المنظمة الدولية للهجرة تجدد دعوتها لوصول المساعدات بشكل آمن ودون أي عوائق إلى غزة
السياسية - وكالات:
قالت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الخميس،إن العائلات في قطاع غزة والتي قضت شهورًا في العراء لازالت بحاجة ماسّة إلى وصول المساعدات الإنسانية إليها الآن.
وجددت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانساني، في تقرير نشره على منصة "إكس"رصدته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) دعوتها لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون أي عوائق.
وأضافت: "بعد مرور شهر على آخر وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، جلب الهدوء المؤقت راحة طال انتظارها للعائلات التي عانت من آلام لا توصف ومن نزوح متكرر. للمرة الثالثة خلال أكثر من عامين، وبعد انهيارات سابقة لاتفاقات وقف إطلاق النار، لا تزال توجد فُسحة صغيرة للأمل – فرصة جديدة للبقاء على قيد الحياة وتوفير الأمان والكرامة لنحو مليوني فلسطيني".
وتابعت :"لا تزال آلاف العائلات بلا مأوى؛ حيث أمضى الكثيرون شهوراً ينامون في العراء بلا أي مأوى. مع تدمير المنازل وتكرار النزوح، أصبحت النجوم فوقهم تمنحهم بعض السكينة، إلا انها في الوقت نفسه تذكّرهم بكل ما فقدوه".
وأكدت المنظمة أنه وفقاً لتقييمات "مجموعة المأوى"، يحتاج 1.3مليون فلسطيني في غزة إلى مساعدات مأوى طارئة وذلك بعد منع إدخال كافة مواد المأوى استمر لمدة ستة أشهر تقريباً ،مضيفة "الآن، هيأ وقف إطلاق النار فرصة مؤقتة، ومعها جاءت مسؤولية تستدعي التحرك الفوري".
وأشارت إلى أنه منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد في 10 أكتوبر، تواصل العائلات التنقل داخل غزة بحثاً عن مأوى آمن، وغالباً ما يجدون منازلهم قد تحولت إلى ركام.
وأكملت: "حتى وقت كتابة هذا التقرير، وثق شركائنا في إدارة المواقع أكثر من 639 حركة نزوح من الجنوب إلى مدينة غزة، مع توجه الكثيرين نحو الشمال باتجاه جباليا وبيت حانون، كما لا يزال عدد كبير يلجأ إلى مواقع النزوح الجماعي، غالباً في مناطق مفتوحة بلا حماية أو في مبانٍ متضررة لا توفر الحماية الكافية لهم".
وأوضحت أنه يجري الآن توسيع نطاق العمل الإنساني بعد وقف إطلاق النار، حيث تشارك المنظمة الدولية للهجرة في هذا الجهد الهام نظرًا لخبرتها العالمية في مجال المأوى وإدارة المواقع.
وقالت: "خلال الشهرين الماضيين، و من خلال برنامج خط الإمداد المشترك، أرسلت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من 660 ألف مادة إغاثية تشمل مستلزمات النظافة والمأوى، بما في ذلك أكثر من 2000 خيمة. يتم توزيع هذه المواد على العائلات النازحة من خلال شركاء المنظمة في كافة أنحاء غزة؛ وذلك لتوفير الحماية الأساسية وتعزيز كرامة العائلات التي عانت من انعدام الأمن لفترة طويلة".
ودعت المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها إلى السماح بدخول المساعدات لقطاع غزة بسرعة وأمان ودون أية عوائق.
كما دعت بالسماح للنازحين أيضًا بالتحرك بحرية والعودة طوعًا عندما تسمح الظروف بذلك، مع ضمان وصول دائم للعاملين الإنسانيين إلى العائلات أينما كانت.
وأكدت أن مستودعات المنظمة الدولية للهجرة ممتلئة والشاحنات جاهزة والفرق مستعدة لتقديم المساعدة فور السماح بالوصول ،معتبرة فتح المعابر وتسريع إجراءات التخليص أمرين أساسيين؛ فكل شيء جاهز باستثناء إمكانية الوصول لأولئك الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة.
وشددت على أن الحاجة تزداد إلى المساعدات مع دخول فصل الشتاء، فبدون مواد المأوى الكافية؛ ستواجه العائلات ليالي باردة تحت نفس السماء التي شهدت الكثير من المعاناة.
وقال محمد نجار، مدير البرامج في جمعية تطوير بيت لاهيا، أحد شركاء برنامج خط الإمداد المشترك التابع للمنظمة الدولية للهجرة في غزة: "اليوم، مع بدء جهود التعافي، أرى بصيص أمل ضئيل في غزة. لا يمكن للعالم أن يسمح بانهيار وقف إطلاق النار؛ على هذا الاتفاق ان يضمن أكثر من وقف إطلاق نار فقط، يجب أن يضمن وصول المساعدات".
وأكد نجار أن المساعدات هي الأولوية القصوى الآن: "العائلات بحاجة ماسة للخيام والبطانيات والملابس الدافئة. بدأ البرد يشتد، وبدون مأوى ودفء، ستزداد المعاناة"،مشيرا إلى وفاة أكثر من 12 شخصاً، بينهم أطفال رضّع، خلال الشتاء الماضي، بسبب البرد الشديد.
وأضاف:" يمكن تجنب مثل هذه الوفيات هذا العام إذا وصلت المساعدات في الوقت المناسب".
وأختتمت المنظمة تقريرها بالقول: "الليلة، ستنام عائلات كثيرة مرة أخرى في العراء. مَنح وقف إطلاق النار فرصة قصيرة لالتقاط الأنفاس، إلا أن الوقت يمر فالشتاء وصل والاحتياجات تتزايد والعائلات التي فقدت كل شيء تنتظر فرصة لإعادة بناء حياتها بكرامة".

