"إسرائيلُ" تعجز عــن ردعِ اليمنِيين
السياســـية : تقرير || صادق سريع*
"تصريحات الإسرائيليين عن إسقاط نظام صنعاء مجرد أوهام لا تستند إلى الواقع، في ظل فشل 'إسرائيل' في تحقيق وجودها الفعّال في البحر الأحمر"، هكذا قال مركز "ستيمسون" الأمريكي.
وأضاف: "أثبت اليمنيون في معركة البحر الأحمر امتلاكهم قدراتٍ إستراتيجية حقيقية، وأنّ أيّ تهور جديد لـ'إسرائيل' سيكبدها مزيداً من الخسائر".
وتابع: "إن الفشل في ساحة البحر الأحمر بعد إن تحوّلت إلى مواجهة مفتوحة يعكس ارتباك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي فقدت القدرة على تأمين خطوط ملاحة السفن البحرية".
وأكد أن الإسرائيليين والأمريكيين "يدركون تنامي قوة صنعاء التي غيّرت قواعد الاشتباك بالمنطقة، وأنَّ أيّ تهديد ضد اليمنيين لن يمرّ دون عقاب، وقد أثبتوا بدقة هجماتهم على ميناء أم الرشراش ومطارات اللد ورامون وأهداف حيوية في الكيان".
بدوره، أقرّ الباحث الصهيوني داني سيترينوفيتش بمركز "ستيمسون"، وهو ضابط متقاعد كبير بوحدة الاستخبارات الإسرائيلية، في تقرير أعدّه بعنوان "حاجة إسرائيل لإستراتيجيةٍ لمواجهة اليمنيين"، بعجز "إسرائيل" في مواجهة اليمنيين، وافتقارها إلى معلومات استخباراتية دقيقة عن قدرات اليمن.
وأكد تنامي قلق "إسرائيل" من تصاعد قوة صنعاء في ساحة البحر الأحمر، بعد فشلها في تحقيق أيّ من أهدافها العسكرية والسياسية بسلسلة الحملات العدوانية على اليمن منذ يوليو 2024.
واعتبر أن اتفاق غزة بين حماس و"إسرائيل" لن يغيّر من موقف اليمنيين الذين أصبحوا جزءاً من الصراع ومعادلة الردع الإقليمي، كونهم لن يكفوا عن ضرب السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر؛ لأنهم يعتبرون أنفسهم حُماة محور المقاومة.
ودعا "إسرائيل" إلى تبني إستراتيجية طويلة الأمد ضد جبهة اليمن، لا تعتمد على استهداف المنشآت المدنية أو الشخصيات، بل ببناء شبكة استخبارات وتحالف عسكري بحري جديد مع دول أمريكا والسعودية والإمارات، لضرب قدرات اليمنيين.
وكان اليمن أعلن، نهاية 2023، فتح المعركةٍ العسكريةٍ "الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدّس" لإسنادِ غزّةَ ضدَّ عدوانِ الإبادةِ والتجويعِ الصهيو-أمريكي، ونفّذَ 1,835 عمليةً بالصواريخِ والطائراتِ والزوارقِ المسيّرة.
خلاصة "ستيمسون" -وهو مركز استشاري بحثي في واشنطن- تؤكد: "إن خطر اليمن بالنسبة للكيان لن يختفي؛ لأن اليمن اليوم بات رقماً صعباً في معادلة الردع، وقوةً ردع إقليمية واقعية رسّخت حضورها العسكري في المنطقة".
إسناد اليمن ينتصر لغزة
في الصلة ذاتها، قال القيادي في التيار الناصري المصري مجدي السايس: "إن التاريخ سيقف طويلاً أمام دور اليمن العظيم في إسناد غزة، وهذا يؤكد على أصالة وعراقة شعب اليمن وإيمانه المتجدد والمتجذر بعروبة الأرض من المحيط إلى الخليج".
وأضاف: "إسناد اليمن لغزة كان له دوراً رئيسياً في تحقيق النصر على العدوان الصهيوني المدعوم من أمريكا والغرب للدفاع عن القاعدة العسكرية المتقدّمة لهم في المنطقة المسماة 'إسرائيل'".
وأكد أن اليمن - رغم قلة الإمكانات وحصار تحالف العدوان السعودي والإماراتي- نجح بامتياز في إسناد غزة، وأكد حتمية سيطرة الأمة على ممراتها المائية وحماية ثرواتها الإستراتيجية.
يُشار إلى أن اليمن استهدف بمعركة إسنادِ غزّةَ 228 سفينةً تجاريةً وحربيةً معادية، وأطلق 1,300 صاروخٍ ومسيّرةٍ على الكيان، وأغلق ميناء أمّ الرشراش، وأغرق أربعَ سفنٍ انتهكت قرارَ الحظر، وأسقط ثلاثَ مقاتلاتٍ أمريكيةٍ نوع F-18، و26 مسيّرةً نوع "MQ-9 :"22 منها في معركةِ "طوفان الأقصى"، وأربع أثناءَ العدوانِ الأمريكي - السعودي.

