السياســـية: تقرير // صادق سريع


بعد تلقي ما يُسمى مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي الإماراتي صفعةً سعوديةً عقب احتلاله محافظتي حضرموت والمهرة، لجأت إلى إجبار مواطني جنوب اليمن المحتل على النزول إلى الساحات لتأييد مطلب الاحتلال الإماراتي بفكّ الارتباط لشرعنة مخطط تقسيم اليمن.

وفي ظلّ التوتر المتصاعد في المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة بين أدوات الاحتلال السعودي - الإماراتي، وصلت طائرة شحن عسكرية إماراتية من طراز "إليوشن"، اليوم الاثنين، إلى مطار الريان في المكلا، محمّلة شحنة أسلحة أقلعت من قاعدة الريف العسكرية في أبوظبي، لمليشياتها المسلحة في جنوب اليمن.

وذكرت مصادر محلية وإعلامية أن شحنة الأسلحة الإماراتية مكونة من طائرات مسيّرة، وآليات مدرَّعة، وعتادًا عسكريًا، وأسلحة ثقيلة وخفيفة، في إطار الدعم العسكري واللوجستي لمليشيا ما يُسمّى المجلس الانتقالي والمحتلة لمحافظتي حضرموت والمهرة منذ 3 ديسمبر الجاري، في تأكيد أن الإمارات تسعى لإشعال الحرب في المنطقة.

والشحنة الأخيرة ليست الأولى، بل الثالثة، إن لم تكن العاشرة من نوعها، من الإمارات لمليشياتها في جنوب اليمن منذ التصعيد العسكري الأخير في حضرموت، ما يشير إلى أن أبوظبي تُعدّ لمواجهة مليشيا الاحتلال السعودي التي تحشد مرتزقتها بمنطقة العَبر للتوجه إلى منطقة الخشعة المحتلة من مليشيا الانتقالي.



ويؤكد المراقبون أن الإصرار الإماراتي على دعم مليشياتها بالانتقالي والجماعات السلفية بالأسلحة المتطورة، يؤكد التدخل العسكري السافر لأبوظبي في شؤون اليمن، باشعال فتنة الحروب لفرض واقع جديد لإعادة تقسيم اليمن ونهب ثرواته من النفط والغاز والسيطرة على الممرات والجزر والسواحل اليمنية.

في السياق، أكد موقع "دارك بوكس" الفرنسي أن الصراع في محافظتي حضرموت والمهرة المحتلتين ليس مجرد حراك مليشياوي محلي، بل مخطط ومنسق ومُعدّ له منذ أشهر، بغطاء سياسي للإمارات للسيطرة الإستراتيجية على حقول النفط والموانئ والجزر والممرات البرية، لتوسيع نفوذها ومواجهة النفوذ السعودي.

"المعركة الفاصلة"

بدورها، أكدت صحيفة "العربي الجديد" القطرية أن مؤشرات الصراع في جنوب اليمن المحتل تسير نحو "المعركة الفاصلة" والوشيكة بين مليشيا السعودية والإمارات، وهو ما يهدد بانهيار ما يُسمّى مجلس القيادة الرئاسي السعودي.

الخلاصة: أن الصراع في جنوب وشرق اليمن هو صراع نفوذ بالوكالة عن بريطانيا، تُديره بإشراف أمريكي وإسرائيلي وتمويل سعودي وإماراتي، في حين تنفذه مليشيا مرتزقة العدوان للسيطرة على ثروات النفط والغاز والجزر والممرات المائية والسواحل اليمنية على البحر العربي، ومن ثم تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" كهدف إماراتي استراتيجي، وسط صمت ما تُسمّى حكومة الشرعية الموالية للرياض.