"طوفان الأقصى".. عامان من الجهاد والصبر والمقاومة والصمود
عبدالقوي السباعي*
في فجر الـ7 من أُكتوبر عام 2023م، دشّـنت كتائبُ العز القسَّامية، الجناحُ العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مرحلة جديدة في المواجهة الفلسطينية-الصهيونية، أطلقت عليها اسم معركة "طوفان الأقصى"؛ ردًّا على عدوان الاحتلال الصهيوني المتكرّر على المسجد الأقصى المبارك.
في مساء ذات اليوم، خرج مجرم الحرب نتنياهو، يرعد ويزبد، مُهدّدا ومتوعدًا بالقضاء على المقاومة في قطاع غزة، ومرّ العامان على انطلاق الطوفان العظيم، وظلّت المقاومة تُكبِّدُ قوات الاحتلال خسائر فادحة في العديد والعتاد.
وشكلت هذه الخسائر شهادة على صمود وثبات المقاومة وتمسكها بالدفاع عن شعبها وأرضه، ورفضها الاستسلام للمحتلّ، وتردّدت خلال هذه الفترة، دعوات المثبطين والمتخاذلين، وردّت عليهم شعارات المجاهدين التي تلخص فلسفتهم القتالية: نحن "لن نستسلم.. ننتصر أَو نموت".
واستلهم المجاهدون الأخيار في غزة موقفًا معلَنًا لمسار المقاومة: "نحن لا نُهزم؛ فعندما ننتصر.. ننتصر وعندما نستشهد ننتصر"، في إشارة إلى شهيد الأُمَّــة سماحة السيد حسن نصر الله، وإحياءً لذكرى شهداء "طوفان الأقصى" كافة.
عامان على الملحمة، أظهر فيها الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده تمسكًّا بمنهج الجهاد والمقاومة، ومؤازرةً له؛ فقد خرجت الجماهير الفلسطينية في الشوارع والميادين هاتفةً: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ومردّدةً التحية للأبطال، وتجسدّت فلسطين في الوجدان الشعبي لعموم المحور، كقضيةٍ غالية مهرها ثمِين، تهون في سبيلها المهج والأرواح.
عامان باءت فيهما جميع رهانات القضاء على المقاومة أَو انتظارها لرفع الراية البيضاء، لكيان الإجرام الصهيوني، ومن سار في فلكه، بالفشل الذريع؛ فالراية لم تُرفع، وخاب مسعى الاحتلال وداعمه الأمريكي والغربي والأعرابي في إخضاع المقاومة التي رفعة رايتها ولم تسقط.
اليوم في غزة وعموم فلسطين، شهدت الشوارع والميادين العامة خروج الأهالي بمئات الآلاف تأييدًا للمقاومة، مؤكّـدين وقوفهم معها ودعمها، في رسالةٍ واضحة، أنَّ هذه المواجهة ليست نهاية الحرب مع كيان الاحتلال الغاصب، ومُعاهدين الله وأنفسهم أنَّ المقاومة وسلاحها هو الخيار ولا خيار سواه لتحرير كُـلّ شبرٍ بأرض فلسطين، من النهر إلى البحر.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب
* المسيرة نت

