها على المغادرة قبل دخولها المجال الجوي لتنفيذ عدوانها بفضل الله".
فاتورة الخسائر الباهظة
من جهته، أقرّ مسؤول عسكري إسرائيلي، يشغل منصب مدير عام وزارة الحرب، اللواء أمير برعام، أن المعركة مع قوات صنعاء تكلف الكيان خسائر طائلة في العمليات العدوانية على اليمن، وفي حجم الإنفاق على اعتراض الصواريخ والمسيّرات اليمنية، وأضرار هجماتها على الأهداف في عمق "إسرائيل".
وأشار إلى حجم الاستنزاف الذي يتكبده كيانه كبير في عمليات اعتراض الهجمات اليمنية، حيث يكلف إطلاق صاروخ "حيتس 3" في كل عملية اعتراض ما بين 15 إلى 30 مليون شيكل، ما يساوي 3 ملايين دولار، وإن خطأً واحداً في الإطلاق قد يسبب أضراراً بنحو 300 مليون شيكل.
وتستمر القوات المسلحة اليمنية -بفضل الله وتأييده- في فرض الحظر البحري والجوي على مطارات وموانئ "إسرائيل"، اللد ورامون وميناء حيفا، وعلى سفنها والمرتبطة بها في المياه الإقليمية والدولية.
وقد أطلقت أكثر من 1,280 صاروخاً ومسيّرة إلى عمقها، وأغلقت ميناء أم الرشراش، وأغرقت أربع سفن انتهكت قرار الحظر: "روبيمار" في 18 فبراير 2024، "توتور" في 12 يونيو 2024، "ماجيك سيز" في 8 يوليو 2025، وكانت آخرها "إيترنيتي سي" في 9 يوليو 2025.

