بقلم / محمد يحيى المنصور……………..

منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم على اليمن الذي يفتقر إلى المشروعية والمبررات الموضوعية .
كان الاستعداد للسلام وحل المشكلة اليمنية في إطارها الداخلي ثابتا من ثوابت الموقف السياسي اليمني الوطني العام الذي عبر عنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، واللجنة الثورية العليا ، ثم المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني لم يتغير .
الموقف اليمني الوطني من الحوار والاستعداد للتقارب في مجمل القضايا والملفات السياسية والعسكرية والأمنية والإنسانية الداخلية كان سمة الموقف السياسي اليمني المعلن في صنعاء سواء أمام الشعب اليمني في الداخل ، أو أمام القوى والأطراف الخارجية ، والمبعوثيين الأممين الزائرين .
وعلى صعيد الموقف التفاوضي الوطني مع الطرف الآخر كان الاستعداد لإنجاح السلام والتعاطي بإيجابية مع كل القضايا حقيقيا .
في جنيف 1 و 2 كما في الكويت والسويد كان الطرف الوطني هو المبادر إلى إظهار حسن النوايا وتقديم الرؤى والتصورات الواقعية لحلحلة مختلف القضايابروح تغلب المصلحة الوطنية ، في حين كان الطرف الآخر المنتحل للشرعية القادم من الرياض فاقدا لصلاحية اتخاذ القرار في أي شان من الشؤون ، بل إنه ظل وفي كل جولات التفاوض يلعب دور الطرف المعطل للمشاورات .
ينطلق الطرف الوطني في دعوته للحوار الوطني من منطلقات عدة :
– شرعية لإقامة الحجة على الطرف الآخر أمام الله وأمام الشعب اليمني والرأي العام العالمي .

– شرح وتوضيح حقيقة الموقف اليمني المواجه للعدوان لما يسمى المجتمع الدولي ومن مختلف القضايا ، فلقد تعرض هذا الطرف ولا يزال لحملة تشويه وشيطنة وتبخيس سياسي وإعلامي من قبل تحالف العدوان لم تتوقف يوما خلال سنوات العدوان وما قبلها .
– كانت مواقف قيادة ثورة ال21من سبتمبر وسلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني الإيجابية والمسؤولة من الحوار مثار احترام الداخل الوطني ، كما كانت من أهم عوامل تحصين الجبهة الداخلية اليمنية في مواجهة العدوان ، إدراكا من القيادة بأنها تقف على قاعدة صلبة من المشروعية والوضوح والصدق في التعاطي مع الشأن الوطني ، وفي لحظة تاريخية لا تقبل المساومة أو التفريط بقضايا اليمن وشعبه ومستقبله .
إن وعي المواطنين اليمنيين بحقيقة العدوان والحصار وأهدافه المشبوهة قد ترسخ عبر شهور وسني العدوان ، وتأكد لدى غالبية الشعب اليمني العظيم النوايا الخبيثة للعدوان في تقسيم وتفكيك اليمن واحتلاله ونهب خيراته وبما يخدم مصالح أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني في المقام الأول .
لقد تسببت تدخلات السفير الأمريكي والسعودي في إفشال كل جولات الحوار التي رعتها الأمم المتحدة ، بما فيها اتفاق السويد الذي كان من الدقة والوضوح بحيث يصبح قابلا للتنفيذ من الجانبين ، لكن ومع ذلك وبرغم إلزامية تنفيذه بقرارات من مجلس الأمن ، وبرغم إشراف ممثلي الأمم المتحدة عليه ، فلم ينفذ منه سوى بضع خطوات تقدم بها الطرف الوطني من جانب واحد .
– استراتيجية : تهدف إلى محاولة يمننة القضية اليمنية وإعادتها إلى سياق الحواري الوطني الداخلي ، بعد أن نجحت السعودية في تدويلها وشراء مواقف ما سمي بالمجتمع الدولي لاعتبار الشرعية حصرا في عبدربه منصور هادي ومن معه من المرتزقة القابعين في فنادق الرياض ، وذلك لإطالة أمد العدوان والتبرير له ولما يحقق مصالح أمريكا والكيان الصهيوني التوسعية في اليمن والمنطقة .
ان التدخلات الأجنبية في قضايا اليمن والمنطقة كانت ولا تزال سببا في تعقيد الأزمات واطالة امدها ، وهو ما لا يرغب فيه الجانب الوطني المدرك لمخاطر تلك التدخلات الأجنبية الآنية والمستقبلية والذي يرى في الحوار سبيلا للحد من تلك المخاطر .

– أخلاقية تعبر عن الشعور بالمسؤولية إزاء العدوان والحصار السعودي الأمريكي المفروض على الشعب اليمني وما أدى إليه من معاناة إنسانية شاملة ، وياتي الحوار من قبل حكومة صنعاء في اطار البحث عن أي فرصة أو بارقة امل للتخفيف من آثار العدوان والحصار ،

الحوار والفهم الخاطئ للعدوان
تميزت ردود فعل العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي التحالفي بالتفسير الخاطئ لكل دعوات صنعاء للسلام والحوار الذي يفضي لحل عادل للأزمة في اليمن بكل أبعادها .
فهم العدوان السعودي ومرتزقته وخبراؤه الاستراتيجيون أن دعوات صنعاء المتكررة وفي كل مناسبة دينية أو وطنية للحوار والسلام إنما تنم عن ضعف ونفاذ صبر وعجز في الميدان عن مواجهة التحالف ،
هذا الالتباس والعجز التحالفي المزمن عن فهم استراتيجية القوى الوطنية المواجهة للعدوان وكيف تفكر وما هي منطلقاتها السياسية والأيديولوجية ، قد أدى لتخبط تحالف الشر والعدوان وساقه وعلى مختلف الصعد من فشل إلى فشل والحمدلله .